
كتب محرر الشؤون الاقتصادية:
في الوقت الذي يشهد فيه العالم تراجعاً ملموساً في أسعار الغذاء، نجد الوضع عندنا في الكويت مغايراً تماماً، حيث شهدت الأشهر الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في غالبية السلع والمواد الرئيسة للأسرة.
وعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن هذه الزيادات في أسعار الغذاء كانت مواكبة لشهر رمضان المبارك، وبانتهاء الشهر الفضيل ستعاود انخفاضها، فإن هذا الاعتقاد لم يتحقق على أرض الواقع، رغم مرور ما يقرب من نحو شهر على انتهاء الشهر الفضيل، وظلت الأسعار على حالها، من دون أي تراجع يذكر لأي من السلع والمواد الغذائية الأساسية التي ارتفعت، ومنها الأرز، وبعض أنواع الزيوت، ومنتجات الألبان، واللحوم.
وعن تراجع الأسعار العالمية، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) نهاية الأسبوع الماضي «إن أسعار الغذاء العالمية هبطت في يوليو الماضي لأدنى مستوياتها في نحو 6 سنوات، حيث طغى التراجع الحاد في قيمة منتجات الألبان، والزيوت النباتية على الزيادة في أسعار السكر والحبوب».
وبلغ متوسط مؤشر «فاو»، الذي يقيس التغيُّرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر 164.4 نقطة في يوليو، بانخفاض قدره 1.7 نقطة، أو ما يزيد على 1 في المائة عن يونيو الماضي.
وقال عبدالرضا عباسيان، كبير الخبراء الاقتصاديين في «فاو» إن قراءة يوليو للمؤشر تعد الأدنى من نوعها منذ سبتمبر 2009، وتأتي في أعقاب ما يزيد على عام من انخفاضات متواصلة، بفعل وفرة إمدادات المعروض بشكل عام وضعف الطلب.
وفي بداية أغسطس الجاري، هبط مؤشر «تومسون رويترز سي .آر .بي» للسلع الأساسية، الذي يضم 19 سلعة أساسية، لأدنى مستوياته منذ 2003.
وفي يوليو الماضي، انخفض مؤشر «فاو» لأسعار منتجات الألبان، منفرداً، نحو 7.2 في المائة عن الشهر الذي سبقه، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى هبوط الطلب على الواردات من الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط وفرة إنتاج الحليب في الاتحاد الأوروبي، وهو ما أتاح إمكانية تصدير منتجات الألبان.
وتراجع مؤشر أسعار الزيوت النباتية في يوليو نحو 5.5 في المائة عن يونيو، مسجلاً أدنى مستوياته منذ يوليو 2009.
ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى هبوط أسعار زيوت النخيل العالمية، نظراً لزيادة الإنتاج في جنوب شرق آسيا، وتباطؤ الصادرات، وبصفة خاصة من ماليزيا، ومزيد من الانخفاض في أسعار زيت الصويا مع وفرة المعروض للتصدير في أميركا الجنوبية، وآفاق إيجابية للإنتاج العالمي في 2015/ 2016.
أما الاستثناء الوحيد، فكان أسعار القمح والذرة، التي ارتفعت للشهر الثاني على التوالي، لأسباب من بينها الطقس غير الجيد في أميركا الشمالية وأوروبا، وهو ما جعل المؤشر مستمراً في الصعود، لكن أسعار الأرز واصلت الهبوط.
وصعد مؤشر أسعار السكر 2.5 في المائة عن يونيو 2015، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى ظروف غير مواتية نسبيا في منطقة الإنتاج الرئيسة بالبرازيل.