النظام العالمي فاسد وظالم.. والخطوة الأولى بدأت

د. الخطيب مع عائشة العتيبي وفاطمة منير
د. الخطيب مع عائشة العتيبي وفاطمة منير

كتب علي حسين العوضي وحنين أحمد:
حينما تكون في حضرته، تجد نفسك لاشعوريا شغوفا، للاستماع لحديثه، الذي يحمل في طياته خبرة السنين ونظرته الأبعدية للمستقبل.

وبعيداً عن ألوان الطيف التي يحاول بعض ممن يُطلق عليهم «زعامات» أو قيادات تغليف أنفسهم بها، بهدف خلق هالة خاصة، إلا أن هذه الحالة باتت منفرة.

لهذا، فإن الكثير والعديد من الشباب دائما ما يفضلون عندما يريدون استطلاع أمر ما، يمس بصورة مباشرة السياسات العامة أو محاولة بلورة رأي معيَّن ومحدد، أو استفهام عن مجرى تاريخي وربطه بما يدور في المنطقة من أحداث، فإن الوجهة تصبح واحدة، والمسار واحد لا يحيد باتجاه د.أحمد الخطيب، وبالذات في ديوانية «الطليعة» صباح يوم السبت الماضي، الذي استقبل فيه ناشطتين في مجال السياسة وحقوق الإنسان: عائشة العتيبي وفاطمة منير، في حوار مفتوح، تناول العديد من القضايا، أهمها ما يتعلق بفكرة الربيع العربي، وهو بالتأكيد موضوع شائك وكبير.

الربيع العربي وصراع التغيير

البداية، كانت باستذكار التاريخ العربي القريب، وتحديداً مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، يقول د.أحمد الخطيب إنه بعد تأميم قناة السويس وأحداث العدوان الثلاثي عام 1956، كان يُلقي خطابا، وكان الناس من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ينصتون إليه، بسبب الشعور العربي والقومي الكبير الذي أحاط بالجماهير في كل مكان، وإن كل الحراك الذي حدث في العالم لم يكن له رد فعل محلي فقط، بل امتد تأثيره لنطاقات أوسع، منوها إلى أن الربيع العالمي قديم، وانطلق في أواسط القرن الثامن عشر، وسمي حينها بالربيع الأوروبي، إلا أنه لن يتسع نطاقه، بعكس ما حدث في العالم العربي، فالربيع العربي تميز بقوميته وسلميته والتضحيات التي قدمت من الشباب لهذا نفتخر بهذا الربيع، وقد أصبحنا قادة للتحرك العالمي، ويضرب بالربيع العربي المثل، فقد بدأ عربياً في تونس، ثم مصر، وهو ما يعني أن هناك شعوراً بالانتماء إلى قومية معينة.

وحول الأسباب التي أدت إلى ظهور بعض التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ «داعش»، رأى د.الخطيب أن سببها اليأس، وعدم القدرة على مواجهة الأنظمة البوليسية والعسكرية، وهي ردة فعل على الظلم الموجود في العالم كله، وقال إن النظام العالمي الفاسد والظالم موجود منذ بدء الخليقة، واليوم هناك فريق «داعشي» يريد من خلال العنف تغيير الواقع، كما أن هناك فريقا آخر هو «الربيع السلمي»، الذي ينبذ العنف ولديه كرامة.. من هنا، نجد أن العالم اليوم في صراع، يتمثل في الاتفاق على تغيير النظام الفاسد وضرب مكوناته، وقناعتي أن الربيع العربي سيكون المنتصر، إلا أن تغيير العقلية السائدة يحتاج إلى وقت، لكن الخطوة الأولى بدأت، بل وأنجزت، وهي شعور الإنسان بأن لديه كرامة وقراره بيده، والأمل واضح، والتغيير بدأ.

نحو المستقبل

وأكد د.أحمد الخطيب في حديثه، أن عمليات التغيير قادمة لا محالة، وأن المستقبل القريب مختلف في منظوره، خصوصاً أن هناك جيلاً شبابياً ينطلق بتفكير مغاير، وطريقة تعامل مختلفة، ويمتلك سلاحاً رهيباً، وهو التقدم العلمي والتقني الرهيب في مجال التواصل والاتصال، وبالتالي نحن أمام جيل جديد يبني مستقبلاً جديداً، ويتفاعل مع بعضه بعضا في مختلف أنحاء العالم.

الخدمات مقابل الصوت

قالت عائشة العتيبي إن العمل النقابي والطلابي عبارة عن صورة مصغرة للحياة السياسية خارج الصرح الجامعي، حيث المصالح ذاتها، والخدمات مقابل الصوت.
وبينت أن المبادئ لا ينظر لها بعين الاعتبار، بينما تؤخذ القبيلة والعائلة والطائفة في المقام الأول، موضحة أنه للأسف لا يوجد حتى الآن وعي كافٍ لخوض العمل النقابي.

وأكدت العتيبي أن المرأة لها دور فاعل في المجتمع في مختلف الميادين، فهناك نساء ذوات كفاءة عالية، لكن المجال السياسي يحتاج إلى وقت، ليكون دورها واضحاً ويوازي الرجل.

عقلية العبودية

تطرَّق د.أحمد الخطيب في جزء من حديثه إلى موضوع المرأة، داعياً إياها إلى التحرك أكثر، والتخلص من عقلية العبودية، التي تجعل منها تابعة وقاصرة، مطالباً في الوقت ذاته بتكوين مجموعات نسائية ضاغطة باتجاه المساواة الكاملة، لافتاً إلى أن بعض النساء تابعات، والأغرب أنهن يصوتن في الانتخابات للرجل.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.