مثقفون: الأدب تنبأ مبكرا بما يجري.. وقرع ناقوس الخطر

عبد الوهاب سليمان
عبد الوهاب سليمان

استطلاع: هدى أشكناني
شهد مسجد الإمام الصادق هجوماً انتحارياً، أودى بحياة العديد من المصلين، الذين ماتوا أمام الله في بيته، صغاراً وكباراً.

ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة هجمات كانت قد نفذت قبل ذلك في المملكة العربية السعودية، ثم أخذت بالتوسع، حتى وصلت إلى الكويت.

ونظراً للظروف الصعبة والقاسية التي حلّت، كان لابد من وقفة جادة من المثقفين، للقول والتعبير عما يحدث في مثل هذه الأزمة.

طرحت «الطليعة» هذه التساؤلات حول ما جرى:

– هل تعتقد أن الأحداث الإرهابية الأخيرة لها أن تفرق صفوف الشعب الواحد؟

– تنبأت بعض الأعمال الأدبية بأحداث قادمة.. كيف يمكن أن تفيد هذه التنبؤات في القضاء على الحدث واستئصاله؟

– ما الدور الذي ينبغي على المثقف القيام به في ظل الظروف التي تحاصر وطنه؟

– العمل الإجرامي الذي حدث بمسجد وفي رمضان، كيف يمكن تفسيره؟ لماذا يحاربون باسم الله في بيته؟ ما الهدف من كل ذلك؟ وهنا بعض الآراء:

يجد القاص عبدالوهاب سليمان، أن هذا الاعتداء السافر لن يفرق بين أبناء الوطن، لأنهم معرَّضون جميعا؛ هم ووطنهم، لخطر الإرهاب من دون تفرقة.

وعن الأعمال الأدبية، يقول: يمكنها تنبؤ واستشراف الإرهاب، ويمكنها البحث في جذوره.. أما القضاء عليه واستئصاله، فهو دور المجتمع المدني، فالأدب هو قارع للجرس، والمجتمع عليه تلبية النداء.

وحول دور المثقف، يؤكد سليمان أن على المثقف استنكار جميع أعمال العنف، بكافة أشكاله، سواء في بلده أو غيره، والتأكيد على ضرورة التعايش السلمي، وتعزيز وجود الدولة المدنية الحديثة، التي لا تقوم على أسس مذهبية أو دينية، والدعوة إلى سلامة الأوطان والشعوب من دون تمييز.

ويوضح أن الهدف الأساسي من هذه العمليات الإرهابية، هو إدخال المنطقة في فوضى طائفية، لمصلحة مشاريع سياسية ودينية، لا يمكن لها أن تكون أساسا للتعايش السلمي.

بدر بن غيث
بدر بن غيث

فرصة للردع

الفنان الكاريكاتوري بدر بن غيث، يقول إن ما تعرَّضت له الكويت من محن زاد من تلاحم وتكاتف الكويتيين، وهذه فرصة لردع الفعل الإجرامي، من تفتيت الشعب وتعريضه للفتن.

وعن الأعمال الأدبية، يقول: عالجت الأعمال الأدبية والفنية قضايا المجتمع بعمق ودقت ناقوس الخطر، ومن المفيد أن يُعاد النظر بدور الفنون والآداب في تهذيب وتوحيد صفوف المجتمع.

ويوضح بن غيث، أن دور المثقف لابد أن يمارسه في مجتمعه، من خلال بث الوعي، والتعقل بين صفوف الشعب.

وحول العمل الإجرامي، يقول: الإرهابيون يبحثون عن أي موقع وثغرة بالمجتمع، ليستغلوها، وهذا الحادث لن يكون لصالح الإرهاب، بل هذه فرصة لنتوحد.. اختيارهم لدور العبادة ولأماكن التجمعات العامة، دليل ضعفهم لا قوتهم.
ويضيف: إذا كان الغرض زرع الرعب والذعر والفتنة، فليقرأ الإرهابيون كيف تصدَّى المجتمع الكويتي، بكامل صفوفه، لأي حدث إرهابي وإجرامي.

خالد النصر الله
خالد النصر الله

رسالة توعية

الروائي خالد النصرالله، يرى أن الشعب الكريتي التفَّ حول بعضه في أزمات أشد من هذه، وكل فرد على هذه الأرض يعرف أننا مهما اختلفنا تبقى الكويت فوق الجميع.
وحول تنبؤات الأعمال الأدبية بالأحداث، يقول: الأعمال الأدبية تكتب من وحي الواقع، وهي تؤدي رسالتها نحو الرقي بالوعي والتصدي لهذه الأعمال الشاذة، التي لا تمت للدين أو للإنسانية بصلة.

أما عن دور المثقف، فيوضح النصرالله، أن المثقف مواطن كأي فرد، عليه الدفاع من موقعه وبأدواته المتاحة، ليعيش الجميع في سلام على أرض محبة للجميع. ويضيف: هذه جماعات سياسية مدعومة من جهات مستفيدة تأخذ من الدين شعارا وغطاء لها لا أكثر.

أزمة ثقافة

عبد الله الفلاح
عبد الله الفلاح

فيما يبدي الشاعر عبدالله الفلاح رأيه في الأحداث، وإذا ما كانت قادرة على تفكيك المجتمع، فيقول: «من الصعب ذلك، لكن على الشعب أن ينتبه جيداً لهذا الأمر، وألا ينجر وراء أي خطاب طائفي، لأن كل فرد سيتبع أي خطاب تحريضي سيكون أحد ضحاياه».

وحول تنبؤ بعض الأعمال الأدبية بأحداث قادمة، يجد أنه مشروع قائم منذ سنوات، وما قدّم في الأعمال الأدبية، ما هو إلا استشراف للمستقبل.

ويضيف: «الكاتب يقدم ما لديه، وعلى البقية الانتباه لذلك، لكن هذه الأعمال ساعدت في التقليل من هذه الأحداث».

وعن الدور الذي يقوم به المثقف، يؤكد عبدالله الفلاح، أننا نشكو من أزمة ثقافة، قبل أن تكون هناك أزمة مثقف، ويوضح بالقول: «المثقفون عندنا بعضهم لا يخلو من الطائفية، والبعض الآخر يكرّسها بغباء، تحت مفهوم الإنسانية، هذا إذا استطعنا أن نسميهم مثقفين أصلاً، إن لم نقل إنهم أكوام من الخواء».

ويستطرد قائلاً: أما ماذا على «المثقف-الإنسان» أن يقوم به، فهو لا يحتاج إلى إرشاد أو توجيه منا، فهو يكرّس القيم الإنسانية، بعيداً عن الخطاب الطائفي أو الفئوي، مؤمناً بأن الدين لله والوطن للجميع، لكن على السلطة أن تلتفت للمثقفين، فهم من يستطيعون قراءة المشهد بشكل أعمق من بعض المستشارين أو النواب أو السياسيين الذين لا يرون أبعد من مصالحهم، وأن تفهم من خلال المثقفين ما هو الخطاب الذي يجب أن يكرّس في المجتمع.. ومن هذا الفهم تتم حماية الوطن والمواطن.

فعل سافل

وحول رأيه بهذا العمل الإجرامي الذي حدث في مسجد وفي رمضان، وكيف يمكن تفسيره، ولماذا يحاربون باسم الله في بيته، وما الهدف من كل ذلك، يعبّر الفلاح عن ذلك بالقول إن ما حدث في الكويت فعل سافل، لكن ردة الفعل كانت واضحة من قِبل الشعب، الذي صلى عدد من أبنائه؛ سُنة وشيعة، في ذات المسجد، وبعد ساعات من الانفجار.

ويُكمل: أما لماذا يحاربون باسم الله، فالله أكرم وأجلّ، وهؤلاء يحاربون باسم جهلهم، والهدف هو إعادة تشكيل المنطقة لمصلحة الصهيونية الجديدة، وتفتيت هذه الأمة، ومحو هويتها، بمساعدة الجهلة.

ويختتم بالقول: ألا يكفي ما قيل عام 2006 «سنصنع لهم إسلاماً جديداً يناسبنا».. فعلينا أن نستفيق!

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.