
كتب محرر الشؤون المحلية:
تواصلت عمليات الكشف عن خلايا «داعش» في الكويت.. ووفق مصادر أمنية مطلعة، فإن الأجهزة الأمنية تجري حالياً تحقيقات مكثفة مع خلية جديدة تضم 8 مواطنين ومقيمين في قضية الانتماء إلى هذا التنظيم الإرهابي، وجمع أموال لإمداده بالسلاح والعتاد.
وقالت المصادر إن «هذه الخلية تعد الثانية، بعد الخلية الكبيرة التي أُلقي القبض عليها أخيراً، التي حققت النيابة العامة مع 10 متهمين فيها، وأدلوا باعترافات تفصيلية حول نشاطهم المشبوه في الانتماء لتنظيم «داعش»، وتجنيد أشخاص آخرين، لمساندتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً».
وفي تفاصيل الخلية الجديدة، قالت المصادر إن «معلومات سرية وصلت إلى الأجهزة الأمنية المختصة في وزارة الداخلية، بقيام أحد المواطنين بتحويل مبالغ مالية كبيرة تقدر بآلاف الدنانير إلى أشخاص يقيمون في الأراضي العراقية.. وبتتبع حركة التحويلات، بالتنسيق مع السلطات الأمنية في بغداد، تبيَّن أن مبالغ خرجت من الكويت إلى أشخاص مشبوهين متورطين في الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
اعترافات تفصيلية
وذكرت المصادر، أن المتهمين أدلوا باعترافات تفصيلية أثناء التحقيقات معهم، مشيرين إلى ارتباطهم بعناصر الخلية الأولى، التي أُلقي القبض عليها أخيرا، وأنهم يعملون تحت إمرتهم، حيث يتواصل قياديو الخلية الأولى مباشرة مع قياديي التنظيم في سوريا والعراق، من ثم ينقلون التعليمات إليهم، ليقوموا بتنفيذها.
وأضافت: التحقيقات أثبتت تورط العديد من المواطنين والمقيمين في عمليات جمع أموال لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث ينتشر عدد من الأشخاص في الدواوين والمجمعات التجارية وأماكن أخرى، ويجمعون التبرعات باسم جمعيات ومبرات خيرية، ويقنعون المتبرعين، بأن هذه الأموال ستذهب إلى المنكوبين والمشردين في سوريا والعراق وجهات أخرى، لكنهم يحولون الأموال إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ووفق المصادر، فإن اعترافات المتهمين الثمانية في القضية، ومن قبلهم المتورطين العشرة في القضية الأولى، قادت إلى تفاصيل خطيرة ومفاجآت، حيث تبيَّن أن الكويت أصبحت هدفاً استراتيجياً لتنظيم «داعش»، وأن مخططاً كبيراً وخطيراً أرسله قياديون إرهابيون في العراق وسوريا إلى خلاياهم الموجودة في البلاد، لكن القبض على العناصر الأخيرة أحبط هذا المخطط.
واستطردت المصادر، بالقول: اضطراب الأوضاع في المحيطين الدولي والإقليمي، يحتم علينا الحذر واليقظة، لوأد أي عمليات إرهابية تستهدف البلاد، مشيرين إلى أن تنظيم داعش، وغيره من الحركات الإرهابية، ينظرون إلى الكويت على أنها مركز لجمع الأموال المطلوبة في الإنفاق على العمليات التفجيرية والتسليح وغيرها، كما يخططون لتنفيذ عمليات تفجيرية فيها، إذا استدعى الأمر ذلك، ووفق ما يقرره قياديو التنظيم.
أسلحة وأجهزة
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية عثرت بحوزة المواطنين والمقيمين الثمانية، الذين أُلقي القبض عليهم، أخيرا، على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصالات، كما أرشدوا رجال الأمن على مخازن سرية بمناطق خارجية تضم أسلحة وأقنعة واقية من الغازات والمواد الكيماوية، معترفين بأن قياديي بتنظيم «داعش» طلب منهم اقتناء هذه الأشياء، لإرسالها إليهم من الكويت، متى ما استلزم الأمر ذلك.
وتابعت: لا تزال التحقيقات تتواصل مع المتهمين، ومن المنتظر استدعاء متورطين جدد خلال الأيام المقبلة، كما أعدَّت الأجهزة الأمنية قائمة بأسماء عدد من معاوني العناصر الإرهابية والمتعاطفين مع تنظيم «داعش»، ويتوقع استدعاؤهم للتحقيق معهم قريباً.
وتابعت بالقول: الاجهزة الأمنية جددت مخاطبة الإنتربول الدولي، لتسليم الكويت أشخاصاً ينتمون إلى «داعش»، وكانوا مقيمين على أراضيها، ثم هربوا بعد تنفيذ عمليات منها جمع وتحويل أموال لقياديي التنظيم في سوريا والعراق، فضلاً عن إرسال كميات من الأسلحة خرجت برا عبر أحد المنافذ الحدودية.
وحذرت المصادر من أن المنافذ الحدودية تحتاج إلى إحكام الرقابة والتفتيش، لحماية البلاد من خطر تسلل العناصر الإرهابية، أو إخراج أسلحة وعتاد إلى قياديي التنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أن المتهمين في خلايا «داعش» اعترفوا بأنهم نجحوا على مدى 3 سنوات في إرسال أسلحة وأموال إلى قياديي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ودول أخرى.