أكدت عضو المكتب السياسي في المنبر الديمقراطي الكويتي، سعاد المعجل، أن اهتمام المنبر بمحاولة إصلاح المسار السياسي في البلاد أكثر من القضايا الأخرى ليس عيبا، ولاسيما لو أخذنا في الاعتبار أن كل عمليات الإصلاح تنطلق من الإصلاح السياسي الجذري، مضيفة أن ذلك لا يعني إهمال أو إغفال الجوانب الأخرى، فإصلاح الخريطة السياسة مدخل قوي لإجراء إصلاحات شاملة في الجوانب الحياتية الأخرى.
وعللت المعجل عدم ترجمة أعمال المنبر إلى واقع ملموس، لعدم وجود ممثلين له في البرلمان، قائلة «الغياب عن المؤسسة التشريعية يؤثر بفاعلية في القرارات وترجمتها، ولاسيما على صعيد القضايا الشعبية التي تحتاج آلية لتنفيذها»، مشيرة إلى أن المنبر مساند قوي لكل قضايا المجتمع، من خلال مواقفه الثابتة، قولا وفعلا، وأضافت أنه بإعادة التماسك التنظيمي للأعضاء وانخراط الشباب وإعادة إحياء الأمل في قلوبهم سيعود المنبر إلى مكانته الصحيحة.
وعمَّا إذا كان المنبر أخطأ بعدم مشاركته في الانتخابات، ومن ثم افتقاد ممثلين له في المجلس، قالت المعجل «أتحدث بشكل عام، وأؤكد أن الوجود بالمؤسسة التشريعية يفعل وجود المنبر، ولاسيما على صعيد وجود معالجات تشريعية تنفيذية للقضايا التي تمس المواطن، وقرار المقاطعة اتخذ من قِبل المكتب السياسي والأمانة العامة في أجواء من الحرية وبعض المنتسبين إلى المنبر خاض الانتخابات».
قاعدة شبابية
وعن شكل المنبر الفترة المقبلة، أكدت المعجل أن «المنبر يمتلك قاعدة شبابية جيدة تعطي للتنظيم زخما كبيرا، وهؤلاء يمثلون الصف الثاني.. وللعلم، فإن الشباب موجود بمشروع قد لا يستوعبه مخضرمو المنبر، يتمثل ذلك المشروع في «الحرية والحقوق»، فهم يعدون أن الحرية شيء مقدَّس، وهو مبدأ أساسي لديهم أرساه الربيع العربي».
وعلى الرغم من عدم تأثر الكويت بنتائج الربيع العربي، لكن الفكر تسرَّب إلى الشباب الكويتي والدول الخليجية، فالتحرُّك الذي حدث ومطالب البعض، حتى الفردية منها، يؤسس لنظرية جديدة تنطلق من فكرة تقديس الحرية التي لم تكن موجودة من قبل في أدبيات الشباب وأدوات تواصلهم، ما جعل من تلك القضية قضية شبابية مشتركة غير قابلة للتفاوض.
وعن تفاعل المخضرمين في المنبر والمكتب السياسي، على وجه التحديد، مع ذلك المبدأ الشبابي، أكدت المعجل أن التفاعل متفاوت، وكل وفق قناعاته، قائلة: بغض النظر عن تفاعلنا أو عدم تفاعلنا، فإن الشباب مستمر في مشروعه، وخاصة المحافظة على المكتسبات والحقوق.
تغيير شامل
وعن تقييمها للوضع السياسي، أكدت المعجل أنه لا يمكنها فصل الوضع السياسي المحلي عن أحداث وتطورات العالم العربي، قائلة إنه على الجميع أن ينظر إليه نظرة شاملة، مؤكدة أن تصورها سيكون ناقصاً لو عزلنا الكويت عن التغيُّرات التي تحدث إقليميا.
واختتمت المعجل حديثها بقولها إن العالم العربي مُقبل على تغيير شامل، ظهرت بوادره وتفجرت في 2011، وإن ذلك التغيير لن يستثني الكويت، ولن يغرق الحراك ومطالب الربيع العربي في بحر النفط الكويتي، مضيفة أن الحراك الحقيقي ليس بالخروج للشارع، بل بامتلاك الشباب لقناعة ويقين أن لهم دورا رئيسا في الحفاظ على مكتسابتهم.