
كتب محرر الشؤون الدولية:
لم تكن نتائج اللقاء الوزاري، الذي احتضنته فيينا، أخيراً، بشأن سوريا، مفاجئة، حيث كان متوقعا، أن يكون مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد غامضاً، في ظل تمسك روسيا وإيران به، مقابل رفض واضح من السعودية وتركيا وفرنسا وآخرين، فيما رشحت أنباء، بأن سلطنة عمان عرضت استضافة الأسد، في حال تم التوصل إلى صيغة لتنحيته عن الحكم.
اللقاء الذي جمع 17 وزير خارجية غربياً وعربياً ناقش فعلياً مصير الأسد، على الرغم من أنه لم يخرج بخطوط عريضة في هذا الاتجاه.
وكشفت تقارير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعهد بعدم ترشح الأسد في أي انتخابات قادمة، حيث بدأت موسكو جدياً في التحضير للمرحلة الانتقالية، بصرف النظر عن مصير الأسد، حيث كشف مسؤولون روس في تصريحات نقلتها الصحف والمواقع الإلكترونية، أخيراً، عن قيام ممثلين عن موسكو باتصالات مع كل الأطراف، بمن فيهم قادة في الجيش الحُر، وكذلك التقوا ضباطاً في الجيش السوري لا يزالون في الخدمة، وأن هذه اللقاءات حصلت في باريس.
وفي المقابل، تتزعم السعودية جبهة المطالبين برحيل الأسد، لإنجاح المرحلة الانتقالية، لكنهم لا يشترطون أن يتم ذلك قبل انطلاق لقاءات الحوار بين فرق من النظام وأخرى من المعارضة، لتحديد تفاصيل المرحلة الانتقالية.
وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، كان واضحا في سعيه لضمان وضع برنامج زمني لرحيل الأسد خلال المرحلة الانتقالية، ووضع آليات وضمانات، بأن الأسد سيقتصر دوره في المرحلة الانتقالية على تسليم السلطة بشكل تدريجي إلى هيئة الحكم الانتقالية، ويتحوَّل دوره في الحكم إلى وجود بروتوكولي، وليس صاحب صلاحيات، خصوصا في قيادة الجيش ومؤسسات الأمن.
هناك توجه لتحول الحكم في سوريا إلى برلماني، وليس رئاسيا، ما يعني أن بقاء الأسد سيكون شكليا، من دون سلطات تنفيذية أو عسكرية.
ويتوافق الموقف السعودي من الأسد مع الموقفين البريطاني والفرنسي، في ما يتسم الموقف الأميركي بالغموض، بسبب التوجهات الروسية حيال سوريا.
ويرى محللون أن المسألة الأهم، هي تنظيم عملية انتقالية سياسية بين النظام، الذي يرأسه بشار الأسد، وحكومة تمثل كل مكونات المجتمع السوري، باستثناء الجماعات المتطرفة، مشيرين إلى أن الاتفاق على إجراء مزيد من اللقاءات في فيينا سيحتّم الخروج بصيغة سياسية تنهي الصراع، وهو ما عبَّر عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بقوله «من المبكر الحديث عن اتفاق على المسائل الجوهرية.. ستكون هناك بالطبع عدة جولات»، فيما نبَّه المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه لا ينبغي توقع تحقيق تقدم كبير، لأن «المفاوضات قد تمتد لأسابيع.. لا، بل أشهر».
مخرج آمن للأسد
إلى ذلك، تولد انطباع إيجابي لدى ممثلي الحكومات العربية والغربية، بمن فيهم ممثل روسيا، عن الدور العماني، ولاسيما أن سلطنة عمان حملت رسائل واضحة حول دورها كوسيط، ومن المتوقع أن تحتضن جانبا من المفاوضات بين فرقاء الأزمة، خصوصاً ما يتعلق ببحث المسائل التنفيذية الخاصة بالمرحلة الانتقالية.
وبعد زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق، ولقائه بالأسد، كثرت التكهنات، بأن سلطنة عمان من الممكن أن توفر للأسد لجوءاً سياسياً، في حال التوصل إلى توافق دولي على خروجه.
وقالت وكالة ستراتفور الخاصة لشؤون الاستخبارات، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إن الأسد طلب من بن علوي، أن تمكنه عمان من التواصل المباشر مع البيت الأبيض عبر خطوط خلفية.