
مع تفاقم الأزمة المرورية، وارتفاع معدلات الحوادث، تضاعفت أعداد القتلى والمصابين في حرب الشوارع والطرقات.
وكشفت إحصائية مستشفى الرازي، عن استقبال نحو 5648 حالة إصابة بكسور متنوعة، من جراء الحوادث المرورية في العام الماضي، بزيادة كبيرة عن الأعوام السابقة.
وقال مصدر مسؤول في المستشفى إن عشرات الأشخاص أصيبوا بعاهات مستديمة في أطرافهم، نتيجة التصادمات والانقلابات، وقد تسببت بعض الحوادث الجسيمة في إصابة أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين بإعاقات حركية، وأصبحوا مُقعدين ويمشون على كراسي متحركة، الأمر الذي يستلزم وقفة من جانب المسؤولين عن الشأن المروري في البلاد.
وأضاف: تستقبل طوارئ مستشفى الرازي، بصفة شبه يومية، مصابين بكسور، من جراء حوادث مرورية، ولا يكاد يمر يوم، إلا ويكون الأطباء على موعد مع هذه الحالات المؤلمة، على حد قوله، مبيناً أن بعض هذه الحالات تكون إصاباتها خطيرة في العمود الفقري، وقد أصيب نحو 79 شخصاً بالشلل والإعاقات الحركية المختلفة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2014، بسبب تصادمات وانقلابات المركبات.
وأشار إلى أن الكثير من حالات الإصابة في الحوادث تنقل من جانب الطوارئ الطبية إلى أقسام الحوادث في المستشفيات، لكنها تُحال مرة أخرى إلى مستشفى الرازي، الذي تتوافر فيه الأطقم الطبية والكوادر المتخصصة في علاج الكسور وإصابات العظام، فضلاً عن توافر الإمكانات العلاجية والأجهزة الطبية.
وحذر المصدر المسؤول من أن أغلب ضحايا الحوادث المرورية الذين ينقلون إلى المستشفى من الشباب، وكان لافتاً أن أكثر من 74 في المائة من حالات الإصابة بكسور خطيرة، من جراء حرب الشوارع، تتراوح أعمارهم بين 18 و38 عاماً، وهذا يعطي دلالة، بأن الشباب هم الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية، أو أنهم لا يعبأون بقوانين المرور، ومن ثم يقع أغلبيتهم ضحية لحوادث قاتلة، أو مسببة للعاهات المستديمة.
ولفت إلى أن نوع الإصابة يكشف طبيعة قيادة السيارة، وكيفية وقوع الحادث، فكثير من حالات الكسور والإصابات الجسيمة تدل، بما لا يدع مجالاً للشك، أن المركبة التي تقل الشخص المصاب كانت تسير بسرعة تتجاوز الـ 180 كم، ومن ثم تكون الخسائر البشرية كبيرة جداً، نتيجة هذه الحوادث.
ولفت إلى أن المصابين في حوادث الطرقات أصبحوا مقرراً ثابتاً في المستشفى، ما يشكل ضغطاً كبيراً على أجهزتها وأطقمها الطبية والتمريضية، مشدداً على ضرورة وضع الحلول العاجلة للأزمة المرورية، فنتائجها الكارثية هي الأعلى من بين الدول العربية، كما أن الكويت تعد بين دول العالم الأكثر حصاداً للأرواح في حرب الشوارع والطرقات.