كتب محرر الشؤون العربية:
رشحت أنباء عن أن دول الجوار الليبي، وخاصة العربية منها، ستنفذ قريبا تحركا عسكريا لضرب مواقع يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي وتنظيمات جهادية أخرى، ستكون شبيهة بعاصفة الحزم التي نفذها التحالف العربي، بقيادة السعودية في اليمن، وستشمل كافة مراكز تجمع الدواعش، الذي تمكن من التغول، وفرض سيطرته ونفوذه على مدن مثل سرت، والعديد من المناطق المحاذية لها في الأراضي الليبية.
ونقلت مدونات إخبارية ليبية عن الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، الرائد محمد حجازي، تأكيده صحة تلك الأنباء، حيث أكد بلهجة الواثق، أن ليبيا «ستكون قريبا على موعد تاريخي يُنهي حالة التردد التي اتسمت بها مواقف دول الجوار الليبي في التعاطي مع خطر الجماعات الإرهابية على أمنها، وخاصة منها تنظيم داعش، الذي تجاوزت تهديداته ليبيا، لتشمل دول المنطقة، وكذلك أوروبا».
وما يعزز صدقية الزعم بقرب قيام «عاصفة حزم» عربية ضد «داعش» في ليبيا، القرار الذي اتخذته تونس أخيرا، بالانضمام للتحالف الدولي ضد «داعش»، حيث يقول الخبير الأمني والعسكري التونسي مازن الشريف إنه لا يستبعد أن يكون قرار تونس الانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» قد أملته اعتبارات مرتبطة بفرضية انتقال الحرب على هذا التنظيم من سوريا والعراق إلى ليبيا، لافتا إلى أن ثمة مؤشرات تؤكد قرب توجيه ضربة عسكرية لمواقع «داعش» في ليبيا، بل إن توقيت هذه الضربة «أصبح قريبا»، وبالتالي، فإن تونس قد تكون حسمت أمرها في أن تكون طرفا في هذه الحرب، التي ستكون على حدودها.
وعلى الرغم من عدم تحديد توقيت بدء هذه العاصفة، والدول التي قد تشارك فيها، فإن الرائد حجازي يقول إن «مُقدماتها أصبحت واضحة، وإن الرياح التي تسبقها بدأت تتحرك في اتجاهات واضحة»، في إشارة إلى موقف تونس، والمشاروات الجزائرية – المصرية حول الملف الليبي التي تكثفت خلال الفترة الماضية.
يُشار في هذا الصدد، إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري بحث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيرا تطورات الأوضاع في ليبيا مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
وقبل تلك المباحثات، أكد دبلوماسي جزائري، أن بلاده أجَّلت فتح المعابر البرية الثلاثة المُغلقة، بينها وبين ليبيا، أي معابر «الدبداب»، و«تينالكوم»، و«طارت»، إلى تاريخ لاحق، بسبب «عدم توافر سلطة مركزية ليبية تسيطر على الحدود».
ويرى مراقبون أن تأكيدات الضابط العسكري الليبي، وما رافقها من تحركات سياسية ودبلوماسية عربية وغربية، تدفع باتجاه ترجيح كفة توجيه ضربات جوية عنيفة لتمركز «داعش» والجماعات الإرهابية في ليبيا، بهدف القطع مع حالة تأرجح الأوضاع الليبية بين الحل السياسي والحسم العسكري.
بل إن أوساطا سياسية ليبية وعربية لا تخفي اندفاعها نحو الإسراع في تنفيذ تلك الضربات الجوية، لتوفير حافز للفرقاء الليبيين، للتوصل إلى حل سياسي، ولتمكين الجيش الليبي من مقومات تحرير الأراضي الليبية التي سيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي والميليشيات الجهادية المسلحة الأخرى.