
يبدو أن الجولة الماضية في الدوريات الأوروبية الكبرى كانت جولة تتويج.. فقبل انتهاء الدوري المحلي في كل من إنكلترا وإيطاليا وألمانيا، تمكَّن كلٌ من تشلسي ويوفنتوس وبايرن ميونيخ من ضمان اللقب، والابتعاد عن أقرب المنافسين، وترك الصراع على بطاقات التأهل إلى دوري الأبطال الأوروبي لباقي المتنافسين، ولم يتبقَ من أهم البطولات والدوريات الأوروبية إلى الآن إلا الدوري الإسباني، الذي لا يزال الصراع فيه مشتعلاً، والمطاردة متواصلة ما بين كل من المتصدر برشلونة وصاحب الوصافة ريال مدريد.
الدوري الإنكليزي
في الدوري الإنكليزي، تمكَّن تشلسي، وتحديداً في الجولة الـ 35، من حسم اللقب لمصلحته، بعد أن تفوَّق على كريستال بالاس، بهدف وحيد، عن طريق أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لهذا الموسم، وهو البلجيكي إدين هازارد، ليرفع رصيده بذلك إلى 83 نقطة، وبفارق 13 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، وليعود تشلسي للتتويج، بعد أن غاب عن لقب الدوري الإنكليزي 5 سنوات متتالية، والتي كان يدور اللقب فيها في فلك قطبي مدينة مانشستر، وهما مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، وهذه العودة للإنجازات لم تكن إلا بعودة أيقونة تشلسي، وهو المدرب الأبرز في تاريخهم، البرتغالي جوزيه مورينهو، فمنذ رحيله عن تدريب تشلسي والفريق يعاني كثرة تغييرات المدربين، إلى أن عاد إليهم من جديد، وليترك «البلوز» بذلك المنافسة على بطاقات التأهل الأوروبية إلى الفرق الخمسة المتنافسة عليها، وهي الآرسنال ومانشستر سيتي، وهما الأقرب لحجز البطاقتين الثانية والثالثة، ومانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام، الذين يتصارعون، على ما يبدو، على البطاقة الرابعة، فاليوناتيد يبتعد عن ليفربول، تحديداً، بأربع نقاطة كاملة، وقبل 3 جولات من انتهاء عمر الدوري، وتنتظر اليونايتد مباراة صعبة ضد الآرسنال، وكذلك هو الآخر، ليفربول، تنتظره مباراة صعبة الأسبوع المقبل مع البطل تشلسي، لذلك يبدو لنا أن الجولة القادمة ستحدد لنا أصحاب المراكز الأوروبية.
الدوري الإيطالي
وفي إيطاليا، تمكَّن فريق يوفنتوس، والملقب بـ «السيدة العجوز»، من تحقيق لقب الدوري، بعد أن تغلب على سامبدوريا، بهدف وحيد، عن طريق فيدال، نجم الفريق والمطلوب من أكبر الفرق الأوروبية، ليرفع رصيده إلى 79 نقطة بالمركز الأول، بفارق 15 نقطة كاملة عن مطارده صاحب المركز الثاني، فريق العاصمة، نادي روما، وبذلك يكون «اليوفي» حافظ على لقبه المتوج به الموسم الماضي، رافعاً رصيده من عدد بطولات الدوري الإيطالي إلى 31 لقباً، ليترك باقي الفرق تتنافس على بطاقتي الصعود إلى بطولة دوري الأبطال الأوروبية، حيث إن الدوري الإيطالي يحصل على ثلاثة ممثلين في البطولة فقط، وحتى الآن يبدو أن الأوفر حظاً بالحصول على المركزين الثاني والثالث كلٌ من فريقي العاصمة، روما ولاتسيو، برصيد 64 و63 نقطة على التوالي، وإن كانت هناك فرصة لفريق نابولي للتقدم واقتحام أحد المراكز المتقدم، حيث يملك 59 نقطة، إلا أن حظوظه تبقى هي الأقل، نظراً لمستويات روما ولاتسيو المميزة هذا الموسم، وعليه يبدو لنا أن ملامح الدوري الإيطالي قد حسمت منذ الجولة الرابعة والثلاثين.
الدوري الألماني
مع غياب بوروسيا دورتمند المفاجئ هذا الموسم عن الدوري الألماني، لدرجة تذيله جدول الترتيب في بعض لحظات عمر الدوري، لم تكن هناك منافسة صريحة لفريق بحجم بايرن ميونيخ، حمل اللقب في الموسمين الأخيرين، لذلك تمكَّن البايرن هذا الموسم من الحصول على لقب الدوري الألماني للمرة الثالثة على التوالي، ليصبح عدد ألقابه 25 لقباً، كصاحب الرقم القياسي، فالفريق يتصدَّر البطولة برصيد 76 نقطة، وبفارق 14 نقطة عن أقرب منافسيه، ومع تبقي 3 جولات فقط، فإن هذا يعني حسابيا تتويجه كبطل لهذا الموسم، وكذلك مع تبقي 9 نقاط في الجولات الثالثة الأخيرة في الدوري أيضاً قد حسمت البطاقات المؤهلة إلى دوري الأبطال الأوروبي، حيث يملك أصحاب المراكز من الثاني إلى الرابع رصيداً من النقاط يضمن لهم التأهل، من دون منافسة من صاحب المركز الخامس، وهو شالكه (45 نقطة).. ففي المركز الثاني فولفسبورغ (62 نقطة)، ثم الثالث بوروسيا مونشنغلادباخ (60 نقطة)، والرابع بايرن ليفركوزن (58 نقطة)، ومع انتهاء توزيع المراكز بالمقدمة، لابد من ذكر أنه من الغريب تواجد فريق بحجم دورتموند في المركز التاسع، برصيد 40 نقطة فقط، وهو الذي كان ينافس على لقب البطولة الأوروبية قبل موسمين.
الدوري الإسباني
ويبقى الدوري الإسباني هو الدوري الأوروبي الوحيد من بين هذه البطولات الكبرى، الذي لم يُحسم حتى الآن، فلا يزال برشلونة متشبثاً بالصدارة، التي خطفها من الريال منذ وقت طويل برصيد 87 نقطة، حيث تمكَّن من رفع رصيده بالجولة السابقة، بعد أن سحق خصمه كوردوبا بثمانية نظيفة، وكذلك مدريد صاحب المركز الثاني تمكَّن في الجولة الماضية، الخامسة والثلاثين، من تحقيق فوز مهم وصعب خارج الديار على حساب إشبيلية، بنتيجة 3-2 في ليلة كان بطلها رونالدو، أفضل لاعب في العالم، بتسجيل «هاتريك»، ليرفع الريال رصيده إلى 85 نقطة بالمركز الثاني، وليواصل ضغطه على المتصدر، برشلونة، ولم يتبقَ للفريقين سوى 3 جولات من عمر الدوري الإسباني، وبهذا الرصيد من النقاط، لم تتبقَ إلا بطاقتان للبطولة الأوروبية، لتتنافس عليها باقي الفرق، حيث تنحصر ما بين أتلتيكو مدريد، صاحب المركز الثالث، برصيد 76 نقطة، ثم فالنسيا صاحب المراكز الرابع، برصيد 72 نقطة، وتأتي منافستهم من إشبيلية صاحب المركز الخامس، برصيد 69 نقطة، لذلك انحصرت البطاقتان بين الفرق الثلاثة.
الفرق الأفضل
الملاحظ من خلال حسم أبطال الدوريات الأوروبية الكبرى للقب، ومع انحصار المنافسة باللقب الإسباني ما بين مدريد وبرشلونة، وكذلك بعيدا عن الفرق الإنكليزية، أن المربع الذهبي لدوري الأبطال الأوروبي لهذا الموسم يتواجد فيه كلٌ من يوفنتوس، بطل إيطاليا وريال مدريد، منافس برشلونة على اللقب المحلي، وبايرن ميونيخ، بطل الدوري الألماني، وكذلك برشلونة، متصدر ترتيب الدوري الإسباني، حتى هذه اللحظة، لذلك لم يكن وصول هذه الفرق إلى هذه الأدوار مجرد صدفة، وإنما هي بالفعل الفرق الأفضل محلياً، وهذا ما انعكس على نتائجها على الساحة الأوروبية، وعليه من المتوقع أن نشهد ونتابع لقاءات قوية، والتي بالتأكيد سيستمتع بها عشاق هذه الفرق خاصة، والمتابعون للكرة الأوروبية بشكل عام.