
كتب دلي العنزي:
أسدل الستار على الدوري الكويتي، وانتهى بأحداث درامية لم تكن لتخطر على بال أحد من عشاق كرة القدم الكويتية.
فبعد أن كان العربي متصدراً الدوري طوال مراحله، وكاد يلامس اللقب، الذي افتقده في خزائنه لأكثر من 12 عاماً تقريباً، إلا أنه في آخر جولتين انقلب الأمر رأساً على عقب بالنسبة لـ «الأخضر»، فقد تمكن نادي الكويت من استغلال تعثر العربي وانتزاع الصدارة منه بكل جدارة بفارق المواجهات.
بطل الدوري
فعلى الرغم من تصدر العربي للدوري منذ انطلاقه، فإن نادي الكويت، بقيادة المدرب المخضرم محمد إبراهيم (مدرب القادسية السابق)، تشبث بآماله، حتى آخر الجولات من بطولة «فيفا ليغ»، ولم يلتفت إلى حجم فارق النقاط بينه وبين العربي، واستمر في ضغطه المتواصل على العربي، حتى حقق مراده، وما يُحسب لبطل الدوري، نادي الكويت، أنه لم يتعرَّض لأي خسارة طوال فترات البطولة، كذلك امتلك أفضل خطي هجوم ودفاع في البطولة.
وبالنظر إلى هذه الأرقام، لا نستغرب من تفوق الكويت على الجميع، خصوصاً منافسه في هذه المرة، وهو نادي العربي.
وبعيداً عن الأرقام والإحصائيات، أحد أهم أسباب وعوامل تمكن الكويت من خطف اللقب، هي إدارة النادي، التي تعاملت مع الظروف التي مرَّ بها الفريق بكل هدوء، وبعيداً عن الضجة الإعلامية المصاحبة لبعض المباريات، فلم نشاهد المسؤولين والقائمين على فريق الكرة بنادي الكويت يخرجون بتصريحات غير مناسبة، والتي قد تشكل ضغطا على لاعبي الفريق، بل بالعكس، فقد تعاملوا مع المباريات، كل على حدة، ولا ننسى هنا الإشارة إلى الجهاز الفني في الفريق، بقيادة المدرب محمد إبراهيم، الذي تمكن على المستوى الشخصي من تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي، من دون أي خسارة، فبالإضافة إلى نتائج الكويت هذا الموسم أيضا، ورصيده الموسم الماضي حين كان مدربا لنادي القادسية، حصوله على لقب الدوري، ومن دون أي هزيمة كذلك، وهذا إنجاز يحدث للمرة الأولى في تاريخ الدوري الكويتي، ويسجل باسم المدرب القدير محمد إبراهيم.
العربي
لا يمكن للعربي أن يلوم أحداً على ضياع لقب الدوري منه في هذا الموسم، بعد أن كان الأقرب له، وتصدره في معظم جولاته، إلا نفسه، فالفريق كان المرشح الأوفر حظاً لانتزاع اللقب، الذي افتقده لأكثر من 12 عاماً، حيث تمكن في بعض جولات الدوري المنصرم من توسيع الفارق بينه وبين ملاحقه الكويت إلى سبع نقاط، تقريبا، ولا ننسى الدعم الجماهيري الذي تلقاه الفريق هذا الموسم، فالجماهير كانت تملأ مقاعد جميع مباريات العربي، بل وابتكرت طرقاً جديدة للتشجيع، كل هذا أملا في مساعدة الفريق والأخذ بيده، إلا أن «الأخضر» خيَّب الآمال، خصوصا في الجولات الأخيرة، وهذه الخسارة للقب الدوري في هذا الموسم لم تأتِ من فراغ، بل كانت لها أسبابها، لعل أبرزها ازدياد الضغط على لاعبي الفريق، لدرجة أن مسؤول فريق الكرة صرَّح بأن القادسية إذا خرج بنقطة، فإنه سيقدم استقالته، وهو تصرف غريب وفي توقيت غير مناسب.
ويبدو أن إدارة الفريق لم تتصرف باحترافية مع ظروف العربي، حتى في التشكيك بنتيجة مباراة القادسية والكويت، التي انتهت لصالح الكويت بهدف يتيم، فعندما تطلع على تصريحات الإدارة في نادي العربي، توحي وكأن الكويت خطف اللقب، وذلك قبل جولتين من انتهاء عمر الدوري والمنافسة، بالإضافة إلى أن المدرب بونياك، رغم أنه متميز هذا الموسم مع الفريق وحصل على لقب كأس ولي العهد، فإنه لم يُحسن التصرف في أهم مباريات الدوري، وهي مباراة الكويت، التي كانت ستضمن له اللقب في حال فوزه، لكن الفريق والمدرب ضيعا الدوري في تلك المباراة، ثم مباراة القادسية التي انتهت بالتعادل السلبي، والتي تأثر بها بالتغييرات، ما تسبب في انزعاج الجماهير التي حضرت للقاء.
عموماً، ما حصل لـ «الأخضر» هذا الموسم كان درساً كروياً، وبالتأكيد لم يكن بالمجان، فقد دفع الدوري المحلي ثمناً له، ويجب على الإدارة في النادي أن تكون أكثر احترافاً في المواسم القادمة، وألا تنجرف خلف التصريحات المثيرة والمستفزة، والتي تنعكس على لاعبي الفريق.
القادسية
يبدو أنه دوري للنسيان لنادي القادسية، الذي كان طوال المواسم الماضية يتأرجح مركزه بين الأول غالباً والثاني، فالفريق ابتعد عن المنافسة، وأفسح المجال للعربي والكويت للتصارع على اللقب، وإن كان القادسية هو مَن حدد هوية البطل، بشكل أو بآخر، من خلال لقاءي الكويت أولا والعربي ثانيا، إلا أن الفريق مع انتهاء الدوري وجد نفسه يقبع في المركز الرابع، في منافسة مع السالمية والجهراء، وهو مركز لا يليق بإنجازاته في السنوات الأخيرة، خصوصا أن القادسية حصل هذا الموسم على لقب كأس الاتحاد الآسيوي، لكن كلمة حق يجب أن تقال، فالقادسية منذ تخليه عن المدرب محمد إبراهيم، وهو غير مستقر من ناحية المدربين، ويكفي أن الكابتن محمد إبراهيم حقق النجاح بعد الرحيل عن القادسية، والعكس صحيح للقادسية، كذلك إدارة الفريق تعرضت لضغوط كبيرة، خصوصا بعد سداسية السالمية، وهي الأكبر للقادسية، الأمر الذي عجَّل برحيل مدربهم أنطونيو، والتعاقد مع الكابتن راشد بديح.
الشاهد من موسم القادسية في دوري هذا العام، أنه يجب على الإدارة الثبات على مدرب، والتحلي بالصبر، لتحقيق الإنجازات، كذلك التخلي عن بعض المحترفين، الذين لا يليقون بحجم الفريق، والتعاقد مع آخرين، بحجم الأسماء التي مرَّت على الفريق في السابق.
إشادة
مع انتهاء الدوري لصالح الكويت، الذي لم يفقد الأمل، رغم ترشيح الجميع للعربي، وبعد أن حاولنا أن نحلل أسباب فوز الكويت بالبطولة، وكذلك فقدان العربي للدوري، وأهم الأمور التي أدت إلى تراجع دور القادسية بالدوري المحلي، لابد من الإشادة بفريقي الجهراء والسالمية، فالأول تمكن من وضع اسمه بجدارة على خارطة «فيفا ليغ»، ورغم قلة الإمكانات التي لا يمكن أن تقارن بحجم فرق مثل الكويت والعربي، فإن الجهراء تمكن من الحصول على المركز الثالث، متفوقاً على القادسية، حامل اللقب بالموسم الماضي، فالجهراء أثبت للجميع تطوره، حتى بعد رحيل مدربه السابق بونياك، مدرب العربي الحالي، والسالمية هو الآخر تطور بشكل كبير عن المواسم الماضية، فالفريق أصبح يلعب بهوية وشخصية، ومن الواجب على الجهراء والسالمية الحفاظ على نواة الفريق للمواسم القادمة، ومحاولة الحصول على لقب الدوري في حال التعاقد مع محترفين مميزين، فالكرة لا تعترف إلا بمن يبذل المجهود.
كارت أحمر
كارت أحمر يُرفع بوجه فريق التضامن، الذي طالما أنجب لاعبين للكرة الكويتية على هذا الأداء الذي للأسف لا يرتقي إلى حجم منافسات كرة القدم، فالفريق لم يتمكن من الفوز إلا في مباراتين، وخسر في 22 مباراة، وحصد 8 نقاط فقط، واحتل المركز الأخير وبجدارة تامة، حيث استقبل التضامن هذا الموسم أكبر النتائج في الخسائر من سداسيات وسباعيات، لعل آخرها مسك الختام مباراة العربي، التي انتهت بسباعية نظيفة، حيث وصل عدد الأهداف التي تلقاها التضامن هذا الموسم 89 هدفاً، وهو على ما يبدو رقم قياسي جديد في الدوري المحلي.
ورغم حجم المشاكل التي مرَّ بها نادي التضامن، فإن ما يجب على مجلس الإدارة أن يدركه، أن المشاكل مهما بلغت بينكم، فلابد من إبعاد اللاعبين عنها، حتى لا تظهر نتائج تشوه تاريخ النادي.