
كتبت حنين أحمد:
مع إطلالة كل عيد ومناسبة، تزدحم الساحة المسرحية بالعديد من العروض، التي يكون بعضها مفيداً، فيما يفتقد بعضها الآخر لأدنى المقومات، من حيث التأليف والعناصر المكملة فيه، لتصبح مجرد حشو وتكرار.
ورغم أن العروض تتنوَّع وتكشف في كل موسم عن قدرات شبابية على صعيد التمثيل والإخراج والتأليف، فإن المسرح الكويتي لا يزال يعاني بعض الصعوبات، أبرزها عدم وجود مسارح كافية، والأهم من ذلك، افتقار بعض المسرحيات إلى الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور، وهذا ما يجعلها تصب في خانة الأعمال التجارية.
ولأن الشباب هم العنصر المستهدف من وراء العروض، كانت لنا وقفة معهم، لاستطلاع رأيهم، بما يقدَّم من عروض، وأبرز المشاكل التي يعانيها المسرح الكويتي. في البداية، اعتبر بدر دشتي، أن المسرحيات التي يتم عرضها في مواسم الأعياد ربحية تجارية، ولا تحمل أي هدف اجتماعي، مبيناً أن عدد المسارح في الوقت الحاضر كافٍ، ولا نحتاج إلى مسارح جديدة، إلا في حال عودة الحركة المسرحية إلى سابق عهدها، حيث كانت العروض هادفة، وتحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، وتجذب عددا كبيرا من الجمهور.. أما اليوم، فعدد الحضور قليل جداً، ولا يرقى إلى مستوى الطموحات.
من سيئ إلى أسوأ
وأكد ناصر الجناع، أن الحركة المسرحية من سيئ إلى أسوأ، وأصبحت مسرحيات الأطفال، هي التي تجذب الناس، وتقريباً هي الأنجح، ولاسيما مع غياب مسرحيات الكبار، بسبب الرقابة المشددة التي أفقدت المسرح الكويتي قيمته وروعته، خصوصاً أن المسرح الكويتي مشهود له في السابق، بما يطرحه من مواضيع على الساحة الاجتماعية بكافة المجالات بتوليفة كوميدية فكاهية.
وفي ما إذا كانت الساحة الكويتية بحاجة إلى مسارح جديدة، ردَّ بأنه لا يهم الكم، بقدر ما يهم الأداء والإبداع وروعة اتقان الفن المسرحي لإمتاع الجمهور.
ليست بالقدر المطلوب
وأعتبر عبدالله الرشيد، أن الحركة المسرحية في الكويت ليست بقدر ومستوى باقي مسارح العالم، لكن هناك مسارح تحاول ذلك، والكل يجتهد، مشيراً إلى أن مسارح الصغار تفتقد المضمون، بعكس مسارح الكبار، التي تتضمَّن رسالة وفكراً هادفاً.
ورأى أن ما نشاهده من عروض مسرحية في الوقت الحالي يتم بمجهود شخصي، وليس مدعوما من قِبل الدولة أو شركات خاصة بمسرح الكبار، باستثناء مسرح طارق العلي وعبدالعزيز المسلم، وفي الآونة الأخيرة برز اسم ثالث، هو مسرح حسن البلام.
وأوضح أنه رغم الصعوبات والمشاكل، فإن كثرة المسرحيات في الكويت أمر صحي، كونها تعكس طاقات شبابية، لكن يُستحسن أن تختصر العروض إلى مسرحيتين أو ثلاث.
غياب المسرح الجاد
ولفتت سالي جابر إلى أنه في السنوات الأخيرة لاحظنا غياباً تاماً للمسرح الجاد، في مقابل بروز المسرح التجاري، والسبب غياب الدعم الحكومي والرقابة التي تفرضها الدولة، التي تشكل السبب الرئيس في عزوف الكُتاب عن تأليف مسرحيات ذات بُعد سياسي، خوفاً من العواقب.
وكشفت «أننا – كشباب – نحتاج إلى عروض مسرحية تحمل معنى ورسالة، فلم نعد صغاراً ونرغب بعروض تروي شغفنا لمشاهدة أمور جديدة، وليست مسرحيات تم اقتباس نصوصها من روايات أجنبية وتستخف بعقولنا».
اهتمام أكبر بالمسرح
وتمنت لينا برهان، أن يكون هناك اهتمام أكبر بالمسرح، كونه يلعب دورا مهما في التعليم والثقافة، ويعلمنا كيفية مواجهة الحياة والتفاعل في المجتمع، مشيرة إلى أنه رغم وجود عناصر شبابية جادة، فإنها تحتاج إلى الدعم المعنوي والمادي، لتبرز قدراتها بشكل أكبر، داعية إلى ضرورة تفعيل الرقابة على المسرح التجاري، الذي لا يقدم أي نصوص جديدة أو هادفة، ومعظم مسرحياته تفتقر إلى العمق، وتضحك على عقولنا وتفكيرنا.
وبينت أن المسرح الكويتي يفتقر إلى الدعم ووجود صالات جديدة مجهزة، أسوة بمسارح الدول المجاورة، التي يُعد المسرح فيها وسيلة ثقافية توعوية.
غياب الكبار
وتساءلت سارة عاصي عن الأسباب التي تقف وراء غياب النجوم الكبار عن المسرح، كسعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وحياة الفهد وغيرهم، فهل السبب يتعلق بعدم وجود نصوص مسرحية مناسبة؟ أم عدم تلقيهم عروضا تليق بتاريخهم الفني؟ أم غياب الدعم الحكومي والخاص؟
ورأت أن هدف أي عمل مسرحي، هو تسليط الضوء على قضية معينة وتصحيح الاعوجاج، إلا أن ما نراه اليوم بعيد كل البعد عن الواقع والقضايا الشائكة التي تهم المجتمع والمشاكل التي يعانيها.
عدم أهلية المشرفين
وأشار مشعل المطيري إلى أن ما يعانيه المسرح الكويتي في الوقت الحالي يعود في قسم كبير منه إلى عدم أهلية مَن يتولى الإشراف عليه، لأن «أهل مكة أدرى بشعابها»، لذلك يجب توكيل مهمة تطوير المسرح إلى أصحاب الاختصاص، كونهم يعرفون خبايا الأمور، وهم الأجدر والأقدر على معالجة الأمور من منظور علمي ومهني، مطالباً بعودة مسرح الكبار، كونه الأكثر قدرة على تقديم أعمال ذات مضمون هادف.