
كتبت حنين أحمد:
نظمت رابطة الشباب الكويتي ورشة عمل بعنوان «فن القصص»، حاضرت فيها عضو الرابطة الكاتبة فايزة الرشيدي، وحضرها مجموعة من الشباب والمهتمين.
بداية، أكدت الرشيدي، أن ابتكار القصة يُعد أحد أسباب تطور البشرية، إذ إن أول القصص في تاريخ البشرية، هي الخربشات على جدران الكهوف للإنسان البدائي، التي يصف بها كيف كان يصطاد قوت يومه وبعض جوانب حياته.
وبينت أن القصة، هي إحدى ركائز توثيق الحضارات، كالقصص التي تصف حياة الناس في الحضارة الفرعونية والعادات الإجتماعية المنحوتة على ألواح السومريين، مضيفة أن القصة، هي أحد أشكال حوار الأجيال، ووسيلة لتواتر العادات والتقاليد، مستشهدة بـ «الحزايات» الكويتية حول «حمارة القايلة» و»أم السعف والليف» وغيرها.
أشكال لا متناهية
وذكرت الرشيدي، أن للقصص أشكالا لا متناهية.. فبعضها يبدأ من بداية الأحداث، وغيرها يبدأ بعد نهاية الحدث الرئيس في القصة، بينما هناك نمط رائج حالياً، هو بداية القصة أثناء حدوث الحدث الرئيس، والرجوع إلى البداية والتقدم إلى ختام القصة، مشيرة إلى أنه لا توجد طريقة واحدة لكتابة القصص، بل تعتمد على الكاتب وحده وأسلوب تفكيره، إلا أن هناك إطاراً أساسياً للكتابة، نادراً ما يخرج عنه كتاب القصص.
ولفتت إلى أنه في الكثير من الأحيان تعكس القصص رأياً معيناً حول قضية معينة يحاول المؤلف طرحها، من خلال القصة.. فبعضها يكون نقداً اجتماعياً لسلوكيات معينة، أو توثيقاً لوقائع معينة، أو سرداً تاريخياً موازياً لأحداث تمَّت في السابق يبين الكاتب فيها المزاج العام لتلك الحقبة، محذرة من أن القصة سلاح ذو حدين، يتم استخدامه أحياناً لتشتيت الحقائق أو تزويرها، فيما يتم ذلك بشكل دوري من قِبل أصحاب المصلحة.
وأكدت أن كافة الأديان تعتمد على القصة، لإبراز قيمها، ولاسيما في الكتب المقدسة للأديان، التي غالباً ما تحتوي على قصص ذات صلة أو تأريخ لحوادث معينة، كقصة مريم العذراء لدى الدين المسيحي، أو هجرة النبي موسى لدى الدين اليهودي، بالإضافة إلى قصص الأنبياء الأولين، وأحداثهم في القرآن. أما من جانب آخر، فالكثير من الحضارات تحافظ على قيمها، من خلال الأساطير والخرافات.
ظهور القصة في الكويت
وذكرت الرشيدي أن القصة في الكويت بدأت مع ظهور الصحافة في البلاد عام 1928، حين نشرت أول صحيفة من قِبل الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وأول قصة كانت للشاعر خالد الفرج، حول فتاة اسمها منيرة، منعها أهلها من الدراسة، فلبست عباءتها، محاولة الذهاب إلى البحر، إلا أنها أضاعت طريقها، مشيرة إلى أن القصة تصف العادات والتقاليد الكويتية القديمة، بالإضافة إلى الوصف المرئي للحياة في الكويت، من بيوت وطرقات وكيفية تفاعل أفراد المجتمع مع بعضهم بعضا، ومن أشهر كتاب القصص الكاتبة الكويتية هيفاء هاشم، التي كانت تكتب في مجلتي «البعث» و«الرائد».
رسالة ومغزى
ولفتت الرشيدي إلى أن كتابة القصة تبدأ بتحديد الفكرة العامة أو المغزى من القصة ذاتها والرسالة التي تود أن توصلها للقارئ، ثم البدء بتحديد الإطار العام للقصة، كالأحداث الأساسية التي تواجه شخصيات القصة والمكان والحقبة الزمنية التي تدور فيها، سواء حقبة حقيقية، أو تحديد الخريطة العامة للعالم الوهمي وقواعده الأساسية، مشيرة إلى أن بعض القصص، ولاسيما الفانتازيا، تعتمد على العالم ذاته وقواعده، وليس الشخصيات في القصة، كما أن الرمزية في الكتابة تلعب دورا كبيرا في طرح قضايا مهمة أو اجتماعية شائكة، من دون الخوض فيها بشكل مباشر.
تحسن ملحوظ
من جانبه، قال أمين صندوق رابطة الشباب الكويتي، مشاري العبيدي، إن الرواية الكويتية باتت تتحسن بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بحيث انتقلت القصة من البُعد العاطفي إلى البُعد الاجتماعي والسياسي، ما يسلط الضوء على قضايا كثيرة تواجه المجتمع، ولاسيما أبعاد مشاكل التعصب الاجتماعي والديني التي تعانيها البلاد.