
أعلنت الهيئة العامة للشباب والرياضة، عن تقدمها بشكوى للنائب العام، استناداً إلى تقرير لجنة حماية المال العام وديوان المحاسبة، الذي تضمَّن «وجود ملاحظات وتجاوزات في دورة كأس الخليج الـ 16 لكرة القدم».
وجاء توقيت هذه الشكوى، في ظل ما تمرُّ به الرياضة الكويتية من أزمات متلاحقة تعصف بجميع الاتحادات، وتهدد مستقبل أغلب الألعاب بالإيقاف الدولي، كما حصل في كرة القدم وكرة اليد وغيرهما، وبعد اعتذار الكويت، رسمياً، بقرار من قِبل مجلس الوزراء عن عدم استضافة «خليجي 23».
البيان
وقالت «الهيئة» في بيان صحافي إن هذه الشكوى تأتي «ترسيخاً لمبادئ سيادة القانون وتطبيقه، والمحافظة على المال العام، وحُرمته، من دون الالتفات لأي اعتبارات كانت، ولإيمانها التام بتغليب المصلحة الوطنية، وجعلها أولى الأولويات».
وذكر البيان أن الشكوى «ضد ممثلي الاتحاد الكويتي لكرة القدم، رئيس لجنة بطولة كأس الخليج الـ 16 ونائبه»، مضيفة أن «الهيئة العامة للرياضة حرصت عند إعداد الشكوى على أن تكون شاملة لكل أوجه المخالفات التي ارتكبها المشكو بحقهما أثناء دورة كأس الخليج الـ 16 لكرة القدم، وما شابها من تجاوزات وتعدٍ صارخ على المال العام، مستندين إلى تقرير ديوان المحاسبة ولجنة حماية المال العام، وما تضمناه من ملاحظات كثيرة حول مصروفات وإيرادات الدورة المعنية».
وأضاف أنه «بهذا، تكون الهيئة وضعت نفسها كما وضعت الكل أمام مسؤولياته تجاه الوطن والمواطنين، الذين يتأملون منها كجهة مسؤولة أمامهم، أن ترتقي بالمستوى الرياضي، بما يليق بمكانة الكويت محليا ودوليا».

الخاسر الأكبر
وكما يبدو أن هذا البيان أو الخطوة القانونية من قِبل الهيئة العامة لشباب والرياضة تجاه الاتحاد الكويتي يأتي بعد سلسلة متواصلة من المشاكل بين الطرفين، حيث أصبح الخلاف واضحاً للعيان.. فبعد معركة تنظيم كأس الخليج 23، وتصرف الاتحاد الكويتي لكرة القدم بشكل فردي، بقرار تأجيل الاستضافة لهذه البطولة، من ثم الضجة الشهيرة التي تبعتها، إلى أن انتهى الأمر، باعتذار الكويت رسميا عن استضافة البطولة، الأمر الذي اعتبره البعض انتصاراً للاتحاد الكويتي على حساب الهيئة، من ثم المواجهة الأخرى ما بين الهيئة العامة للشباب والرياضة من جانب، واللجنة الأولمبية الكويتية، برئاسة الشيخ طلال الفهد، الذي يترأس اتحاد الكرة أيضا، ولتخسر «الهيئة» مرة أخرى في ثاني مواجهة، بعد أن خابت آمالها في تعطيل قرار إيقاف الرياضة الكويتية، الذي كان بناءً على كتاب من اللجنة الأولمبية الكويتية، يفيد بوجود تدخل حكومي في الرياضة المحلية، وفق كتاب اللجنة الأولمبية الدولية، الذي نشرته «الطليعة» في عدد سابق.
والآن، تدخل المواجهات ثالث فصولها، في رفع الهيئة العامة للشباب والرياضة شكوى للنائب العام عن تجاوزات في «خليجي 16» لكرة القدم، ويبقى السؤال الأهم لمن ستؤول الغلبة في الجولة الثالثة من الصراع؟ ومن الخاسر الأكبر؟ هل هو الممثل الحكومي أم الرياضة أم الشباب الرياضي والجيل الحالي؟
يُذكر أن الكويت استضافة «خليجي 16» لكرة القدم في أواخر ديسمبر 2003، التي حصل فيها المنتخب السعودي على كأس البطولة بـ 14 نقطة، وبفارق نقطة عن وصيفه المنتخب البحريني، يليهما المنتخب القطري ثالثا، بتسع نقاط، والعماني رابعا، بثماني نقاط، والإماراتي خامسا بسبع نقاط، فيما حلَّ المنتخب الكويتي سادسا بخمس نقاط، والمنتخب اليمني في المركز السابع والأخير بنقطة.