إسرائيل قلقة من المباحثات الغربية- الإيرانية

الولايات المتحدة وايران

كتب محرر الشؤون الدولية:

أنهت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) الأربعاء الماضي، يومين من المفاوضات حول برنامج طهران النووي المختلف بشأنه، والذي قدمت إيران مقترحا حوله وصف بـ«المهم». في وقت أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، عن اتفاق القوى الكبرى وإيران على عقد الجولة الجديدة من المحادثات بشأن برنامج إيران النووي يومي 7 و8 نوفمبر المقبل.

وقالت عقب انتهاء اليوم الثاني من جولة المفاوضات في جنيف «المحادثات مع إيران كانت مهمة جداً وحددنا موقفنا بشأن عدة مواضيع»، مضيفةً «تطرَّقنا إلى تفاصيل كثيرة مع المفاوضين الإيرانيين أكثر من السابق، واتفقنا على عدم الكشف على تفاصيل المحادثات». وفي وقت تخشى إسرائيل، التي تُعد القوة النووية الوحيدة في المنطقة، أن تقبل مجموعة خمسة زائد واحد بتخفيف الحصار الاقتصادي والمالي الذي يخنق الاقتصاد الإيراني، وذلك تفاعلا مع ما تسميه «الخطاب المهادن» للرئيس الإيراني حسن روحاني. تحدثت مصادر أميركية عن أن العقوبات على إيران، ربما لن ترفع بشكل كامل أو جزئي مباشرة، لكن واشنطن تدرس مقابلة خطوات حسن النية الإيرانية، بخطوات حسن نية، كرفع الحظر عن بيع قطع غيار طائرات لإيران. وعلى الرغم من ذلك، فقد استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتلويح بتنفيذ هجوم احترازي على المواقع النووية الإيرانية. وواصل حملته ضد التفاهمات الغربية مع طهران، وقال إنه لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال إسقاط الخيار العسكري من الحسابات، لافتا إلى أن الضربة الاستباقية يجب أن تبقى على الأجندة، كما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرنوت الأربعاء الماضي.

في هذه الأجواء، يحاول الإسرائيليون استثمار ما يجري في المنطقة، بزعم أنهم لا يريدون أن تملأ روسيا وإيران الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وان هذا الأمر هو مصلحة مشتركة بين إسرائيل ودول الخليج العربية والأردن ومصر، ما أدَّى إلى تعاون بين هذه الدول، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية مع دول الخليج.

ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني الأربعاء الماضي، عن المسؤولين الإسرائيليين الذين وصفهم بأنهم المطلعون على العلاقات السرية بين إسرائيل ودول في المنطقة، قولهم بأنه «نشأت مصالح مشتركة داخل انعدام الاستقرار الإقليمي»، وبشكل خاص في ما يتعلق بمحاربة البرنامج النووي الإيراني.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، فإن قسماً من الدول العربية، يرى اليوم في إسرائيل أنها «بديل معين» للولايات المتحدة في الأداء اليومي في المنطقة، ومن الجهة الأخرى ترى هذه الدول العربية في إسرائيل جسراً لواشنطن، رغم الانتقادات داخل إسرائيل لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

من هنا كان قول أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة، إنه «لا توجد لدينا أي مصلحة بأن يدخل الروس أو الإيرانيون إلى هذا الفراغ»، وذلك تحت زعم أن «إسرائيل هي مرساة مستقرة وعنوان لعدد غير قليل من الدول التي ترى بها دولة ذات مصداقية، وتحافظ على الخطوط الحمراء التي وضعتها».

وأضافت الصحيفة أن «الفوضى في الشرق الأوسط أدَّت إلى نشوء مصالح مشتركة وثيقة في المواضيع الأمنية والسياسية»، وأن إسرائيل «باتت بنظر هذه الدول العربية عنواناً بكل ما يتعلق بالصراع ضد النووي الإيراني، الذي يهدد السعودية ودول الخليج والأردن ومصر، وللحرب ضد الإرهاب واتساع انتشار تنظيم القاعدة والتنظيمات الموالية له في سيناء وسوريا وأفريقيا، وكذلك في الصراع ضد المحور الإيراني ـ السوري».

وعلى هذا، يعول الإسرائيليون على أن يؤدي تخوف تلك الدول من الفراغ الحاصل في المنطقة، بسبب «المواقف الأميركية المرتبكة والمترددة»، للبحث عن «سند قوي وصادق يمكن التعاون معه» مثل إسرائيل، «حتى لو كان ذلك بصورة سرية».

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.