ردود الأفعال تتواصل على تصفية الطليعة

عدد الطليعة 17 مارس 1963
عدد الطليعة 17 مارس 1963

أعرب عدد من السياسيين والمفكرين والأكاديميين والطلاب، من داخل الكويت وخارجها، عن اسفهم الشديد، لقرار تصفية «الطليعة».. تلك المؤسسة التي وصفوها بالتنويرية، التي حملت شعلة التوهج والوعي في الكويت والدول العربية منذ ستينات القرن الماضي، ودفعت برموزها والمنتسبين إليها في اتجاه تعزيز الحريات ومحاربة الفساد والحفاظ على الدستور والنهج العروبي النضالي ضد الاستعمار ومظاهر التطرف.

وطالبوا في تصريحات ومقالات خاصة لـ «الطليعة»، بأن تعود الأمور إلى ما كانت عليها قبل حُكم محكمة التمييز، لتستمر في أداء رسالتها غير الربحية.

وقد ارتكزت بعض تصريحات ومقالات المشاركين على الدور الذي لعبته «الطليعة» منذ صدورها في 13 يونيو 1962، فضلا عن عرض بعضهم ذكرياتهم معها، وكذلك تأثرهم بالشخصيات والرموز التي قادتها، والتيار العروبي، لتحقيق مكاسب في محطات مفصلية مهمة في تاريخنا المعاصر.

«الطليعة» وزمن التيه

سعاد المنيس:

ما أصعب أن تأتيك الضربة من أقرب الناس إليك.

وما أصعب أن يُنظَر لصرح إعلامي كبير كمصدر لحفنة دنانير!

فلم تكن «الطليعة» يوماً مشروعاً تجارياً، بل كانت منبراً للحق، ومدافعاً شرساً عن الدستور، وملاذاً لكل صاحب كلمة حرة.

كانت «الطليعة» خلال تاريخها المشرّف بيتاً للأحرار في الكويت والعالم العربي.. فتحت أبوابها خلال الثلاثة والخمسين عاماً من مسيرتها الصحفية لكل صاحب رأي لم يجد مكاناً لرأيه في المنابر الصحفية الأخرى.

لقد دفع أصحاب الطليعة حياتهم وصحتهم في سبيل مواقفهم، وجرت محاولات كثيرة لتشويه سمعتهم، لأنهم عاهدوا أنفسهم على الدفاع عن حقوق الشعب الكويتي، والحفاظ على مكتسباته الدستورية، وامتلكوا الشجاعة والجرأة لقولٍ ورأي خاف الآخرون من قوله.

ولكننا في زمن الضياع..

ضياع البوصلة.. ضياع الحق وضياع القيم في هذا الزمن الحزين.

أُهدرت ثروات الوطن، وفقد المواطنون حريتهم فسُجن الشباب من أجل تغريدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وسُجن الرجال من أجل كلمة حق في وجه إمام جائر، وسُحبت جنسيات كأنها منّة ممن بيدهم الأمر.

وأُفرغ الدستور من معانيه، فلا غرابة أن تضيع «الطليعة» أيضاً في زمن التيه هذا.

فالكويت تعيش أحلك أيامها سوداً، و»الطليعة» كانت منارة مضيئة وهادية للطريق.

فتحية لكل القائمين على «الطليعة»، الذين حافظوا على خطها الوطني طيلة حياتها الثلاث والخمسين، ولم يحيدوا عن الطريق، في وقت لم يكن سهلاً التمسك بالخط الوطني، في ظل تقلبات الأحوال المحلية والعربية والعالمية.

وتحيةً لك أيها العم سامي المنيس، ويؤسفنا أن نعلن موتك مرة ثانية بإغلاق «الطليعة» بيتك الثاني، ولكن مهما طال ظلام هذا الزمن فلا بد للنور أن ينتصر.

الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
و لابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

شيخة المحارب
شيخة المحارب

«الطليعة» الفكرة

د. شيخة المحارب:

الفكرة لا تموت، هي طاقة يتغير شكلها وتحرك من يتأثر بها، قد تسكن أحياناً لكنها لا تموت.

كل منا عندما سمع خبر الحكم الأخير والنهائي بتصفية جريدة الطليعة استحضر ما كانت تعنيه «الطليعة» بالنسبة له سواء كان انتظار المطبوعة أو استذكار الرجال الذين كانت لهم هذه الجريدة منبراً يقولون من خلاله رأيهم بقوة وشجاعة، ولكن بالنسبة لي «الطليعة» هي فكرة!

«الطليعة» فكرة النضال من أجل أن يستمر صوت الحق عاليا، فكرة الدفاع عن الحريات والمكتسبات والدستور بصوت لا يتراجع أمام منابر التخويف والتهديد أو حتى سخرية الأقلام المأجورة.

فكرة الشجاعة في قول كلمة يخشى الآخرون التعبير عنها، والشجاعة في الدفاع عن مكتسبات آمن أصحابها بضرورة حمايتها، الشجاعة في أن تكون من تريد وتستحق أن تكون دون خوف على منصب أو مال أو مكانة اجتماعية، فكان دفاع رجال «الطليعة» عن الدستور وعملهم من أجل ديمقراطية حقيقية مثال العمل الوطني الذي لا يخشى في المطالبة بالحق أن يكون وحيداً.

هي فكرة الاستمرار حين يتعب الآخرون، والشرف حين يتخاذل الآخرون، والشجاعة حين يخاف الآخرون، فكرة ألهمتنا الكثير، ولعل أوله أن الاستسلام ليس من شيم الوطنيين الأوفياء.

هي فكرة تؤمن بها حتى تجد نفسك تعطيها من نفسك وجهدك ومالك وأحياناً حريتك حتى لا تراها تموت لأنك تؤمن بأن التغيير قادم والعدالة آتية.

وكيف لفكرة أن تموت وقد ناضل أصحابها، أشجع من عرفنا في هذا الوطن، ليس فقط لتحقيق ما تطالب به هذه الفكرة، ولكن لزرعها في جيل بعد جيل؟

ليس للفكرة أن تموت، ولا يحق لمن يحملها أن يتباكى على انتهاء وجودها، هي نهاية ويقولون إن النهايات ما هي إلا بدايات لشيء جديد.

ولذلك اليوم يحمل الوطنيون على عاتقهم هذا العبء، وعليهم التوقف عن اللوم والعتب على من ابتلاه الله بالأنانية والعقوق والعمل على إبقاء هذه الفكرة بشكل جديد ونضال مختلف.

قد تتوقف «الطليعة» عن الصدور، لكن لايزال الطريق أمامنا طويلاً لتحقيق الديمقراطية التي نادت بها «الطليعة» واحتضنت مناضليها.

أنتظر أن أسمع عن مشروع جديد، رؤية معاصرة، وخطاب يعيد الوطنيين للعمل، فلا يستحق أن يحمل هذه الفكرة إلا من سيعمل بجد للإبقاء عليها حية.

عبد الرضا عباس
عبد الرضا عباس

«الطليعة» دائما في الطليعة

عبد الرضا عباس
كاتب في القسم الرياضي بـ«الطليعة» سابقاً:

كم كنت فخوراً عندما طُلب مني في منتصف التسعينات كتابة مقال في جريدة «الطليعة» في الشأن الرياضي، فقد كنت سعيداً لأنه سيكون لي رأي في مصاف آراء عمالقة الكتاب الكبار الأحرار، فكان لزاماً علي أن تكون مقالاتي بنفس القوة والحجة، وبطابع كويتي ووطني، وكنت حريصاً على تقديم المقترحات الإصلاحية، ويكون نقدي موضوعيا هادفاً ذا مصداقية ومعنى، لكن ليس بالضرورة أن يتماشى مع رأي أعضاء مجلس الإدارة، ورغم ذلك وجدت كل الترحيب والتشجيع من كبار رجالات «الطليعة» وبالأخص العم المرحوم سامي المنيس رحمه الله.

واليوم، أتفاجأ بالحكم القضائي لإغلاق الجريدة، الأمر الذي أثر في مسيرة الجريدة، التي كانت شامخة تقول رأيها وسط تلاطم المصالح وسياسة الدولة ومصالحها واختلاف الآراء في البرلمانات المتعاقبة، والتي تزامن معها فكر وتوجه «الطليعة».

بين جدران «الطليعة» هناك رجال أفاضل وعمالقة في العمل الديمقراطي، منهم المؤسس في البرلمان العم الكبير أحمد الخطيب، ومنهم المتطوع في خدمة الوطن، ومنهم من يعمل جاهداً لتنوير المواطن بواجباته والتزاماته تجاه الوطن الغالي .

فقد مرت «الطليعة» بمراحل عدة، فتطورت فترة من الزمن وتجاوزت زميلاتها، وفترة أخرى كانت على خط النار مع السلطة والبرلمان دفاعاً عن مكتسبات الوطن والشعب الكويتي الكريم، مما كلفها الكثير من العراقيل والإيقاف من قبل السلطة.

واليوم، بعد سماعي خبر حكم المحكمة بإيقاف الجريدة، فقد آلمني وأحزنني هذا الخبر، لأن إيقاف أي جريدة أو مؤسسة إعلامية بالنسبة لي هو وقف للرأي الحر وحرية الكلمة وتكميم للأفواه.

واحتراماً للقضاء وقانونه الملزم لا يسعنا إلا أن نطالب بإعادة النظر بالخلافات والعمل على تجاوزها حباً بتاريخ الجريدة، واحتراماً لقرائها الأعزاء الذين عاشوا معها في كل مراحلها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم ومصداقية لدى المجتمع الكويتي.

نحن بانتظار بارقة أمل من كل الأطراف.

وليد الرجيب
وليد الرجيب

سكت الصوت الوطني

وليد الرجيب
المقالة نشرت في جريدة الراي/ الثلاثاء 1 ديسمبر 2015:

للأسف الشديد صدر حكم قضائي بإغلاق جريدة الطليعة، وللأسف أيضاً هذا الإغلاق لم يكن بسبب مخالفة قانونية، أو بإجراء تعسفي وانتقائي، مثل إغلاق نادي الاستقلال عام 1976.

كانت «الطليعة» طوال عقود هي الصوت الوطني العلني، وقبل أن تنشأ المواقع الإلكترونية، التي تعبر عن المواقف الوطنية والتقدمية، فــ «الطليعة» كانت المرجع لكثير من الكويتيين والخليجيين والعرب، للاطلاع على الموقف الوطني والعربي.

وأعتبر أن هذا الإغلاق هو إساءة لذكرى المناضل الوطني الشريف سامي المنيس، الذي ظل محافظاً على مبادئه الوطنية ومواقفه المشرفة، ولم تجرفه الأهواء الشخصية أو الخلافات، سواء داخل مجلس الأمة أو خارجه، وقد تشرفت بالعمل في «الطليعة» من 1992 حتى 1994، باعتباري مسؤولاً عن الصفحة الثقافية، وكنت أكتب عموداً أو زاوية بعنوان «البوصلة».

وكانت «الطليعة» ذات موقف وطني مشرف وواضح، ولعبت دوراً أساسياً في الدفاع عن الدستور والحياة الديمقراطية، وتصدت كذلك بقوة للفساد، وكشفت للقراء ما خفي من تلاعب بالمال العام، كما كانت صوتاً مدافعاً عن القضايا العربية، وبالأخص قضية الشعب الفلسطيني.

وضمت «الطليعة» تاريخياً أسماء عربية عملاقة، وكذلك أسماء خليجية وكويتية عملت فيها، مثل الشهيد غسان كنفاني والشهيد ناجي العلي وغيرهما، وكان مقر الجريدة ملتقى للشخصيات الوطنية والتقدمية، يتبادلون أثناءها الأخبار والتحليلات السياسية والمواقف الوطنية، ويستمع إليهم الشباب وقيادات وعناصر الحركة الطلابية.

وقد عانت الجريدة من صعوبات مالية ونقص في الكوادر، وحاولت شخصيات وطنية حمل بقاء «الطليعة» على عاتقها، حتى تظل الصوت المعبر عن الحركة الوطنية، وتبرعت هذه الشخصيات بجهدها دون مقابل، خاصة أنها كانت جريدة غير جاذبة للإعلان.

لا أعلم من صاحب المصلحة في إغلاق «الطليعة»، لكنه بالتأكيد ليس في مصلحة الحركة الوطنية ولا الأجيال القادمة، ويسهم في إضعاف هذه الحركة، كالشجرة الباسقة التي بدأ ينخر فيها الدود.

محمد الشحري
محمد الشحري

«الطليعة» ذاكرة الكويت والأمة

محمد الشحري
كاتب من سلطنة عمان:

إن «الطليعة» بما تمثله من رمزية تاريخية في مسيرة النضال الشعبي الخليجي، فإنها بذلك تتجاوز دورها الصحافي والإعلامي إلى واحد من أهم المنابر، التي تشكل الوعي القومي في المنطقة، إن لم تكن هي وحدها من قام بذلك، لهذا فإن «الطليعة» ليست وسيلة إعلامية فحسب، بل ذاكرة جيل وأمة، لا يحق لأي فرد أن ينسبها لنفسه دون بقية المؤسسين، لأن «الطليعة» تخلت عن الذاتية في تحررها وإدارة تحريرها، وانحازت إلى صوت ضمير الأمة، لتخاطب الشعوب من المحيط إلى الخليج، وتخلق وعيا تقدميا يناهض الاستبداد والاستعباد، ويسمو بالتحرر الوطني من التبعية والانقياد للاستعمار وأدواته في المنطقة، وبما أنها صنيعة عقول وإرادات جماعية كويتية طليعية تؤمن بالديمقراطية والحرية والحقوق السياسية والمدنية للمواطن، فقد بقيت عصية على الدخول في معطف السلطة أو الإذعان للترهيب السياسي أو لترغيب مال النفط، الذي كمم الأفواه، وانحاز للسلطة على حساب المواطن، وهذه – ربما – أسرار صمود «الطليعة» في منطقة عصفت بها التغيرات والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

ومن هنا، يجب على الشعوب في المنطقة الدفاع عن «الطليعة»، والوقوف معها في المنعطف التاريخي الذي تمر به، علما بأن «الطليعة» كانت ولا تزال محافظة على توحيد المجتمعات ضد الخطابات الطائفية المبثوثة من وسائل إعلام محسوبة على بعض الدول الخليجية والإقليمية، بل وحتى بعض المؤسسات الدينية ساهمت هي الأخرى في تمزيق الصفوف، وخلقت عدائية بين المواطنين في المجتمع الواحد.

لقد تشرفت بالكتابة في صحيفة «الطليعة» عبر عمود أسبوعي دام تقريبا مدة عام كامل، وتوقفت بسبب انشغالي بدراسة الدكتوراه، وقد وعدت الصديق علي العوضي بمواصلة النشر فيها بعد الانتهاء من الدراسة، وكانت «الطليعة» هي الصحيفة الخليجية الوحيدة التي أنشر فيها آرائي دون الخشية من اتصال المحرر يطلب مني حذف بعض الكلمات التي قد تزعج الرقيب، نعم أقولها بكل تجرد إن «الطليعة» هي الصحيفة الحرة الوحيدة في الخليج، ولذلك فإن هذا الصوت الحر شكل في المقابل جبهة من القوى السياسية والاجتماعية والقبلية والدينية التي يقلقها الرأي المخالف لأجندتها ومراجعها ومصالحها، لذلك دخلت «الطليعة» المعركة وحيدة بصراحتها ونهجها القويم متسلحة بالدستور الكويتي الوحيد والمتفرد في المنطقة الخليجية.

نعم لقد كتبت ونشرت في «الطليعة»، وسأفتخر بذلك ما حييت، مع عمالقة «الطليعة» والمؤسسين للوعي القومي في المنطقة كالدكتور أحمد الخطيب، والأستاذ عبدالله النيباري، وأقلام أخرى شابة تسلك طريق التنوير على خطى القادة المؤسسين لـ«الطليعة»، وفي مقدمتهم المرحوم سامي المنيس، الذي تأثر به كثير من المفكرين والكتاب والناشطين في الخليج.

إنه لمن المؤسف أن تتراجع حرية الرأي والتعبير والتضييق على المنابر، التي قامت على استشراف المستقبل برؤى طليعية تؤمن بقدرة الإنسان على صنع المستقبل الذي ينشده له ولأبنائه، في الوقت الذي تتقدم فيه الشعوب المجاورة لنا في كل المجالات، ناهيك عن الثورة الرقمية الناجمة عن تطور وسائل الاتصال الاجتماعي، واستحواذها على اهتمام الجمهور وتشكيلها للرأي العام، إضافة إلى تكاثر الوسائل الإعلامية التي تكرس الطائفية وتُغيّب الديمقراطية وحقوق الإنسان والوئام الاجتماعي، لذلك نحن في حاجة إلى وجود واستمرار «الطليعة» لتنفض الغبار الطائفي المقيت وتعمم الشفافية بين الحكومات والشعوب.

عدد الطليعة 24 مايو 1967
عدد الطليعة 24 مايو 1967

«الطليعة» وبداياتي لفضاء الحرية

عبدالله جناحي
طالب بحريني درس في جامعة الكويت
من 1974 إلى 1977، ومنع من السفر وعاد للكويت عام 1979 إلى 1981
وحاليا نائب رئيس اللجنة المركزية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرينية «وعد»:

لم تكن «الطليعة» الكويتية صحيفة فحسب، بل مدرسة نضالية ومهنية، تعرفنا فيها نحن طلبة الاتحاد الوطني لطلبة البحرين على قيادات قومية عروبية الانتماء، مرتبطين مع البحرين بخطوط تنظيمية كحركة القوميين العرب مع تحولاتها الفكرية وصراعاتها الأيديولوجية. لكن، كنا حينها طلبة، نتعلم مهنة الكتابة الصحفية الملتزمة بمبادئ الحق والحرية والمساواة والعدالة، وكانت بوصلتنا الخطيب والمنيس والنيباري، وكنا نجلس كثيراً مع الشهيد ناجي العلي بفنه الكاريكاتوري المبدع، ومع المخرج العراقي المبدع نوفل الجنابي ذي الحس المرهف، وهو يحول المقالات والتحقيقات إلى لوحات فنية.

في ذلك العصر الذهبي كانت مطبعة الطليعة رائدة في احتضان كتب ومجلات ومنشورات الحركة الوطنية العربية والخليجية، وأتذكر أن كل أعداد مجلة «الدرب» لسان حال الاتحاد الوطني لطلبة البحرين – فرع الكويت، تصدر بحماس من بطن «الطليعة»، بل كنا نشاهد اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والمغاربة بل الإريتريين وغيرهم من حركات التحرر كانت قبلتهم «الطليعة» وحاضنتهم.

بعد عودتي للكويت، حيث كنت مجبراً على البقاء في البحرين إثر منعي من السفر في نهاية السبعينات، بدأت أكتب مقالات وتحقيقات في القسم الطلابي في «الطليعة»، حين تحمل أحد الطلبة البحرينيين مسؤولية هذا الملحق الأسبوعي، وكنت أكتب باسم مستعار، بعد أن بدأت المضايقات بحقنا كطلبة الاتحاد لصالح الانحياز للأندية الطلابية التي كانت أهدافها إضعاف الحركة الطلابية الوطنية البحرينية، وكانت تلك المرحلة بداية نهاية التيار الوطني في الحركة الطلابية، حيث بدأ الانقضاض على التنوير والتحدي، وأتذكر تحقيقاً أجريته عن البحرين، وسلمته للمرحوم المنيس، وحين انتهى من قراءته قال لي: «سأنشر هذا التحقيق الخطير، وأتوقع إغلاق المجلة شهرا، وسنتحمل ذلك من أجل المبدأ»، وحقا بعد نشر التحقيق تم إغلاق «الطليعة» شهرا تقريبا.

«الطليعة» تاريخ تيار نضالي يساري قومي أممي إنساني، يجب المحافظة عليه، وتعزيز دوره بدلا من محاولات القضاء على هذا الصوت الإعلامي العابر للهويات الفرعية القبلية والمذهبية، والجامع للهوية الوطنية والقومية لكل العرب والكويتيين، بل كل مناضلي الشعوب من أجل الحرية والعدالة والحقوق والمساواة وبناء دول ديمقراطية مدنية حديثة وعادلة.

«الطليعة».. دوماً

د . رفعت السعيد
رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع المصري:

عندما أغلق السادات مجلة الطليعة المصرية في أعقاب تظاهرات الخبز كانت «الطليعة» الكويتية هي السلوى، والبديل على نطاق اليسار العربي.

عندما نستشعر الآن خطر توقف «الطليعة» الكويتية فإن الأسى القديم يتجدد بالنسبة لمثلي, فأنا شاركت في تأسيس «الطليعة» المصرية، وتمنيت أن تواصل «طليعتكم» مسيرة «طليعتنا».

لا أملك إلا أن أرجوكم.. فالوضع العربي كله في أشد الحاجة إليكم وإلى طليعتكم، على الأقل لتنقل لجميع العرب أنفاساً يسارية تمنح زهور اليسار أمل وحلم استعادة انطلاقته.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.