
محمد الغربللي
كأشهر العاملين في الماكياج السينمائي، مثل هوارد بيرجر أو روبرت كيرشمان أو روب بوتن، وغيرهم من المشهورين في إضفاء مسحات جديدة على وجوه الممثلين في السينما، لتتناسب أشكالهم مع الدور الذي يقومون به، يخرج علينا ما بين تارة وأخرى «الماكيير» الذي يحاول تحسين مرسوم الصوت الواحد، ويُضفي عليه سمات وأوصافا على أنه الدواء الناجع لشفائنا من كل الأمراض والعلل التي تعترينا، سواء كانت طائفية أم قبلية أم غيرها.. ظل يرددها منذ أكثر من سنة، ولا يزال يستخدم أدوات الماكياج ذاتها، على الرغم من تحلل ألوانها وتلاشيها، وفوق ذلك، وعلى الرغم من منع مقالاته في الصحيفة التي كان ينشر فيها، ما دفعه إلى نشرها في صحيفة أخرى، ولا يزال حتى اليوم يحصر الموضوع في الصوت الواحد أو الأربعة.
نعذر الذي يقوم بهذا الدور «التجميلي» المتواصل، ممن بدأ بالكتابة الصحافية منذ سنوات قليلة، وليس له أي جذور في الشأن السياسي، إلا بامتداد بسيط، ولكن لا عذر لمن صال قلمه الكتابي وجال منذ ما يزيد على الأربعين عاماً، ولديه باع في النشاط السياسي لأعوام أكثر منها.. لا عذر له في هذا الأمر، لأنه يفترض أنه يعي أن الموضوع ليس صوتاً أو أربعة أو خمسة أصوات، بل أعمق من ذلك، وظواهره مستمرة على مدار أيام السنة.
الأمر بدأ بالمرسوم، واستمر بتقليص حريات التعبير عن الرأي، ليس عن طريق المحاكم، بل بالإجراءات الإدارية، وهكذا تم سحب ترخيص جريدة «عالم اليوم»، وتم إغلاق محطة «اليوم»، وغدت شاشاتها الخارجة عن الجوقة الإعلامية سوداء، من دون بث، وتزايدت الدعاوى القضائية ضد الكُتاب والمغردين، الذين اقتيدوا إلى قاعات المحاكم، بمسلسل أسبوعي لهذا المغرد أو ذاك، بسبب جملة أو تعبير عام، من دون ذكر أسمائهم أو أعدادهم، وقد صدرت على بعضهم أحكام قضائية، ومنهم من لايزال داخل السجون.
الموضوع يا صاحبي ليس صوتاً أو أربعة، فهذا إجراء شكلي يحدد الإطار الانتخابي، ولكن قبلها لابد أن تكون هناك إرادة واضحة لترسيخ الديمقراطية الحقيقية، ووضع مواد الدستور على سكة التطبيق الفعلي، بل تم الذهاب إلى أبعد من ذلك، بسحب جنسيات بعض المواطنين، وتجريدهم من حق المواطنة، بإلقاء القبض عليهم وهم في الشارع، كما جرى الأسبوع الماضي، وتم إبعادهم في ساعات محدودة من عصرية واحدة خارج الحدود، بعيداً عن أسرهم ووطنهم.. الموضوع ليس صوتاً أو أربعة، ونحن نشاهد القوات الخاصة تهاجم التجمعات، حتى في الدواوين، كما حصل في ديوانية الحربش في الصليبخات.
أخيراً، حتى إن كان لك رأي مخالف لأحداث محلية أو عربية، فالأجدر أن تحفظها في سريرتك وطي الكتمان، وإلا مصيرك سيكون مواجهة الدعاوى القضائية، وتهم قد تقودك إلى عقوبة السجن.. فلا تلعب يا أخي دور «الماكيير»، ما دمت تملك كل هذه السنوات من الكتابة والعمل السياسي، فالصمت أحياناً أبلغ لغة، بدلا من خداع نفسك وخداع بعض الناس
قمنا ما نميز بين طرحكم و طرح جماعة الاخوان لأنهما متطابقين! في جميع دول العالم الديموقراطية يسري مبدأ “رجل واحد، صوت واحد”. الاصوات الاربعة بدعة كويتية غير منطقية، اذ كيف لمواطن واحد ان يصوت اربع مرات في نفس الدورة؟ من هذا الخلل برزت ظاهرة “شيلني و اشيلك” او تبادل الاصوات التي لا تمت للديموقراطية بأي صلة. مرشح واحد ينجح و ينجح معه ثلاثة آخرين في مناطق اخرى رغم انف اهالي المناطق، كيف!؟ فقط في الكويت! اتمنى ان تنشروا تعليقي لأنكم ديموقراطيين. مش كده و الا ايه؟