
ليس مبلغاً كبيراً، وبمقاييسنا يُعد مبلغا تافها، لا يستحق الوقوف عنده، ومع ذلك أثار مبلغ ما يقارب الـ 6500 دينار، زوبعة كبيرة في فرنسا، لا تزال آثارها مستمرة حتى الأسبوع الماضي.
الحزب الحاكم الاشتراكي يعقد مؤتمره السنوي بمدينة بواتيه الفرنسية، بحضور رئيس مجلس الوزراء إيمانويل فالس، ويوم السبت (6 يونيو) كانت تقام مباراة الدوري الأوروبي بين الفريق الإسباني برشلونة، والإيطالي «اليوفي»، استقل رئيس الوزراء طائرة «جت» خاصة مع اثنين من أبنائه، لينتقل على حساب الدولة من المدينة الفرنسية إلى برلين، حيث تقام المباراة.. عملية استخدام الطائرة الخاصة كلفت هذا المبلغ، الصحافة كانت ترصد هذه الرحلة، صورة وخبرا، منذ توجهها إلى برلين، ثم العودة مجدداً إلى بواتيه، بعد انتهاء المباراة.. هنا ثارت ثائرة الأحزاب الفرنسية على استخدام طائرة خاصة، لتلبية دعوات غير رسمية، واعتبرتها نوعا من التبذير المالي، واستغلالا للنفوذ من شخص مسؤول عن تخفيض المصروفات الحكومية، كما يدعي في توجهاته الاقتصادية، ولم يتوقف الأمر عند الصحافة، بل تمَّت مناقشة الموضوع في البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، بهجوم شرس من أعضاء في أحزاب المعارضة.
فالس رئيس الوزراء دافع عن نفسه قدر المستطاع، مبرراً استخدامه طائرة «الجت»، بأنه كان سيلتقي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشل بلاتيني، وليس لمشاهدة المباراة الموعودة.
تبرير لم يلقَ إطلاقاً قبول المعارضة، أو يقنعها بموجباته، وقد تستمر زوبعة «الجت».
الانتخابات الرئاسية الفرنسية ليست تماماً على الأبواب، بل في بداية الطريق، حيث ستجرى في عام 2017، ولكن حرارتها على الأبواب، أو على عتبتها تماماً، لذا، فأي خرق بالسلوك من هذه الجهة أو تلك، سوف يكون تحت الأنظار المكبرة، أو حتى المتابعة بالميكروسكوب، والمعركة الرئاسية متاح لها استخدام كافة أنواع الأسلحة، وعلى كل طرف السير على «عجين»، من دون ترك آثار، حتى لا تُستغل من الطرف الآخر.
(م.غ)