كتب يوسف عباس شمساه:
بادئ ذي بدء، أحب أن أنوه بأن هذا المقال ليس للعقول الضعيفة فكراً، المتخلفة نهجاً، المتناقضة صوتاً، والمتحالفة سراً.
نبدأ باسمه تعالى
الحديث عن قائمة الوحدة الطلابية التي تتنافس على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع أميركا، يطول جداً، ويكاد لا ينتهي، فمن يقرأ عنها لا يمكن أن يتصور هذه الإنجازات التي حققتها، وهذه المرتبة المتميزة التي وصلت إليها، وكلها بفضل أيدٍ شبابية عملت جاهدة من خلال قيادتها لاتحاد أميركا على نقل العمل النقابي الطلابي من مفهومه المتواضع الضيق الذي يقتصر فقط على الطلبة، إلى وسيلة مساهمة في بناء وتطوير البلد، ورسمت لنفسها خطاً قائماً على الموازنة بين الجانب الطلابي والجانب الوطني، بجميع قضاياه العامة، وحين ترتفع أصوات الطلبة، منادية بمطلب معيَّن، يكون ردها دائما «نقدر»، وبعد تحقيقه ترفع راية «أكثر».
الجانب الطلابي
بدأت قافلة الإنجازات وتحقيق المكتسبات الطلابية رحلتها في العام 2002، مع إعلان فوز القائمة بمقاعد الاتحاد لأول مرة، بعدما كانت تلك المقاعد حكراً على إحدى قوائم التيار الإسلامي.. هذا الفوز الذي ما كان إلا مقدمة لقصة نجاح مستمرة بتدوين وكتابة فصولها، مع استمرار نجاح هذه القائمة الوطنية الذي امتد إلى يومنا هذا.
جدير بالذكر أن مسار خط الوحدة الطلابية الذي اختارته لنفسها هو مسار صعب السير فيه، لما يتضمَّنه من عوائق وحفر كثيرة تجعل من الوصول إلى الهدف أمراً أشبه بالمستحيل، وسبب صعوبته، يرجع إلى تطلع شباب وشابات الوحدة في كل سنة إلى العمل على رؤية جديدة تكون «أكثر» شمولية واستحقاقا من سابقتها، ونرى مع نهاية كل سنة نقابية، تطوي ملف رؤيتها بختم الإنجاز.
الجانب الوطني
الاهتمام بقضايا البلد وشؤون مواطنيه ركن لا يتجزأ من المهام التي حملتها قائمة الوحدة الطلابية على عاتقها، وعملت طوال فتره قيادتها للاتحاد إلى تعزيز هذا المفهوم الذي يكاد يمحى من المعنى الحقيقي للعمل النقابي، فنرى مبادراتها في المجال الثقافي، من خلال إطلاق أول مجلة الكترونية في تاريخ الحركة الطلابية تقوم بتبني قضايا وطنية ثقافية وطرحها، ليس فقط على الساحة الطلابية، بل على الساحة المحلية الكويتية.
وعلى الصعيد السياسي كان لها دور فعال ومتميز جدا، من خلال طرحها وتبنيها وتأييدها للقضايا الوطنية التي تتوافق مع ما قامت عليه الوحدة الطلابية من مبادى وهي «الحرية.. العدالة.. المساواة.. الديمقراطية»، فنرى على سبيل المثال، لا الحصر، حملة «نبيها خمس» التي خرجت من رحم قائمة الوحدة الطلابية، ثم ترجمت من خلال الشباب الوطني في الكويت إلى هدف تم تحقيقه، وأيضا بيان داعم لثورات الربيع العربي، ابتداء من تونس وانتهاء بالبحرين وسوريا، هذا البيان المشرف الذي امتنعت عن المشاركة به قائمة المستقبل الطلابي – التابعة للإخوان المسلمين، بسبب دعم الاتحاد بقيادة الوحدة لثورة البحرين، وأخيرا وليس آخرا، إعلانه رفضه لمرسوم الصوت الواحد ومقاطعته للانتخابات البرلمانية التي سلبت من الشعب حقه في اختيار ممثليه، ورفضها لنهج الحكومة في اختيار من يراقبها.
كلمة أخيرة
إن كان تاجر الأقمشة لا يتاجر بعمله إلا حين يلمس القماش والمنسوجات، كي يتعرف على ما هو عالي الجودة من دانيه، فالوحدة الطلابية، بقيادتها للاتحاد، لا تقوم بعمل، ولا تبدي رأيها بقضية ما، إلا حين تلامس هذه القضية، وتدرس جوانبها، وترى ما إذا كانت توافق المبادئ التي تؤمن بها أم لا، وبهذا، فهي دائما ما تجعل منافسيها عاجزين لا يقدرون على فعل شيء غير السب والقذف والتشكيك بأخلاق شباب وشابات الوحدة الطلابية، فهنيئا لنا جميعا صرح طلابي كالوحدة الطلابية.