
متابعة وحوار: هدى أشكناني
مع بدء معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأربعين، كان لابد أن يقدم الشباب الكويتي حركة فنية بصرية جمالية مصاحبة لفعالياته، فكان «دن إكسبو» الذي قدم من خلاله «دن غاليري» معرضا خرافيا، قلما نشهد مثله في معارض الكتاب بالكويت، وهو جهد كبير وضخم قام بإعداده مجموعة رائعة من الفنانين الشباب، محاولين إبراز طاقاتهم بشكل مختلف وقالب غير مكرر.
وأنت تهم بدخول المعرض يُداخلك إحساس، أنك أمام عرض سينمائي، فقد اكتسى المعرض بواجهة سوداء، توسطها اسم المعرض (دن إكسبو)، عند المدخل، لك أن تختار أن تقف مسمرا في الوسط، فتشاهد فيلما قصيرا فنيا، أو أن تختار بين الجهتين اليمنى أو اليسرى.
جاءت اللوحات الفنية باختلافات في الأسلوب والنمطية والتقنية المستخدمة لفنانين مختلفين في الخبرة والعمر والجنس والحرفية.
لم يبخس المعرض حق فن النحت، باختلاف مواده (الخشب، النحاس.. الخ)، فكان له نصيب أيضا في المعرض.
ولمعرفة تفاصيل كثيرة حول المعرض والتحضيرات الكبيرة التي قام بها «الغاليري»، التقت «الطليـعة» أحد مؤسسيه، الفنان حسين ديكسن، وأجرت معه هذا الحوار:
● كيف استطاع «دن غاليري» أن يكسب ثقة الجمهور؟
– «دن غاليري» مشروع كويتي فني، يتألف من 13 فنانا، لكل منهم أسلوب فني وخبرات مختلفة، استطعنا تكوين «الغاليري»، محاولين الاستفادة بشتى الطرق من كمّ الخبرات والتقنيات والرؤى، وتقديمها في معرض يليق بذائقة الجمهور، كما استطعنا، لله الحمد، اكتساب ثقة الجمهور، من خلال اختيارنا لمشاركين نوعيين بإمكانهم تقديم حدث فني لم يسبق تقديمه في الكويت، أو لم تعتد عليه المعارض الفنية، وهذا طبعا يحتاج إلى تسويق، فكانت برامج التواصل الاجتماعي هي الطريقة التي ساهمت في احتكاك الجمهور، ومعرفة ما نقدمه على الساحة الفنية.
● برأيك، هل هناك تنافس بين الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي؟
– لا أعتقد، فكلاهما يندرج تحت مسمى الفن البصري، ولكل هذه الفنون جمهورها الخاص، يختلف باختلاف الذائقة التي تحددها رؤاه واهتماماته.
دور المجلس الوطني
● ما الذي قدَّمه إليكم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؟
– المجلس الوطني، بكل أمانة، رحب بفكرة إقامة معرض فني، فقام بتسهيل عملية تخصيص مكان له، مع إعطائنا كامل الصلاحية في تحديد طريقة وشكل المعرض، في حين أن الداعم والراعي الرسمي لـ «الغاليري»، هي شركة عيسى حسين اليوسفي وبنك برقان. وكان تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وقد حضر الافتتاح نيابة عنه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود.
● كيف يتم اختيار اللوحات المشاركة؟ وما الأسس التي تحرصون على وجودها؟
– في «دن غاليري» هناك لجنة مختصة باختيار اللوحات الفنية، مؤلفة من 5 فنانين مختلفين في الأسلوب الفني، التقنية، التوجهات الفكرية.. الخ، وأهم أساس نحرص عليه، هو أن يكون الأسلوب حداثيا، ويحمل فكرة جديدة ومبهرة، وهو الأمر الذي حرصنا عليه في معرضنا (دن إكسبو)، حيث شارك ٤٤ فنانا، باختلاف أعمارهم وتقنياتهم الفنية.
أهداف «الغاليري»
● إلى ماذا يهدف «دن غاليري»؟
– «الغاليري» جاء بعد سلسلة من اجتماعات مع مؤسسيه (13 فنانا)، الذين اتفقوا جميعا على ضرورة قيام «غاليري» خاص، خارج إطار الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ويكون لها الحرية التامة في عرض لوحات، بعيدا عن النمطية. فكان «دن غاليري»، أسوة بـ «الغاليريات» التي تنتشر في مختلف دول العالم، التي تكون بالمئات، لكن في الكويت كان من المهم إنشاء «غاليري» مستقل نقدم من خلاله نتاج خبرات قديمة ومختلفة، لتأكيد نقاط أساسية، أهمها أن الشباب الكويتي قادر على العمل وتكوين خط آخر يضفي وجها فنيا له بُعد تشكيلي مبهر، إضافة إلى الشعور بالاستقلالية وعدم التبعية، فخلال سنوات كثيرة، كنا لا نعرف سوى جمعيات ذات توجه أحادي.
مقومات فنية
● ما المقومات التي تسهم في إعلاء الثقافة الفنية وانتشارها بين الجمهور؟
– أهم مقوم، برأيي، هو التسويق، من خلال برامج التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المرئي أو المسموع، إضافة إلى إدخال عنصر الإبهار، من خلال عرض لوحات فنية مختلفة لا تحمل نمطا أو خطا فنيا واحدا.
الفن التشكيلي له عناصر تعززه، ومنها اللون والحركة، وكلما كانت اللوحات الفنية غنية بهذين العنصرين، تمكنا من جذب فئة جيدة حولنا، فمن منا لا تستهويه الألوان أو الحركة والخيال في اللوحات؟
● ما مشروعكم القادم؟
– نعمل حاليا على مشروع بينالي الكويت، وللمرة الأولى سيكون هذا الأمر بمثابة مسؤولية جديدة ستواجهنا، لكننا سنقدم شيئا مختلفا ومميزا إن شاء الله. كما أننا سنستضيف الفنان التشكيلي رضا دوست، في «الغاليري»، لعرض مجموعة من لوحاته، والاستفادة من خبراته في ورشة عمل فنية.
ولدينا استراتيجية لإقامة متحف خاص لمقتنيات «دن غاليري»، إن شاء الله.. كلها مشاريع نأمل أن تسهم بإثراء الحركة الفنية، وتقديم صورة جديدة عن الفن التشكيلي.