الاتفاق النووي المؤقت..  منتصرون وخاسرون.. ولكن مَنْ الرابح مستقبلاً؟

الاتفاق-النوويترك الاتفاق المؤقت الذي أُبرم في جنيف بين إيران والدول العظمى الست في إطار (5+1) منتصرين ومهزومين، حيث يبقى السؤال الكبير: من سيربح مستقبلا، جراء الاتفاق الدائم؟ ومن المهزوم ومن المنتصر جراء هذا الاتفاق؟ سؤال حاول محرر الأخبار العالمية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» روعيه سيموني الإجابة عنه، ضمن تحليل سريع ومختصر للاتفاق الذي أثار جنون إسرائيل وغضبها.

المنتصرون

إيران: جثا الاقتصاد الإيراني على ركبتيه، نتيجة أربع دورات من العقوبات الدولية القاسية، بحجة البرنامج النووي الإيراني، وكان المدنيون الإيرانيون وبسطاء القوم أشد المتأثرين بهذه العقوبات، وجاء اتفاق جنيف التاريخي، ليخرج طهران من عزلتها الدولية، ومنحها مساحة تنفس لفترة ستة أشهر على الأقل، حتى توقيع الاتفاق النهائي.

ونالت إيران في سياق الاتفاق تخفيفا للعقوبات المتعلقة باستيراد الحديد وقطع غيار السيارات والطائرات ومنتجات النفط المكررة، بما يعادل – وفقا للتقديرات الأولية – 7 مليار دولار، والأهم من كل ذلك، ضمان إيران عدم فرض عقوبات إضافية بما يناقض مطالبات إسرائيل المستمرة.

وحقق الإيرانيون إنجازات إضافية، منها حقهم في الاستمرار بتخصيب اليورانيوم بدرجة أقل من 5 في المائة، والحفاظ على أجهزة الطرد المركزي التي يمتلكونها، لكنهم سيجدون صعوبة بعد الآن في إخفاء نشاطاتهم النووية، كونهم تعهدوا ضمن الاتفاق المبرم بالسماح للمفتشين تنفيذ عمليات تفتيش مكثفة على مواقعهم النووية.

الولايات المتحدة: تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما لانتقادات حادة بعد اتفاق تجريد سوريا من أسلحتها الكيماوية، من دون أن يردعه ذلك عن تفضيل الحل الدبلوماسي للموضوع النووي الإيراني، أيضا بدلا من الذهاب في الخيار العسكري، ولتحقيق هذا الهدف استخدم جميع قطع «المدفعية الثقيلة»، وهي في الأساس جون كيري وشيرمان في إدارته للوصول إلى هدفه، المتمثل بعقد اتفاق مع إيران.

ويشعر قادة وناشطون بالرضا من اتفاق جنيف، لأنه يوقف البرنامج النووي الإيراني، وحصل على موافقة إيرانية بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعها النووية ومراقبتها بشكل مكثف.

روسيا: كما عارضت فرض عقوبات دولية على سوريا، عارضت روسيا بشدة فرض مثل هذه العقوبات على إيران، ودعت في أكثر من مناسبة إلى فتح حوار، وضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية.

وفضَّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صباح الأحد الماضي، التقليل من خسارة الخاسرين، حين قال بأنه لا وجود للخاسرين والمنتصرين في اتفاق جنيف، الذي لا يضم سوى المنتصرين، لكن في حقيقة الأمر، بكل تأكيد، يشعر الرئيس الروسي بوتين بالانتصار الذي لم يلق بالاً للضغوط التي حاول نتنياهو ممارستها عليه.

الخاسرون

 إسرائيل: لقد خسرت إسرائيل المعركة والحرب، فلم يبقَ شيء يمكن لنتنياهو أن يفعله لوقف ومنع توقيع الاتفاق إلا وفعله، فعرض على الأمم المتحدة مخطط إقامة معسكر الإبادة النازية «أوشفيتس»، وعرض أمام الجمعية العمومية رسمه الشهير للقنبلة النووية الإيرانية، ووضع عليها خطوطه الحمراء، وعرضها من على كل منبر وساحة أتيحت له، ووصف أخيرا الاتفاق في جنيف بالخطأ التاريخي، وليس الاتفاق التاريخي، كما أطلقت عليه كافة وسائل الإعلام العالمية.

حاول نتنياهو ممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية من دون جدوى، وحرض العالم دولا وشعوبا على إيران من دون نتيجة تذكر، فهو بكل تأكيد من بين الخاسرين.

السعودية ودول الخليج: رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين السعودية ودول الخليج وإسرائيل، فقد أدَّى القلق المشترك من إيران النووية – وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام العالمية – إلى تدشين قنوات اتصال سرية، كما دعت السعودية التي تحدد في أغلب الأحيان الاتجاه العام لبقية دول الخليج أكثر من مرة، أميركا بضرورة تشديد العقوبات على إيران التي تراها السعودية جارا خطيرا. وتشن هجمات مستمرة تقريبا ضد إيران، على خلفية دعمها للأحداث في البحرين.. وغيرها من المواضيع. وخرجت من السعودية بعد توقيع الاتفاق أصوات تقول بأن إيران قدمت تنازلات معينة متعلقة ببرنامجها النووي، لكنها حصلت على تخفيف للعقوبات ورخصة لاستمرار تخصيب اليورانيوم.

ووفقا لأقوال الصحافي الإسرائيلي، فإن شيئا واحدا بات في حكم المؤكد، وهو أن الاتفاق سيطير النوم من عيون السعوديين الذين يخشون تدخل إيران في شؤون الدول الأخرى الداخلية، مثل العراق على سبيل المثال.

عن وكالة «معا» الإخبارية

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.