تكفيريون استغلوا مساجد الكيربي.. وإرهابيون تربّوا على دروسها

مساجد الكيربي انتشرت في كل مكان
مساجد الكيربي انتشرت في كل مكان

بعد أن تزايد خطرها، وتبين للجهات المختصة أنها تعد أماكن لنشر التطرف والفكر التكفيري، أكثر منها دور عبادة، رفعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مذكرة إلى مجلس الوزراء، حول التجاوزات وكسر القوانين في مساجد الكيربي، مطالبةً بضرورة اتخاذ قرار عاجل بإزالتها وبناء مساجد أخرى بدلاً منها، تكون تحت إشراف «الأوقاف» بصورة كاملة.

وذكرت مصادر مسؤولة، أن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه المنعقد، أمس الأول، تشكيل لجنة لحصر مساجد الكيربي في المناطق المختلفة، ومن ثم تكليف فريق الإزالة إزالتها، عبر خطة زمنية، وسيتم وضع خطة لبناء مساجد دائمة وخاضعة للرقابة وإشراف الجهات المختصة في المناطق التي تستلزم ذلك.

تقرير الأوقاف

وذكرت المصادر أن وزارة الأوقاف ذكرت في تقريرها، أن مساجد الكيربي تنتشر في المناطق الخارجية والصحراوية، وقد أقيم العديد منها في السنوات الماضية بلا ترخيص من الجهات المختصة، وبلا إشراف من الوزارة المعنية بالشأن الديني، ومن ثم تبيَّن لاحقاً، أن بعض هذه المساجد استغلها تكفيريون في إقامة دروس دينية من شأنها بث التطرف والغلو والتشدد والترويج للفكر الإرهابي الذي يدعو إلى زعزعة أمن البلاد وتكفير العباد، واعتبار المجتمع كله كافراً، ما لم يطبق الشريعة الإسلامية، وفق تصورات هؤلاء التكفيريين.

كما حذرت الوزارة في تقريرها، من أنه بالتنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى وردت معلومات، أن بعض مساجد الكيربي المنتشرة في الوفرة والصليبية ومنطقة جواخير كبد، تستقطب العديد من الشباب، لضمهم إلى تنظيمات مشبوهة وجماعات تتبنى العنف والتطرف منهجاً في القول والسلوك.

ووفق المصادر، فإن بعض أعضاء خلية أسود الجزيرة الإرهابية كانوا يشرفون على إدارة مساجد من الكيربي، ولهم شيوخ وفقهاء يصدرون لهم الفتاوى التكفيرية.

وذكرت المصادر، أن بعض هذه المساجد البعيدة يحتوي على كتب للمتشددين، ويتم إعطاء الطلبة والشباب الذين يتم استقطابهم دروساً في التكفير، وكيفية مقاومة المجتمع الذي يخالف تعاليم الدين من وجهة نظرهم، وبعض هؤلاء التكفيريون كانوا يتواجدون في مناطق كبد والصليبية وتيماء، ومن ثم سافروا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

مفرخة للإرهاب

وأشارت إلى أن وزارة الأوقاف حذرت، مراراً وتكراراً، من خطر مساجد الكيربي التي تعد «مفرخة» للفكر الإرهابي، إلا أن جهات ومتنفذين كانت تقف في وجه أي محاولة لإزالة هذه المساجد، تارة تحت ذريعة أنه لا يجوز إزالة بيوت الله، وأخرى تحت مبرر أنها مجرد أماكن للصلاة في المناطق النائية، ومن ثم لا ضرر يأتي من ورائها، ولا يرتادها إلا المضطرون للصلاة فيها، لكن الواقع كذب كل هذه الذرائع، حيث تبيَّن لوزارتي الأوقاف والداخلية، أن إرهابيين تخرجوا في مدرسة مساجد الكيربي، واستغلها تكفيريون في نشاطهم المشبوه.

وكشفت المصادر، أن الكثير من الأشخاص الذين أُلقي القبض عليهم للاشتباه في صلتهم بالتفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، اعترف بعضهم بأنهم كانوا يرتادون مساجد الكيربي في مناطق برية لتلقي دروس دينية على أيدي فقهاء يتبنون الفكر الأصولي المتشدد، بهدف الدفاع عن الشريعة الإسلامية وفق تصوراتهم.

تراخي الحكومة

وانطوى تقرير «الأوقاف» عن مساجد الكيربي على معلومات خطيرة، تكشف تراخي الحكومة في التصدي لمخاطر التطرف منذ سنوات، رغم خطورة الأوضاع من حولنا، وتصاعد الموجات الإرهابية في المنطقة، حيث تبيَّن أن تلك لمساجد المشبوهة مقامة منذ عقود، وانتشرت بصورة غير مسبوقة في السنوات الخمس الماضية، وقد حذر كثيرون من خطرها.

وكان محافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد الأمير، وجَّه كتاباً إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، مؤكداً أنه لوحظ انتشار بعض المساجد المبنية من الكيربي في المناطق، مزودة بجميع الخدمات، من كهرباء وماء وصرف صحي، وفي بعض الأحوال لا تعرف الجهة التي صرحت بإنشائها، حيث أصبحت ظاهرة لا تليق بقدسية بيوت الله، وخاصة أن الدولة وأصحاب الأيادي البيضاء مستمرون في إنشاء وتشييد مساجد متميزة بهندستها المعمارية والإنشائية، والتي تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين، وتكون تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

لا رقابة

كما جاء في تقرير «الأوقاف»، أن بعض مساجد الكيربي تقام فيها خطب جمعة، بالمخالفة للقوانين واللوائح التي تنص على إقامة هذه الصلاة في المساجد المعتمدة فقط.. ونظراً لأنها لا تخضع لرقابة الجهات المختصة، فإنه لا يتم تسجيل هذه الخطب، وتبيَّن أن مضمون الكثير منها يدعو إلى تكفير فئة من أبناء المجتمع وإثارة البلبلة والفتنة الطائفية.

إلى ذلك، كشفت التحقيقات في التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق أخيرا، أن عن خلايا نائمة كانت تتخذ من مساجد كيربي مقار لعقد اجتماعتها، وإقامة دروسها المشبوهة.

الحكومة تجاهلت الخطر.. لأسباب خفية

الحكومة تجاهلت الخطر الكامن وراء الفكر التكفيري لأسباب مجهولة.

فقد أكدت مصادر مطلعة، أن التقارير التي تثبت مخاطر مساجد الكيربي والدروس المشبوهة التي تنتشر في مناطق خارجية مرفوعة على طاولة الحكومة منذ فترة طويلة، إلا أنها لم تحرك ساكناً.

وعقدت وزارة الأوقاف اجتماعا ضم قيادييها وكبار أئمتها، لمناقشة مخاطر مساجد الكيربي، وما يُبث فيها من دروس تكفيرية.

وذكرت المصادر، أن المناطق التي ينتشر بها مساجد الكيربي يكثر بها الترويج للأفكار المتطرفة والمتشددة، ومن ثم تستوجب الضرورة المسارعة إلى إزالتها.

وطالبت الوزارة الأئمة والخطباء بالإبلاغ عن أي شخص يشتبه بأنه متطرف أو يسعى إلى نشر التكفير.

ولفت المصدر إلى أن الأئمة والمؤذنين طالبوا «الأوقاف» بضرورة تحويل مساجد الكيربي تحت رقابة الوزارة، وبينوا أن بعض هذه المساجد أنشئت من قِبل أشخاص كانوا معروفين بانتماءاتهم الإرهابية.

وبيَّن الأئمة والخطباء في الاجتماع، أن هذه المساجد نُظّمت بها دروس كانت تدعو للتكفير والتشدد والغلو والفتن، لكنها لم تسجل، ولم تمنع، لأن هذه المساجد لا تخضع لأي رقابة.

وكشفت المصادر، أن «الأوقاف» خاطبت منذ فترة طويلة نظيرتها «الداخلية»، لتبيان مخاطر هذه المساجد، كما رفعت تقريرا إلى مجلس الوزراء، بالاستعجال في إزالة هذه المساجد، وإخضاعها لرقابة «الأوقاف»، إلا أن هذه المطالب لم تسر بالشكل المرجو، لأسباب مجهولة.

خطة مشددة لتأمين صلاة العيد

أعلنت وزارة الداخلية عن خطة مكثفة، لتأمين صلاة العيد في مناطق البلاد، مشيرة إلى اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، لتلافي أي محاولة للعبث بالأمن.

وقالت إن الخطة تقوم على نشر الدوريات في محيط المساجد ومصليات العيد، فضلاً عن إقامة نقاط تفتيش ثابتة ومتحركة في المناطق السكنية، لتأمين المصلين منذ لحظة وصولهم لأماكن إقامة صلاة العيد في المحافظات.

وقال مصدر أمني مسوؤل إن الخطة تقوم أيضاً على تأمين احتفالات العيد.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.