اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطينية : انتصار رمزي على طريق تحقيق حلم الفلسطينيين

ترجمة: ظافر قطمة
تناولت صحيفة نيويورك تايمز التطور اللافت، المتمثل بتوقيع الفاتيكان معاهدة تعترف بدولة فلسطينية، ورأت في ذلك القرار نصراً رمزياً للفلسطينيين، وخطوة بارزة على طريق تحقيق الحلم المنشود.

وقالت «نيويورك تايمز» في مقال افتتاحي نشرته في الخامس عشر من الشهر الجاري، إن التأثير العملي لقرار الفاتيكان توقيع معاهدة تعترف بدولة فلسطين، مسألة قابلة للنقاش، ولكنه يشكل انتصاراً رمزياً للفلسطينيين، الذين يكافحون لتحقيق حلمهم في قيام دولتهم الفلسطينية، وهو الحلم الذي أعاقت تحقيقه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكانت الفاتيكان عاملت بشكل فعلي فلسطين مثل دولة منذ صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 2012 على الاعتراف بفلسطين بشكل مراقب غير عضو في المنظمة الدولية. وكانت تشير بشكل غير رسمي إلى دولة فلسطين منذ عام على الأقل. ولكن المعاهدة الجديدة، التي تعالج قضايا مثل الممتلكات والضرائب وبروتوكول المواقع المقدَّسة، سوف توضح أن الفاتيكان قد حولت بصورة رسمية علاقاتها الدبلوماسية من منظمة التحرير الفلسطينية، التي وردت في مسودات سابقة، إلى دولة فلسطين.

وقال تعليق الصحيفة إن الإعلان الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، يأتي في لحظة كئيبة بصورة خاصة بالنسبة لجهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكانت المفاوضات التي جرت بقيادة أميركية قد انهارت قبل ثلاثة عشر شهراً، وتشهد إسرائيل تشكيل حكومة تعد الأكثر تشدداً وعداءً لحل الدولتين، وبقدر يفوق سابقاتها.

وسبق أن أعلن نتنياهو، عشية انتخابات 17 مارس الماضي، وبشكل صريح وجلي، أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية خلال فترة ولايته، وفيما خفف في وقت لاحق من موقفه تبدو إمكانية تحقيق أي مبادرة لمفاوضات جادة معدومة تماماً.
وقد أغفلت الخطوط الإرشادية للحكومة الإسرائيلية الجديدة حتى مجرد تعبير «دولة فلسطينية».

تبعات التوسع الاستيطاني

وقال التعليق إن العديد من الخبراء يعتقدون أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية جعل إقامة دولة فلسطينية متماسكة عملية شبه مستحيلة. ودفع هذا كله الشعب الفلسطيني إلى نيل اعتراف دولي ودعم للسيادة والضغط على إسرائيل، من أجل الدخول في محادثات في نهاية المطاف.
ولم يكن مفاجئاً أن إسرائيل أعربت عن خيبة أملها من قرار الفاتيكان، وقالت إنه لن يسهم بالتقدم نحو السلام.

وكان مورتن كلاين، وهو رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا، أقل تحفظاً، حيث أبلغ صحيفة واشنطن بوست، أن المعاهدة تمثل عودة «للعداء الكاثوليكي التاريخي نحو اليهود».

ولكن البابا فرانسيس، أوضح أنها تهدف إلى تحسين العلاقات مع الديانات الأخرى، ووصف الروابط الروحية بين الكاثوليك واليهود بأنها «خاصة جدا»، كما شجب في الشهر الماضي الحوادث المعادية للسامية في أوروبا، وصرح بأن على المسيحيين واليهود الدفاع معاً في وجه التمييز والاضطهاد. وأبرز من جديد التزاماً بالقضايا الاجتماعية والإنسانية وتحدث من خلال سلطته المعنوية عن الحاجة إلى مواجهة عدم المساوة في شتى أنحاء العالم.

اعترافات دولية

وفيما ينطوي إعلان الفاتيكان على أهمية خاصة، غير أنه لم يكن الحكومة الوحيدة التي تعترف بفلسطين، فقد اعترفت نحو 135 دولة بدولة فلسطين منذ سنة 1988. وفي أكتوبر الماضي اعترفت السويد، رسمياً، بالدولة الفلسطينية، وخلال الأشهر الأخيرة حثت برلمانات في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا حكوماتها على القيام بخطوات مماثلة، وفي غضون ذلك، تبذل جهود دولية، من أجل زيادة الضغط على إسرائيل، عن طريق المقاطعة وقرارات من الأمم المتحدة.

وخلص التعليق إلى القول إن اتفاقاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول حل الدولتين هو الفرصة الأفضل، من أجل تحقيق العدالة والسلام، ولكن في ضوء الانهيار التام للمفاوضات، فإنه من المرجح أن تقدم حكومات أخرى، من خلال دعم مطالب الشعب الفلسطيني، بقبول فلسطين كدولة بصورة رسمية.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.