
كتب محرر الشؤون المحلية:
ما من يوم يمضي، إلا وتشهد فيه الكويت «هوشات» عنيفة، وفي الغالب تقع لأتفه الأسباب.. وما بين «الخزة» والمشادات الكلامية، أسباب تافهة كان يمكن تمريرها والتغاضي عنها، لكن عدم قبول الآخر، وتراجع القيم الأخلاقية والإنسانية، المتمثلة في رحابة الصدر والتحلي بالرقي والتحضر، قولاً وسلوكاً وقبولاً، للآخرين المختلفين عنا.
وجاءت المشاجرة التي جرت أحداثها في منطقة حولي، أخيرا، وراح ضحيتها مقيم مصري، قُتل دهساً تحت أقدام مركبة مواطن، كما اصطدم بمواطن ومقيم آخر من الجنسية نفسها، عقب مشادة كلامية على سعر لعبة في أحد المجمعات التجارية، ثم تطور الأمر إلى تبادل ضرب وتكسير، واستعان كل فريق بأنصاره وأقاربه، جاءت هذه الحادثة لتكشف عن تفاقم السلوك العدواني، وتطور العنف إلى صورة تنذر بالخطر، وتستلزم وقفة حاسمة.
وعلى الرغم من التحرك السريع لضبط الجناة، بعد وقوع الواقعة، حيث تمكَّن رجال مباحث حولي في غضون ساعات من ضبط جميع أطراف المشاجرة، وهم 15 وافدا مصريا وشخص من غير محددي الجنسية و7 مواطنين، فإن شهود عيان انتقدوا تأخر وصول رجال الأمن إلى موقع «الهوشة»، مشيرين إلى أن تبادل الضرب والاشتباك بين المتشاجرين في الشارع استغرق وقتاً طويلاً، من دون أن تصل دوريات «الداخلية»، بل لم تصل إلا بعد وقوع جريمة القتل.
وكانت غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغا أوليا، يفيد بوقوع مشاجرة، انتقلت من داخل المجمع الى الشارع الرئيس، وتحديدا تقاطع شارع بيروت، واستخدم أحد المتشاجرين مركبته، لدهس أشخاص آخرين ولاذ بالفرار، وأن هناك مصابين، وحالة من الهرج والفوضى في الطريق العام، وقام فنيو الطوارئ الطبية بنقل 3 مصابين إلى المستشفى، وكان أحدهم في حال خطيرة للغاية، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله إلى المستشفى.
وذكر المصدر أن رجال المباحث، وبعد ضبط جميع الأشخاص المشاركين في المشاجرة، استمعوا لإفادة جميع الأطراف، حيث ذكر المتهمون، أن خلافاً على سعر جهاز إلكتروني بين صديقهم وأحد البائعين تطور إلى تبادل بالضرب واستعانة كل طرف بأنصاره، وانتهى الأمر بعملية الدهس.
إلى النيابة
ولفت المصدر إلى أن رجال مباحث محافظة حولي أحالوا للنيابة العامة 23 متهما، منهم مواطن، وُجهت له تهمة القتل العمد، وهو الذي دهس المجني، و5 مواطنين وُجهت لهم تهمة تبادل الضرب، و7 وافدين مصريين وُجهت لهم تهمة الاعتداء بالضرب، و8 وافدين مصريين، ومواطن و«بدون» آخرين، وُجهت لهم تهمة إثارة الفوضى وإرهاب المارة، مشيرا إلى أن النيابة العامة قررت حجز جميع الأطراف على ذمة القضية، وفرض حراسة مشددة على اثنين آخرين مصابين يتلقيان العلاج في المستشفى.
عنف مستمر
إلى ذلك، كشفت الإحصاءات الرسمية، أن البلاد شهدت 16 ألف جريمة عنف وسلوك عدواني خلال الأشهر التسعة الماضية، أسفرت عن مقتل وإصابة الكثيرين، فضلا عمَّا خلفته المشاجرات من دمار وتكسير وإثارة للفوضى وذعر بين الآمنين.
وحذرت مصادر مطلعة من الحرب الكلامية المندلعة حالياً بين كويتيين ومصريين عبر «تويتر» ومواقع التواصل الأخرى ووسائل الإعلام، ما ينذر بإفساد العلاقات بين البلدين، وتجدد المشاكل، ولا سيما وأبناء الجالية المصرية، عددهم يتجاوز 700 ألف، كما يتواجد عدد كبير من الكويتيين في مصر.
كما شددت على ضرورة دراسة أسباب العنف والسلوك العدواني وتكريس قبول الآخر، وتطبيق دولة القانون على الجميع، لينال كل ذي حق حقه.