
كتب دلي العنزي:
يدخل المنتخب الكويتي مرحلة جديدة، وهي خوض تصفيات التأهل إلى بطولة كأس العالم القادمة 2018، في روسيا، وكذلك كأس آسيا القادمة في الإمارات 2019، مع المدرب التونسي نبيل معلول، الذي أظهر المنتخب برفقته حتى الآن بعض البوادر الإيجابية، التي لم نكن نشاهدها في عهد المدرب البرازيلي فييرا.
فبعد أن عاش المنتخب الكويتي أسوأ أيامه في بطولة كأس الخليج الأخيرة، والكابوس الذي لا يرغب كل عشاق المنتخب الوطني في تكراره، تعاقد الاتحاد الكويتي مع المدرب التونسي نبيل معلول، استجابة لضغط الشارع الرياضي، واعتصام الجماهير أمام مبنى الاتحاد بالعديلية، بعد أن أقال المدرب البرازيلي فييرا، في مشهد لا يزال حاضراً في الأذهان.
تولي معلول
وقد تولى المدرب التونسي نبيل معلول تدريب المنتخب، في وقت لا يُحسد علية أبداً، وتحديداً قبل خوض بطولة كأس آسيا بأيام معدودة، وهذا الأمر أبعد الضغط الجماهيري عنه، بل وتعاطفت معه أكثر الصفحات الرياضية في الصحف المحلية، ولضيق الوقت، خرج معلول في مؤتمره الصحافي الأول مباشرة، وقال: «نحن الآن في مرحلة بناء منتخب، وتجربة لاعبين قادرين على خوض التصفيات العالمية، ولا تحاسبوني على بطولة آسيا القادمة (2015)»، ووعد بالصعود إلى مرحلة التصفيات النهائية لكأس العالم القادمة في روسيا، وبالفعل، خاض التونسي معلول البطولة الآسيوية برفقة الكويت.. صحيح أن المنتخب خسر جميع اللقاءات، إلا أن المدرب كانت له بصمة واضحة على الفريق، رغم أن المنتخب لم يكن من اختياره، بحكم قصر المدة الزمنية التي تسلم بها مهام تدريب المنتخب.
القرعة والتصريح
والآن، وبعد قرعة تصفيات بطولتي كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2019 في الشقيقة الإمارات، وقع المنتخب الكويتي، صاحب الإنجاز الوحيد في بطولات كأس العالم عام 1982 في إسبانيا، في المجموعة السابعة، التي تضم كلاً من كوريا الجنوبية ولبنان وميانمار ولاوس، ليخرج بعدها معلول بتصريح لـ«كونا»، قال فيه: «تعد مجموعة الكويت في تصفيات الدور الثاني للمنتخبات الآسيوية معقولة»، مضيفاً أنه يتطلع إلى إحراز المركز الأول في المجموعة السابعة، مشيراً إلى أهمية خوض المباريات بالروح القتالية العالية، واستثمار الفرص المحققة، والتركيز والانضباط في الملعب، و«إننا نطمح إلى جمع أكبر عدد من النقاط والتأهل عن المجموعة السابعة، وإسعاد الجماهير المتعطشة لأمجاد منتخب الكويت الوطني».
وأضاف معلول بخصوص منافسه في المجموعة السابعة، وهو المنتخب الكوري الجنوبي: « المنتخب الكوري الجنوبي يُعد من المنتخبات المميزة في القارة الآسيوية الصفراء، ويمتلك سجلاً كبيراً من الإنجازات في اللعبة، على صعيد كأس آسيا أو حتى في بطولات كأس العالم، كما أن المنتخب اللبناني، أيضاً، تمكن من إقصاء المنتخب الكويتي، والتأهل للدور الثالث في تصفيات مونديال البرازيل 2014».
وأشار معلول إلى المستوى الجيد، الذي قدمه منتخب الكويت أمام نظيره المنتخب الكوري الجنوبي في بطولة كأس آسيا الأخيرة، التي أقيمت بأستراليا، وكانت له الأفضلية في الأداء بنسبة كبيرة، معرباً عن ثقته بقدرة لاعبي منتخب الكويت على التأهل عن المجموعة.
وأكد أنه سيتم الإعلان عن القائمة الرئيسة للمنتخب، التي ستضم 30 لاعباً، في العاشر من مايو المقبل، وبالتحديد قبل 10 أيام من الانخراط في المعسكر التدريبي، الذي من المقرر أن يُقام في تركيا، ولم ينسَ معلول الإشارة إلى أن الأبواب لا تزال مفتوحة أمام لاعبي الأندية، ليثبتوا جدارتهم في الانضمام لقائمة لاعبي المنتخب الكويتي، من خلال مستوياتهم في المسابقات المحلية والمباريات المتبقية.
يُذكر أن نظام التصفيات الجديد، هو تأهل المنتخبات الثمانية الفائزة بصدارة المجموعات، وأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني إلى الدور الثالث للتصفيات، كما ستضمن الصعود لنهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات.
المعسكر
وكما هو مقرر من قِبل الاتحاد الكويتي لكرة القدم، سيدخل المنتخب الكويتي (الأزرق) في معسكر بتركيا بتاريخ 20 مايو، استعداداً لمواجهة المنتخب اللبناني، الذي أخرجه من تصفيات كأس العالم السابقة في البرازيل، ومن هنا، يبدو لنا أن الاتحاد الكويتي لكرة القدم لا يزال يمارس نفس خطوات ومراحل الفشل في السنوات السابقة، وأهمها اختيار مكان المعسكر.. فلم يكتفِ بفشل معسكرات تركيا السابقة، والمشكلة تكمن في أن جميع المراحل السنية للمنتخب الكويتي استعدت في معسكرات بتركيا، وكانت نتائج المشاركات جميعها، وليس أغلبها، بالخروج من الأدوار الأولى للبطولات.
ومما لا شك فيه، أن سبب اختيار تركيا، ليس الأجواء أو قوة الفرق المحلية للمباريات الودية، ففرق تركيا تعد من الدرجة الثانية، وربما الثالثة على مستوى أوروبا، خصوصا أن اتحادنا الكريم لا يتعاقد مع فرق معروفة، مثل غلطة سراي أو بيشكتاش، وإنما يلجأ إلى فرق مغمورة يكاد الأتراك أنفسهم لا يعلمون عن وجودها، ومن يطلع على أسعار تكلفة المعسكرات سيعرف أن أهم سبب لدى الاتحاد الكويتي لاختيار تركيا دائما كوجهة شبه رسمية للمعسكرات هي التكلفة المادية، حيث تعد تقريبا أرخص الدول في إقامة المعسكرات.
فهل يريد الاتحاد تحقيق الإنجازات والتوفير في آن معاً؟! فهذه معادلة حسابية رياضية غير قابلة للتحقق على أرض رياضة كرة القدم.. فبعد أن كانت المنتخبات المجاورة لنا تتابع آخر المعسكرات للأزرق الكويتي للاقتداء به بحكم القدرات المذهلة، التي كان يتمتع بها الإداريون في السابق، حيث فتحت الكويت عيون الجيران على معسكرات ألمانيا وأوروبا الشرقية وإسبانيا، ها نحن نعيش زمن التوفير في تركيا، ولابد أن يكون للمدرب التونسي نبيل معلول كلمة وموقف في اختيار بلد ومباريات المعسكر، حتى يتسنى له العمل وتحقيق ما وعد به تلك الجماهير المتعطشة للفرح والفوز.
وعد التأهل
وقد وعد رئيس الاتحاد الكويتي بتأهل المنتخب إلى بطولة كأس العالم 2018، وكان قد أطلق هذا الوعد في عام 2013، حيث صرح في السابق أن الاتحاد لديه خطة متكاملة ونظرة مستقبلية، من أجل النهوض بالمنتخب، حتى الوصول إلى أعلى المراتب الممكنة، وهي التأهل إلى بطولات كأس العالم.. ورغم أن البوادر لا تبشر بالتأهل، حيث شاهدنا نتائج الاتحاد الأخيرة في بطولة كأس الخليج بالرياض، وكذلك بطولة كأس آسيا في أستراليا، إلا أننا سننتظر من الاتحاد تنفيذ وعد رئيسه بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018.