
بداية، نتقدَّم بخالص العزاء لأهالي شهداء تفجير مسجد الإمام الصادق، راجين الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر، ويجزيهم خير الجزاء على مصابهم الجلل.
أما اليوم، فنردُّ على عصابة «داعش».. نعم، وصلتنا رسالتكم المفخخة، وتحذيركم لنا، بمقدرتكم للوصول إلى قلب عاصمتنا، وتنفيذكم لتهديداتكم، بحصد أرواح أبنائنا الأبرياء، من دون تمييز بين طفل وشيخ طاعن بالسن، وبين مصلٍ ساجد لربه وقارئ للقرآن، وفي يوم جمعة مبارك وشهرٍ فضيل.
أما نحن، فلنا رسالة سنرد بها عليكم:
إننا نثق بقدرات رجال «الداخلية» الأكفاء، لكشف وإحباط مخططاتكم الخسيسة القادمة، ومَن يقف وراءها، تخطيطاً ودعماً وإسناداً وتنفيذاً، وسنفضح كل التفاصيل الدقيقة لجريمتكم النكراء.. لن نرحم فيكم أحداً، فأنتم رجس الواجب اجتثاثه، ويد آثمة المفروض بترها، حتى يطمئن أهل الكويت من استئصال فكركم التكفيري لكل مَن يعارض ضلالاتكم وجرائمكم وتفاهاتكم.
سيكون الحل الأمني بالصدارة، وكل شرذمة ضالة سيتم التحقيق معها وتقديمها للعدالة، متى ما تآمرت على أمن الوطن والمواطن، وثبت كيدها للوطن، شعباً ونظاماً، ولن تنفعكم حينها خطبكم الحماسية، ولا لحاكم الكثة، وقمصانكم القصيرة، فالكويت لن تكون ميداناً لغزواتكم المزعومة، أو منزلاً يؤوي ذئاباً بشرية، لا ذمة لها ولا دين، تتربص بالخاشعين في بيوت الله، مبررة دناءتها بمخالفة الآخرين لمعتقداتها الضالة، وتفسيراتها العليلة لمعاني الإسلام السامية.
الكويت كانت وستبقى دولة مدنية، تستهدي بالدستور، وتنضبط بالقانون، وتتساوى فيها الحقوق بالعدالة، ولن نسمح لكم بالعبث فيها، وجعلها سوقاً لفتاوى التكفير واستباحة الدماء الزكية، وستغدو الكويت شركاً فتاكاً لكل مؤامراتكم الدنيئة.
ردة الفعل من القيادة الأميرية، والحكومة وأطياف الشعب الوفي، تماهت مع روح المواطنة والمحبة المتبادلة، وفزعة التضامن والمواساة والشعور بحقارة الغدر لا يمكن وصفها، إلا بأخوة الوطن، تقديماً على أخوة الدم، فحاضرنا ومستقبلنا لا يقسم على اثنين.
رغم أنف العصابة الحاقدة، ستبقى مساجد الشيعة ملاصقة لمساجد السُنة، وسيبقى نعي الحسينيات على أهل البيت الكرام صداحاً، وسيأخذ منها أهل السُنة طعام البركة في ذكرى عاشوراء، وسيتزاوجون من بعضهم، ويتناسبون، كما اعتاد أجدادهم، ولن نلتفت إلى كلاب القافلة، فللقافلة رب يصونها ويسدد خطاها.