هو مجرَّد كشك صغير، يتناسب شكله الجمالي مع المركز التجاري، الذي يحتل موقعاً صغيراً منه، وعليه كلمة «استعلامات».. ليست استعلامات عن المركز فحسب، بل عن كل شيء في دبي.
تقدَّم شخص نحو مَن يتولى إدارة الكشك، وسأله عن الإجراءات لمزاولة عمل تجاري في دبي، فأجابه: هل لديك بطاقة مدنية وصورة شخصية؟ وكانت لدى السائل بطاقة مدنية فقط، من دون صورة شخصية، فردَّ عليه صاحب الكشك: ما عليك، وأخذ له صورة شخصية بالكمبيوتر من البطاقة المدنية، كما خزن لديه في الجهاز صورة البطاقة المدنية، وفي دقائق معدودة منحه بطاقة مغلفة، كإجازة، يستكملها لدى دوائر محددة، لاستخراج النشاط التجاري، وكافة الشهادات اللازمة في يوم واحد فقط، فالعملية لا تحتاج إلى كثير من التعب، أو كعب داير، ما بين هذه الوزارة وتلك، وهات يا تفاتيش من هذه الجهة أو الجهة الأخرى، أو تعالَ غداً أو بعد العطلة، فالعملية تتم في دقائق، واستكمالها يأخذ يوماً واحداً فقط.
مناظر الطوابير لا تزال موجودة لدينا، والبعض يصفُّ بالطابور من الخامسة صباحاً، كما جرى منذ أيام في دائرة الهجرة، وغيرها من الإدارات الأخرى.
يُقال في الأمثال «باب النجار مخلَّع»، فالحكومة برمتها تشكو من بطء الإنجاز، وهكذا تم تكليف البنك الدولي، لمعالجة الدورة المستندية الطويلة والمعقدة، التي تعطل المشاريع وتؤخرها، وفق ما ذكرته صحيفة القبس، وأوصى البنك باتخاذ 54 توصية يتم تنفيذها للتخلص من هذا العبء البيروقراطي، منها 20 توصية ذات أولوية قصوى.. وهكذا يكون الأمر متساوياً وعادلاً بالتمام والكمال، فما دامت معاملات المواطن تتأخر، أو قد تضيع أحياناً، فأيضاً المعاملات والمشاريع الحكومية تتعطل، إن لم تصل إلى مرحلة الفشل في الإنجاز، كبعض المشاريع ذات الصيت المعروف.