جريدة الطليعة كويتية أسبوعية سياسية جامعة
كتب محرر الشئون المحلية:
توقف توظيف العمالة الوافدة في معظم الوزارات قرار لا رجعة فيه، حتى ولو على بند المكافأة، وهذا القرار ليس وليد الأشهر الأخيرة، كما أعلنت معظم الوزارات وديوان الخدمة المدنية، بل يتداول ونسمعه منذ أكثر من سنتين، لكن الأغرب من ذلك ووسط كل هذه التصريحات التي تدعو لأولوية توظيف العمالة الوطنية نرى العديد من الوزراء لهم استثناءات خاصة في تعيين الوافدين، بل إن بعضهم عندما تسلم حقيبة وزارته أتى بعدد من الوافدين معه كمستشارين له.
والأغرب من ذلك أن ديوان الخدمة المدنية سريعا ما يعطي درجات وظيفية لمستشاري الوزراء!! على الرغم من أن بعض المعينين على بند مستشارين ليسوا كفاءات نادرة، ولا يملكون عصا سحرية لتطوير العمل، بل بعضهم يعمل كمستشارين إعلاميين لبعض الوزراء.
فما هذه المفارقات من قبل الوزراء.. تحاربون الوافدين وتأتون بهم.. تتحدثون عن الواسطة وأنتم أول من يعمل بها!!.. هل المستشارون الإعلاميون الوافدون لبعض الوزراء يمتلكون تخصصات نادرة وشهادات إعلامية غير موجودة؟؟ الجواب طبعا لا، وبعضهم لا يمتلك شهادات جامعية من الأساس، ومن حصل عليها فإنها من جامعات ليست ذات قيمة تذكر، وإنما شهادات أخذت لتنفع فقط في التعيينات.
والنقطة الأهم أن هناك الكثير في مجال الإعلام تحديدا من العمالة الوطنية تمتلك الكفاءة للعمل كمستشارين، لكنهم فقط لا يمتلكون الواسطة التي تساعدهم، حتى وكالة الأنباء الرسمية للدولة، التي من المفترض أن تدعم العمالة الوطنية وتؤهلهم وتدربهم للعمل كإعلاميين بها، من الصعب جدا على الشباب الكويتي الدخول لها، وإن كانت هناك مسابقة للتعيين فاختبارات صعبة جدا وتعجيزية، وكأنها رفض لتعيين الشباب الكويتي بشكل رسمي وطبيعي.
وفي نفس الوقت نجد سنويا تعيين ثلاثة أو أربعة إعلاميين من الوافدين، ليسوا لأنهم كفاءات نادرة غير متوافرة في المواطنين، ولكن لأن لديهم وساطات كبرى تؤهلهم للعمل بها، فهل يعقل تعيين من تعدوا سن الخمسين في وظائف عادية أو كمستشارين في مؤسسات الدولة من الوافدين؟ وخصوصا أنهم يعملون في وظائف عادية وليست بمستوى التقنية التي تحتاج إلى كفاءات خاصة؟ ولماذا يكيل المسؤولون الوافدون بمكيالين؟ أم أصبح حرف الواو الذي تبدأ به كلمة واسطة سمة مميزة حتى عند القيادات الهامة في الدولة؟
