
مع زيادة عدد من دول منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) إنتاجها، منها السعودية والكويت والعراق والإمارات، ارتفع إنتاج المنظمة إلى أعلى من سقف الإنتاج، المقرر عند 30 مليون برميل يوميا، حيث بلغ إنتاجها نحو 30.27 مليون برميل من النفط يومياً خلال فترة الربع الأول من العام الحالي، وفي مقابل ذلك، تراجع الطلب على نفط المنظمة بشكل حاد، مسجلاً مستويات بلغت 28.34 مليون برميل يوميا.
ووفقاً لذلك، أكدت البيانات أن كبار مصدري النفط الخام في «أوبك» يضخون أكثر من المطلوب بنحو مليوني برميل يوميا، وهو أكبر فائض في 10 سنوات، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تزيد «أوبك» من إنتاجها بدرجة أكبر إلى نحو 30.36 مليون بر ميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي، وهو ما سيزيد من الفائض النفطي في الأسواق، ومن ثم يرجح بشكل كبير أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي مزيداً من التراجع في أسعار النفط، وهو ما يأتي عكس توقعات المحللين، التي أشارت إلى احتمالية عودة أسعار النفط إلى الارتفاع في النصف الثاني من العام الحالي.
زيادة الإنتاج
وأكدت بيانات لوكالة الطاقة الدولية، أن الأعضاء الرئيسيين في «أوبك»، ومنهم السعودية والعراق والكويت والإمارات، زادوا الإنتاج في الأشهر الأخيرة، في محاولة لتعزيز حصصهم بالسوق، قبيل الرفع المحتمل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، لكن الطلب على نفط «أوبك» جاء أقل بكثير من المستويات المتوقعة سابقا، حيث سجل الطلب على نفط «أوبك» نحو 28.34 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال الفترة من شهر يناير وحتي مارس الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع قليلا إلى 28.37 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، وهذا الأمر يترك بالسوق فائضا قدره 1.92 مليون برميل يوميا في الربع الأول، و1.99 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، وهو أعلى فائض في المعروض منذ 10 سنوات، وهذا الفائض دفع مخزونات النفط الخام في مناطق كثيرة من العالم إلى مستويات قياسية عالية، إذ بلغت مخزونات النفط الخام الأميركية أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 489 مليون برميل في الأسبوع، الذي انتهى في 17 أبريل، وفقاً لما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة.
خفض الإنتاج
وأكد تقرير حديث لبنك الكويت الوطني، أن على «أوبك» أن تخفض إنتاجها، بما يعادل 700 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 29.5 مليون برميل يوميا، إذا ما أرادت أن تعيد التوازن لسوق النفط، خصوصا مع ترقب الأسواق لاحتمال عودة النفط الإيراني، وارتفاع المخزونات العالمية، حيث قفز المخزون الأميركي من النفط بمقدار 24 في المائة خلال عام واحد فقط، كذلك استمر مخزون النفط لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الارتفاع، ليتجاوز متوسطه الموسمي عند 2.7 مليون برميل يوميا خلال فبراير الماضي، وفق معلومات الوكالة الأميركية للطاقة.
أما الإنتاج من خارج «أوبك»، فقد ارتفع خلال شهر فبراير الماضي بواقع 1.4 مليون برميل يوميا، ليصل إلى 75.3 مليون برميل يوميا، مدعوماً بقوة إنتاج أميركا الشمالية، الذي يستمر في تعويض انقطاع الإنتاج في أماكن أخرى.
«سوستيه جنرال»
وعلى الرغم من هذه الأرقام التي تشير إلى احتمالية زيادة المعروض النفطي في الربع الثاني، فإن بنك «سوستيه جنرال» رفع توقعاته لأسعار النفط الخام، بدعم تكهنات بعودة التوازن إلى السوق النفطية العالمية، نتيجة انخفاض وشيك في الإنتاج الأميركي.
ورفع البنك توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي «مزيج برنت» في عام 2015، بواقع 4.33 دولارات، إلى 59.54 دولارا للبرميل، وزاد أيضا التوقعات للخام الأميركي 4.28 دولارات،إلى 53.62 دولارا للبرميل.