جريدة الطليعة كويتية أسبوعية سياسية جامعة
محمد الغربللي:
في تغريدة له على «تويتر»، كتب الشاعر مريد البرغوثي «العبقري الشهيد ناجي العلي رسمنا منذ سنوات بعيدة كأنه يرسمنا اليوم»، وأورد في تغريدته رسما كاريكاتيريا للشهيد ناجي، يمثل حلبة ملاكمة، والملاكم في الحلبة يبدو مرتاحاً ضاحكاً، فيما العرب بملابسهم الوطنية المختلفة، يتبادلون اللكمات خارج الحلبة!
كاريكاتير رسمه ناجي العلي قبل وفاته في أغسطس عام 1987، وحينها لم يكن الاقتتال العربي – العربي على النحو الذي نشهده حالياً، وإن كان الصراع في تلك السنوات يجري خفية أو بالوسائل الناعمة أو بقدر خافت من المؤامرات، في حين أصبح الآن على المكشوف، وبكافة أنواع الأسلحة، بما في ذلك المحرَّمة منها.
الشهيد ناجي العلي استقرأ المشهد العربي، ولم يكن يعتقد أن يغدو بهذه الصورة التي نعيشها في هذا الزمن، ويبدو أن المتصارعين حول الحلبة نزعوا قفازات الملاكمة، واستبدلوها بسكاكين حادة تسيل الدماء، ولا يزال الإسرائيلي وحيداً في الحلبة، ليس واقفاً، بل على عرش حريري، يستمتع بهذا المنظر.
وعلى ذكر الشهيد ناجي العلي، قامت قناة الميادين اللبنانية، أخيرا، بعرض بانورامي لبعض رسوماته، التي لا يغيب عنها «حنظلة»، وبشكل متحرك، يروي الواقع العربي، الذي كان ومآسيه واستمراره على هذا الوضع وترديه، رسومات لزمن ماضٍ وقائم، وكأن عقارب الساعة متوقفة في عالمنا العربي، أو أنها راجعة للخلف، ونخشى وصولها لحروب داحس والغبراء، في ظل الانقسام والتقسيم وتجزئة المجزأ والتفتيت.. هكذا هو الشهيد ناجي العلي، ذو المقالات الحارقة، بالرسم والريشة، دائماً، ما زال حيا، بأفكاره ورؤاه وضميره حنظلة.
