
كتب محرر الشؤون المحلية:
بعد أن كشفت الحلقتان الأولى والثانية من ملف الأزمة المرورية ارتفاع أعداد ضحايا نزف الشوارع والطرقات من قتلى ومصابين، بسبب الرعونة والاستهتار، وكان من اللافت التلاعب في منح رخص القيادة، وحصول الكثيرين عليها بالواسطة والرشاوى والتنفيع، من دون الخضوع لاختبار حقيقي، وبذلك ينضم الآلاف إلى صفوف السائقين، بلا إلمام بقواعد المرور وأسس القيادة، معرضين الأرواح لخطر الموت، أو الإصابة بعاهات مستديمة.
بعد كل ذلك، تكشف الحلقة الثالثة عن إقدام الكثير من المستهترين على تنظيم ما يسمى بـ «سباقات الموت»، حيث يتسابق مراهقون وأحداث بسياراتهم، ويتسببون في إثارة الذعر والهلع وسط الأهالي، لكن أخطر ما في تلك الأعمال الصبيانية، حصادها المفجع، المتمثل في سقوط قتلى ومصابين في وقائع مروعة، العامل المشترك فيها «كسر القانون» بلا رادع، والاستخفاف بأرواح البشر بلا وازع أو ضمير.
مقابر أم طرق؟
وفي تطوُّر مؤسف لأعمال الاستهتار، تحوَّلت بعض الطرقات الرئيسة في مناطق خارجية إلى ما يمكن وصفه بـ «مقابر لبعض مرتاديها»، والذين يتصادف مرورهم أثناء إقامة هذه السباقات المدمرة، حيث يتسبب المستهترون في تصادمات وانقلابات، ومن هذه الطرق «وصلة الدوحة»، التي تضج بأعمال «التقحيص» والرعونة من قِبل الشباب، الذين يتجمَّعون في نهاية كل أسبوع، ليحولوا يومي العطلة إلى نزف دماء على الشوارع والطرقات.
وأكد عدد من أهالي منطقة الصليبخات، أنهم يعانون كثيراً في أيام العطلات، بسبب هذه السباقات الصبيانية المتكررة، حيث تتجمَّع أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين والأحداث، تارة يُشعلون الإطارات، وأخرى يتسابقون بالسيارات، ويحولون وصلة الدوحة إلى حلبة سباق، حيث يقودون سياراتهم بسرعة جنونية تصل إلى 240 كم أحياناً.
وأشار الأهالي إلى تكرار الحوادث المأساوية، من جراء هذه الأعمال، وكان آخرها قبل 3 أشهر، حيث تسببت أعمال الاستهتار في حادث مروري مروع أودى بحياة 4 أشخاص، وإصابة 7، أدخلوا العناية الفائقة، نتيجة إصاباتهم البالغة.
بلاغ الخطر
وقال عايد الشمري: لقد اتصلنا بغرفة عمليات وزارة الداخلية قبل وقوع الحادث بدقائق، وأبلغناهم بأن عشرات من الشباب والمراهقين يتجمَّعون أمام إحدى المدارس بسياراتهم، وربما ينظمون سباقاً أو يقدمون على أعمال استهتار، معرضين الأرواح للخطر.
ويضيف: بعد تلقي الشرطي للبلاغ، أخبرني بأنهم سيرسلون إحدى الدوريات إلى الموقع، وهو ما لم يحدث، حيث مرَّ وقت طويل ولم يصل أي رجل أمن.. وبالفعل، بدأ الشباب المتجمعون في أعمال «التقحيص»، ثم نظموا سباقاً، وكانت النتيجة تسببهم في حادث مروري مروع، إثر الاصطدام بمركبتين، وجراء ذلك لقي 4 أشخاص مصرعهم، فيما بترت رجل مواطن، وأصيب الباقون بإصابات متفرقة، ولا يزالون يعانون آثارها حتى الآن.
أين «الداخلية»؟
وأضاف الشمري: لو كان هناك تواجد أمني ومروري مكثف على الشوارع والطرقات، لما أقدم هؤلاء المستهترون على أعمالهم الصبيانية، متسائلاً: كيف نتصل بغرفة عمليات الجهة المعنية بأمن البلاد والعباد، ولا تصل الدورية، إلا بعد وقوع الحادث؟
ولفت إلى أن هذا التحرك البطيء، من شأنه تعريض البلاد لكوارث، وليس فقط حوادث مرورية.
من جانبه، كشف فهد التركي، أن منطقة الصليبخات تعاني ضعف التواجد الأمني بصفة عامة، ما يزيد من أعمال الاستهتار بالمركبات، لافتاً إلى أن الكثير من «الأحداث» يقودون سيارات ذويهم بلا رخص قيادة، لكن الخطير في الأمر، تحول بعض الشوارع والطرقات إلى سباقات للموت في وضح النهار بلا رادع، وقد شكونا، مراراً وتكراراً، لوزارة الداخلية، لكن لا حياة لمن تنادي.
قلة الدوريات
بدوره، أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت د.عبدالله الهاجري، وهو من سكان الصليبخات، أن وزراة الداخلية تتحمَّل مسؤولية الأزمة المرورية، ولا سيما الحوادث الناتجة عن كسر القوانين وإقدام عشرات الأحداث والمراهقين على أعمال الاستهتار بلا رادع، مشيراً إلى أن الدوريات قليلة، ولا تتواجد إلا في بعض المناطق، وتكاد تخلو الصليبخات، وغيرها، من أي دورية مرورية أو أمنية في أيام العطلات، التي يكثر فيها تجمُّع هؤلاء المستهترون بلا رادع.
واستدرك بالقول: بالطبع، يتحمَّل أولياء الأمور جزءاً كبيراً من المسؤولية، لإهمالهم في تهذيب أبنائهم، وعدم متابعتهم بصورة جيدة.. فضعف الرقابة الأسرية يجعل بعض الأبناء يقدمون على أعمال الاستهتار بلا وازع من أخلاق أو ضمير، لكن الجهة الأمنية يجب أن تتحرك بسرعة، وتفعل القوانين، وتعمل على منع الخطر على الشوارع والطرقات قبل وقوعه.
حوادث الجهراء
وفي الجهراء، اشتكى الأهالي من تكرار الحواث المرورية، بسبب أعمال الاستهتار المتكررة، مشيرين إلى أن سباقات الموت تقام على مرأى ومسمع الجميع في طرقات بعينها، مثل طريق تيماء وغيره.
وقال حمد السلامة: إن مناطق بر الجهراء تضج بأعمال التقحيص، ومنذ بداية الصيف يتجمع عشرات المراهقين مساء، ويقومون بأعمال صبيانية، مثيرين الذعر والهلع في نفوس الأهالي.. وبجانب الحوادث المرورية، تحدث مشاجرات دامية بين هؤلاء الشباب، فأين الدوريات الأمنية من كل ذلك؟ ولمن نشكو إذا كان رجال الأمن والمرور في وادٍ ومعاناة الناس، من جراء المستهترين في وادٍ آخر؟
وأشار إلى أن طرق الجهراء تشهد حوادث مرورية متكررة، بسبب السرعة الجنونية من قِبل المستهترين، متسائلاً: لماذا تصمت وزارة الداخلية على هذه الرعونة؟ وكيف يقود شباب مركباتهم بسرعة تتجاوز 200 كم في الساعة، من دون أن تُسحب رخصهم؟
الواسطة.. مشكلة
لكن أحمد العنزي، قال: الواسطة هي المتهم الأول في كسر القوانين المرورية، فكثير من هؤلاء المستهترين الذين يتجمَّعون للتسابق بالسيارات، معرضين الأرواح للخطر، يخرجون من المخافر عقب ضبطهم بلا أي عقاب، بسبب تدخل نواب ومتنفذين ومعارف، لإخراجهم سريعاً من غير تسجيل قضية، وكأن أرواح الناس لعبة، محذراً من خطورة تطبيق القانون على «ناس وناس»، فهذه المزاجية تجر كوارث، وتغري بالمزيد من ضحايا الحوادث المرورية.
تجربة مؤلمة
روى سالم الشطي تجربته المؤلمة، حيث كان ضحية سيارة طائشة، وقال: بينما كنت أسير على طريق الجهراء بهدوء، فجأة اصطدمت سيارة تنطلق بسرعة تفوق الـ 180 كم بسيارتي، ولم أدرِ بنفسي، إلا وأنا في مستشفى الجهراء، الذي نقلت منه إلى مستشفى الرازي، وهناك أخبرني الأطباء بأنني أصبت بكسر مضاعف في العمود الفقري، وأنني لن أستطيع الوقوف على قدمي مرة أخرى، فأصبحت ملازماً للكرسي المتحرك مدى الحياة، بسبب شخص مستهتر.
وأضاف: أثناء مكوثي في المستشفى لتلقي العلاج، حمدتُ الله، لأنني رأيت حالات أصعب بكثير من حالتي، وشاهدت شبابا في عمر الزهور وهم يرقدون بين الحياة والموت، بسبب الحوادث المرورية الجسيمة.
حدث قبل فتره وفي طريقي جنوبا على طريق الملك فهد رأيت صهريج بترول عليه شعار بكبير الحجم و باللون الأحمر (شريع الإشتعال!) وهو يسير (على بُرْد!) بسبب عطل خطير في (الشاصي). اخبرنا الإخوان على 112 عن خطورة التنكر وشبهناه “بمثابة قنبله متحركه!!!”… وعطيناهم الموقع وكذلك رقم أبراج الإضاءه… بعد مضي ساعه ونصف اتصل ‘أحدهم‘ يسأل “الحين وين التنكر”؟؟؟
تكررت (المهزله؟؟؟؟؟) بعد مضي اسبوعين لنفس التنكر وهو متجها غربا أمام الأفنيوز… كررنا الإتصال على 112 ….. والنتيجه؟؟؟؟ اتركها لكم!!!