كتب محرر الشؤون البرلمانية:
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدا سياسيا تجاه ما أثير حول تفاوض الكويت ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي مع إسرائيل، لشراء منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، للدفاع عن نفسها فى مواجهة أي هجوم صاروخي من قِبل إيران.
ويُعرف نظام القبة الحديدية، بأنه نظام دفاع جوي بالصواريخ بقواعد متحركة، هدفه اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، وقد اختاره الكيان الصهيوني منذ ما يقارب السبع سنوات، كحل دفاعي، لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عنها، وقد أدخله الخدمة في عام 2011.
ولا يزال الكيان الصهيوني يعمل على تطوير ذلك النظام، ولاسيما بعد أن أثبت عمليا فشله في الحرب الأخيرة على غزة، عندما أخفقت القبة الحديدية في اعتراض عدد من الصواريخ القادمة من قطاع غزة، الأمر الذى أدى إلى استنجاد الكيان الصهيوني وقتها بعدد من الدول لصياغة اتفاقية لإنهاء الحرب.
خط استراتيجي
وبالعودة لوضع الكويت، ولاسيما بعد التسريبات الصحافية التي أعلنت عنها شبكة سكاي نيوز في وقت سابق، وأكدت دخولها (الكويت) في تلك المفاوضات المشتركة، يرى سياسيون، أن نفي الحكومة الكويتية، على لسان أحد المسؤولين بوزارة الدفاع «من دون تسميته» ليس نفيا كافيا، وأنه لم يكن على قدر الحدث، وخاصة أن الكويت لديها خط استراتيجي رافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقد ظهر ذلك الخط في مناسبات عدة، كان على رأسها فترة الغزو، حين رفضت الكويت وقتها مشاركة الكيان الصهيوني في التحالف الدولي، فضلا عن تحقيق النشطاء مكاسب عدة على صعيد مقاطعة الكيان الصهيوني تجاريا، كان آخرها إلغاء عقد شركة سينستار، والضغط على مؤسسة التأمينات، لسحب استثمارتها من إحدى الشركات التي تنتهك القانون الدولي في الأراضي المحتلة.
وقد أشارت القناة التلفزيونية الأميركية «فوكس نيوز»، وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية والعبرية إلى أن المنظومة الإسرائيلية سترسل إلى الدول صاحبة الشأن عبر شركة «Raythen» أكبر مزود للمؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة، وعبر شركات أميركية أخرى كانت عملت بالاشتراك مع شركة «Rafael» الإسرائيلية.
وأضافت القناة أن هذه الصفقة ستكلف دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات، وربما مئات المليارات، كون هذه الدول تنوي الحصول على منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية «مقلاع داوود»، والمنظومة المضادة للصواريخ من طراز «حيتس 1» و«حيتس 2».
دعوة «BDS»
وبهذه المناسبة، أصدرت حركة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، بيانا، دعت فيه شعوب دول الخليج العربي إلى الضغط على حكوماتها، لمنع شراء الأسلحة، وخاصة القبة الحديدية من إسرائيل.
وحذر البيان من محاولة الالتفاف على وعي الشعوب العربية، وعلى قوانين المقاطعة العربية، التي تمنع استيراد منتجات وخدمات إسرائيلية، عن طريق سعي الوسيط الأميركي لتوريد النظام العسكري الإسرائيلي، الممول أميركياً بالمعظم، عن طريق شركة ريثيون (Raytheon) وغيرها من الشركات الأميركية التي ساهمت في تطوير هذه المنظومة.