
كتبت حنين أحمد:
يُعد مد يد المساعدة للآخرين من أنبل الأعمال وأعظمها، ولا سيما إذا جاء من قِبل شباب في ريعان العمر، نذروا أنفسهم للعمل التطوعي، والمساهمة برسم البسمة على وجوه حزينة.
انطلاقاً من ذلك، لا تألو جمعية الهلال الأحمر الكويتي أي جهد لتقديم المساعدة لمن يحتاجها، عبر توزيع الإعانات ومختلف الاحتياجات التي تلبي متطلبات الأسر المتعففة داخل الكويت، من خلال برنامج المساعدات المحلية.
«الطليعة» التقت مسؤولة برنامج المساعدات الداخلية بجمعية الهلال الأحمر مريم يوسف العدساني، التي أطلعتنا بشكل مفصَّل عن الحملات التي يقومون بها، وحجم التبرعات والمساعدات وعدد الأسر التي تستفيد منها.
• حدثينا بشكل أكثر عن حملة المساعدات المحلية؟
– هي ليست حملة واحدة، بل عدة حملات، نقوم بها على مدار العام، ونوزع من خلالها العديد من الاحتياجات التي تقدمها لنا الكثير من الشركات، من مواد غذائية وأجهزة كهربائية وألعاب للأطفال وتجهيزات مدرسية.. وأكبر الحملات، هي التي نقوم بها بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف، التي تقدم لنا سنوياً دعماً كبيراً، وهو عبارة عن كوبونات شرائية يتم صرفها للأسر بالجمعيات التعاونية التي نتعاون معها، ويضم الكوبون مواد غذائية فقط.
وهناك عدة حملات شاركنا فيها في شهر رمضان، بالتعاون مع شركات: «نستله للمواد الغذائية» و«أمريكانا» و«المطاحن الكويتية» و«زين للاتصالات»، ونادي التكنولوجيا والأعمال في جامعة الخليح ومعامل «صيداوي للحلويات»، التي قدمت لنا «قرقيعان» لأطفال الأسر المحتاجة، فضلاً عن متبرعين آخرين وشركات أخرى.
حملات رمضان
• وماذا عن الحملات التي تقومون بها في شهر رمضان؟
– الحملات التي نقوم بها في شهر رمضان تعد من أكبر الحملات، وتتطلب عملاً وجهداً مضاعفين بشكل متواصل، حيث يكون العمل في رمضان أكبر وأكثر، لأن مَن يُرد تقديم الخير، يحرص على أن تكون في هذا الشهر الفضيل.
• كم يبلغ عدد الأسر التي تستفيد من هذه الحملات؟
– لدينا تقريباً 2000 أسرة على مدار العام، تابعة للأمانة العامة للأوقاف، ولابد من الإشارة إلى أن عدد الأسر المحتاجة في ازدياد.
• هل يتم تقديم المساعدات شهرياً؟
– كلا، كل فترة يتم تقديم مساعدات من خلال شركات راعية تبنت معاقين وأيتاما، وحالياً نقوم بتصميم كوبونات خاصة بالأيتام يتم صرفها شهرياً لمدة سنة.
• من هي الفئة الأكثر احتياجاً؟
– نقدم مساعدات لكل الجنسيات من كل الأديان، ولا يوجد لدينا تمييز ضد أي أحد.
• كم مضى على وجودك في مجال العمل التطوعي؟
– تطوعت في «الهلال الأحمر» منذ 7 سنوات.
إقبال كبير
• كيف تصفين إقبال الناس على التبرعات؟
– هناك إقبال كبير من قِبل المتبرعين، في مقابل تزايد عدد الأسر المحتاجة.
• كيف تتأكدون من أن التبرعات تذهب إلى مَن يستحقها؟
– نطلب الأوراق الثبوتية التي تثبت ضعف الحالة والأسرة محتاجة فعلا، كعقد إيجار وشهادة الراتب وخلو الزوجية للأرامل وشهادة طلاق للمطلقات والشهادات الطبية بالنسبة للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن الطلعات الميدانية التي نقوم بها، للتأكد من بعض الأمور التي نشك في صحتها.
• ما الصعوبات التي تواجهكم؟
– لا توجد صعوبات، وقادرون كفريق عمل على تسيير العمل والتغلب معاً على كل المعوقات التي تواجهنا.
• كيف ترين إقبال الشباب الكويتي على العمل التطوعي؟
– هناك إقبال كبير من قِبل الشباب على العمل التطوعي وحماس له.
• ما خطواتكم الجديدة؟
– ستكون في عيد الأضحى، وستتمثل بتقديم أضحية للأسر المحتاجة، فضلاً عن العديد من الخطوات الأخرى، لا يمكن الإفصاح عنها، لكن لدينا تعاقدات مع عدة شركات وبنوك.
متطوعون شباب
كانت لنا وقفة مع بعض الشباب المتطوعين في الجمعية، حيث كشفت داليا أبل، أن الجمعية أقامت أخيرا حفل قرقيعان، قامت من خلاله بتوزيع هدايا على الأطفال، وقد لمسنا مدى الفرحة والسعادة في عيونهم، واستمتاعهم بالأجواء التي وفرناها لهم، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة واليتامى. وأشارت إلى أنها حديثة العهد بالعمل التطوعي، الذي بدأته منذ أسبوع فقط، وقد فوجئت بالكم الهائل من التنظيم الذي يحظى به، وتخصص له يومياً من وقتها ما بين 3 إلى 5 ساعات.
ونصحت الشباب بالتطوع والمشاركة، كونه يتيح لهم فرصة الاحتكاك بفئات متنوعة من الناس، وتعلم كيفية التعامل معهم، متمنية أن تتاح لها في المستقبل الفرصة لمساعدة الناس خارج الكويت.
وكشفت أبل عن شعورها بسعادة كبيرة عندما تتاح لها الفرصة لمساعدة الناس ورسم الفرحة على وجوههم، مبينة أنها في المستقبل ستخصص وقتاً أكبر للأعمال التطوعية والمتابعة في هذا المجال.

سعادة كبيرة
اعتبر تركي المطيري، أن عملهم في حملة المساعدات المحلية يقوم على مساعدة الأسر المتعففة في الكويت من مختلف جنسيات، حيث يتم تقديم مواد غذائية لها.
وكشف أن هناك العديد من الشركات التي قدمت يد العون وساهمت في هذه الحملة، منها شركات: «زين للاتصالات» و«أمريكانا» و«المطاحن»، وكانت المساعدات مكونة من أساسيات غذائية، وتم تقديمها لنحو 2000 أسرة من كبار السن والمطلقات والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى. وبيَّن أن المساعدات والتبرعات لا تقتصر على موسم معيَّن، بل مستمرة طوال السنة، موضحاً أنهم كلما يتلقون تبرعات يقومون بتوزيعها تلقائياً. وعن كيفية توزيع المساعدات والضمان، بأنها تصل لمن يستحقها، قال المطيري: «تكون الأسر مسجلة لدينا، ونطلع على ملفاتها، ومَن يستحق منها يتم إرسال رسائل لها، لتأتي وتتسلم المساعدات. وأضاف: أشعر بسعادة كبيرة، كوني أساعد الناس، وبالتالي أحصل على الأجر، وحالياً معظم وقتي في فصل الصيف أستثمره في العمل التطوعي، الذي يأخذ من وقتي يومياً حوالي 3 ساعات، لكن في أحيان أخرى يتطلب وقتاً إضافياً.
وآمل أن تستمر جمعية الهلال بتقديم المساعدات للأسر المحتاجة، سواء داخل الكويت أو خارجها، ممن تعرَّضوا لكوارث طبيعية ونكبات. ورأى المطيري أن البعض يغفل أن هناك الكثير من الأسر المحتاجة في الكويت، ما يتطلب المزيد من التوعية والتشجيع للشباب للتطوع والمساعدة.

راحة نفسية
أشار حمزة الحريب إلى أن بدايته في العمل التطوعي كانت منذ 5 سنوات، وقد منحه ذلك احتكاكاً أكبر مع الناس والتقرب منهم، وبالتالي علَّمه الصبر.
وأوضح أننا بحاجة إلى تحفيز الشباب، وتشجيعهم على التطوع بشكل أكبر وأكثر، مبيناً أن الجمعية تقوم بدورها على أكمل وجه، من خلال إقامة الندوات للتوعية بأهمية العمل التطوعي.
وذكر أن سرَّ سعادته يكمن برؤية الناس سعداء، وأنه ساهم، ولو بجزء بسيط، في مساعدتهم، وهذا بالتالي ما يمنحه راحة نفسية كبيرة.
ولفت إلى أن أكثر ما يؤلمه، هو وجود عدد كبير من الأشخاص يفتقرون للتعليم.