تقديرات إسرائيلية بقرب سيناريو هجوم على لبنان

كتب محرر الشؤون الدولية:
بدأت في إسرائيل تدريبات واسعة، بمشاركة جيوش أميركية ومن دول أوروبية عدة، وتشارك فيها مائة طائرة أبرزها طائرة «F16»، وسيجري التدريب على ضربات قريبة وبعيدة المدى، وضرب أهداف في «أرض العدو»، ومواجهات في الجو بتوجيه ضربات نحو طائرات العدو، حيث ذكر قائد سرب طيران «F16i» في الجيش الإسرائيلي، أن «سلاح الجو يجري يومياً تدريبات على هجوم قريب وبعيد المدى»، وأنه يتوقع «تنفيذ هجوم على لبنان قبل أي ضربة على إيران».

وقال في تصريحات لمصادر إعلامية إسرائيلية: إن «أقرب سيناريو هو هجوم على لبنان، وستنفذ الخطة بمشاركة مكثفة للطائرات على أن يكون الهجوم سريعاً، دقيقاً، ومدمراً». ولفت الضابط الإسرائيلي إلى أن «حزب الله ضاعف قوته الصاروخية خلال السنوات الأخيرة، وبات يملك ترسانة صاروخية لا تتلاءم مع حجم تنظيم أو حركة، إنما لدولة كاملة، وهي ترسانة موجهة كلها ضد إسرائيل، وعليه بات الحزب تهديداً أساسياً لإسرائيل».

أما تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فهي تشير إلى أن الصراع السوري الداخلي عزز من التحالف بين إيران وسوريا وحزب الله، وزاد من قوة التزام النظام السوري تجاه حليفيه، بسبب الدعم الذي حظي به منهما خلال المواجهة الداخلية، حتى بات حزب الله وسوريا يشكلان جزءاً من جبهة مشتركة يمكن تفعيلها ضد إسرائيل في وقت الضرورة.

ووفق ما أوضح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، فإن التغيير المذكور سينعكس على رد الفعل السوري، في حال المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، أو توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، مشددا على أنه بات من الصعب على سوريا أن تقف موقف المتفرج، على أن إسهام سوريا في حالة حرب مع حزب الله سيُترجم عن طريق إشعال صدامات إطلاق نار معتدلة نسبيا على طول الحدود في هضبة الجولان المحتلة بشكل يستنزف جهد القوات الإسرائيلية هناك، ومنع نقلها إلى الجبهة اللبنانية، وحتى بإطلاق صواريخ دقيقة الإصابة إلى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي الموجودة في شمال فلسطين المحتلة.

تغييرات في التوجه الإيراني

بموازاة ذلك، أشارت المصادر الاستخبارية الإسرائيلية إلى حدوث تغييرات في حزب الله، ففي حين كان حتى عام 2006 يختص بإطلاق صواريخ ضد العمق الإسرائيلي، والدفاع عن قرى جنوب لبنان، وإغلاق المحاور الرئيسة أمام الجيش الإسرائيلي، فقد طور، بفضل الحرب في سوريا، قدراته على المبادرة في تنفيذ هجمات موضعية، وفي الحرب على القصير شغل مقاتلو الحزب دبابات سورية واستعانوا بطائرات بدون طيار، واستخدموا استخبارات بمستوى متطور، واكتسبوا خبرة وتجربة في حرب المدن، من خلال تفعيل منسق لوحدات بمستوى كتيبة وأكثر.. وإلى جانب ذلك، فإن الحزب لم يقم بإهمال الاستعداد أمام إسرائيل في الجنوب، وهو مازال قادرا على إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ عليها، من دون ترك بصمات استخبارية.

بالإضافة إلى ذلك، يقول هارئيل إن التقديرات الإسرائيلية، تشير أيضا إلى تغيير في التوجه الإيراني، وما أسمته المصادر عينها بالمحور الراديكالي للحرب المستقبلية، فإذا كان العرب يفكرون في الماضي أنه من الأفضل لهم خوض حرب استنزاف تنهك العمق الإسرائيلي، فإن الإيرانيين وحزب الله، ولعلمهم بأن عمليات القصف الإسرائيلي ستؤدي إلى أضرار بالغة، باتوا يفضلون توجيه ضربة قوية ومركزة خلال الأيام الأولى، على أمل أن يتدخل المجتمع الدولي ويلجم إسرائيل لاحقا.

وفي ضوء هذه المعطيات الجديدة على الأرض، فإن إسرائيل مجبرة على الاستعداد لسقوط آلاف الصواريخ في الأيام الأولى للحرب، ما يستدعي اتخاذ قرارات سريعة من قِبل القيادة السياسية، بعكس ما حدث خلال حرب لبنان الثانية، حيث تخلص المصادر الإسرائيلية إلى القول بأن ميزان الرعب بين الطرفين، أي بين إسرائيل وحزب الله، يضمن الهدوء على الجبهة الشمالية، ذلك أن قوة الردع المتبادلة الكامنة بالقوة التدميرية الكبيرة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، من جهة، وعشرات آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، من جهة أخرى، تضمن الهدوء حتى إشعار آخر.

تغييرات خطيرة ومتصاعدة

على هذا الصعيد، وفي الاتجاه ذاته، سلط قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال يائير غولان، في حديث لموقع القناة السابعة الإسرائيلي على الشبكة العنكبوتية، الانتباه بالقول «إن الحرب مع لبنان باتت أقرب من أي وقت مضى ولا مفر منها. وإنه ليس هناك أي حروب بسيطة،ومستعدون للدخول في مواجهة حاسمة وقوية قد تستمر لأسابيع وربما أشهر»، موضحا أن الجيش الإسرائيلي تعلم الكثير من الحروب السابقة، وخاصة على الجبهة اللبنانية، وتابع قائلاً: إنه «في الحرب القادمة مع حزب الله سنكبّدهم خسائر ثقيلة ولن نتهاون، وإن قوات الجيش الإسرائيلي جاهزة لأي عدوان».

أخيراً، وفي الاتجاه ذاته، اعتبر قائد كتيبة المظليين في سلاح الجو الإسرائيلي، إتيمار بن حاييم، أن التغييرات الحاصلة في الشرق الأوسط خطيرة ومتصاعدة، ما يحتم على إسرائيل الاستمرار في الاستعداد لأخطر السيناريوات المتوقعة.

وقال: إن «الهبوط بالمظلة مازال هدفاً مركزياً في الجيش، يتطلب من الجيش ضمان تأهيل الوحدات العسكرية في شكل متواصل».

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.