
كتب دلي العنزي:
انتهت انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، بتتويج السويسري جوزيف بلاتر، للمرة الخامسة على التوالي، بعد أن دخل في منافسة مع الأمير الأردني علي بن الحسين، حيث جمع بلاتر 133 صوتاً لصالحه، في مقابل 73 صوتاً لصالح الأمير علي في الجولة الأولى، حيث كان من المقرر أن تكون هناك جولة ثانية، لكن قرار الأمير علي جاء بالانسحاب، لمعرفته بالنتائج التي لن تجدي نفعاً.
وبذلك، يكون السويسري جوزيف بلاتر قد نصّب للمرة الخامسة على التوالي كرئيس لأكبر اتحاد لكرة القدم (فيفا).. ورغم الأصوات التي طالبته بالتنحي عن الرئاسة، نظراً للاتهامات بالرشى، التي طالت «فيفا»، خصوصاً ملف تنظيم روسيا وقطر لبطولتي كأس العالم (2018 و2022)، وهو الأمر الذي ذكره بلاتر، حيث قال: لولا فوز روسيا وقطر بتنظيم كأس العالم، لما حصل هذا التنازع.
القصة كاملة
الأمير علي بن الحسن تولى عدة مناصب رياضية، منها رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، وكذلك نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا.
ولا يخفى على أحد الدعم الذي قدمه الشيخ أحمد الفهد للأمير علي في تولي منصب نائب الرئيس في الاتحاد الدولي، ومن المعروف أن الأمير علي يُعد أحد المقرَّبين من رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني، الذي كان يتمنى سقوط السويسري جوزيف بلاتر من منصب رئيس «فيفا»، كما أن الشيخ أحمد الفهد يُعد أهم الداعمين للسويسري جوزيف بلاتر، حيث سبق أن صرَّح بأنه يدعم بلاتر للفوز برئاسة خامسة، ومن هنا بدأت الأمور تأخذ منحى غير متوقع.. فبحكم دعم الشيخ أحمد الفهد للأمير علي بن الحسين في السابق، ودعمه كذلك لجوزيف بلاتر، أصبح الدعم على مفترق طرق، بعد نزول الأمير علي منافساً وحيداً لبلاتر على منصب رئاسة «فيفا».
ورغم محاولة ثني الأمير علي عن الترشح، التي لم تنجح، اختار الشيخ أحمد الفهد مواصلة الدعم لجوزيف بلاتر، الذي من المؤكد كانت حظوظه أقوى بكثير من منافسه، وقد أشارت مصادر إلى أن الفهد تمكن من ضمان أكثر من 40 صوتاً لصالح بلاتر، الأمر الذي ساهم بنسبة كبيرة في فوزه، رغم الأحداث التي عصفت بـ»فيفا» قبيل ساعات من إجراء الانتخابات، حيث تم اعتقال 6 مسؤولين في «فيفا» بالأراضي السويسرية، من أجل تسليمهم للولايات المتحدة الأميركية، بتهم تتعلق بالفساد وغسل الأموال والرشى، وكذلك اعتقال ثلاثة رجال أعمال في الأرجنتين، اتهموا بتقديم رشى، من أجل الحصول على حقوق بث مباريات كرة القدم، بل إن الأمر وصل إلى خروج البيت الأبيض بتصريح حول إقصاء بلاتر من «فيفا» (هذا القرار متروك لأعضاء المؤسسة التي تشهد الآن بعض الاضطرابات).
وحتى وقت الانتخابات، كانت أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا تقف إلى جانب الأمير علي بن الحسين، في حين كانت آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ودول الأوقيانوس وروسيا تقف إلى جانب جوزيف بلاتر.. ورغم الاضطرابات التي عطلت التصويت عدة مرات، من البلاغ الكاذب بشأن وجود قنبلة في المبنى، ومحاولة محتجين من اقتحام مبنى الاتحاد، فإن التصويت تم إجراؤه بمشاركة 209 اتحادات، ولتنتهي الجولة الأولى لصالح بلاتر بفوز كاسح بـ 133 صوتاً، مقابل 73 صوتاً للأمير الشاب علي بن الحسين، وليتقرر إجراء جولة ثانية لحسم الأمور، قبل أن يقرر الأمير علي الانسحاب، وينصب بلاتر رئيساً لـ»فيفا» للمرة الخامسة على التوالي.
قالوا
بعد الانتهاء من حسم الرئاسة مباشرة، أدلى بلاتر بتصريح، قال فيه: سأهنئكم لو أعطيتم أصواتكم للأمير علي، حيث كان مرشحاً جيداً، لكنني الآن رئيس للجميع، وفي نهاية ولايتي الخامسة سأسلم الاتحاد لرجل قوي من بعدي.. أنا لست مثالياً، ولا أحد مثاليا، يجب علينا العمل معاً، للوصول إلى المثالية.
وقال الأمير علي بن الحسين، بعد الانسحاب من الجولة الثانية: أشكر كل مَن وقفوا إلى جانبي وأعطاني صوته، ووثق بي. ووصف الأعضاء الذين منحوه صوته بالشجعان.
وقال الشيخ أحمد الفهد: إن جوزيف بلاتر، هو الرجل المناسب لهذا المنصب.. والأمير علي رجل جيد، ومثل شقيقي، وأنا أعمل معه، وكنت داعمه الأساسي في الماضي، وأمامه مستقبل جيد، لكني أعتقد أنه كان متعجلاً قليلاً، حيث كان ينبغي أن يحصل على دعم آسيا في البداية.
انتقادات
ولم تتوقف حملة الانتقادات مباشرة بعد فوز بلاتر، حيث قالت صحيفة ديلي ميل الإنكليزية إن فوز السويسري بلاتر خسارة لكرة القدم العالمية، وإن النتيجة واحد – صفر لصالح بلاتر.
في حين قال المرشح المنسحب لرئاسة الفيفا لويس فيغو: إن فوز بلاتر بولاية خامسة، هو يوم أسود جديد في «فيفا»، حيث خسرت الكثير في هذه الانتخابات، وإن بلاتر كان يعلم جيداً بالفساد والنفوذ والابتزاز الذي يتم داخل «فيفا».
وفي السياق ذاته، علَّق رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي بلاتيني، قائلاً إنه فخور بأن قارته قادة الحركة الداعمة للتغيير من داخل «فيفا».
نية مشروعة
وتشير أغلب التوقعات إلى نية الشيخ أحمد الفهد خوض الانتخابات القادمة، وبدعم من الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر، خصوصاً أن الأخير في عمر الـ79 الآن، أي سيكون في عمر الـ83 في الانتخابات القادمة.
ومع وقوف الفهد مع بلاتر، والمصادر التي أكدت أن الفهد جير أكثر من 40 صوتاً لبلاتر، فمن المؤكد أن الأخير لن ينسى هذا الموقف، خصوصاً بعد أن تخلَّى عنه أصدقاؤه الأوروبيون، حيث يُعد الفهد، وهو عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، أحد أبرز الشخصيات الرياضية، وأثبت ذلك في الانتخابات الأخيرة، ومن المتوقع والبديهي وقوف قارات معه، مثل آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بسبب الاستفادة التي تقدم لهذه الدول الفقيرة في أغلب الأحيان من «فيفا»، حيث يتم صرف هبات نقدية لها لتطوير رياضة كرة القدم، وبدعم شخصي من جوزيف بلاتر نفسه، وهذا الأمر كان له أثره في فوزه بالرئاسة.
بلاتر في سطور
السويسري جوزيف بلاتر من مواليد 1936، وهو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ عام 1998، حيث خلف البرازيلي جواو هافيلانج، وأُعيد انتخابه رئيساً للمرة الخامسة على التوالي، وحاصل على بكالوريوس في الاقتصاد والإدارة من جامعة لوزان بسويسرا، وفي عام 1975 انضم إلى «فيفا»، وأصبح مديراً لبرامج التطوير، وفي عام 1981 عين أميناً عاماً لـ»فيفا»، ثم مديراً تنفيذياً في عام 1990، ومن أهم أفكاره في كرة القدم، استبدال الهدف الذهبي بالهدف الفضي، كذلك عدم تأهل حامل لقب بطولة كأس العالم إلى البطولة المقبلة.