
كتب محرر الشؤون الاقتصادية:
يبدو أن انعكاسات الأزمة اليمنية لن يقتصر تأثيرها على أسعار النفط والشركات العاملة في المجال النفطي فقط، بل ستمتد لتشمل شركات عاملة في قطاعات اقتصادية أخرى، على رأسها الشركات العاملة في مجال النقل البحري.
وسوف تظهر هذه التأثيرات في الأرباح الفصلية لهذه الشركات، حيث إنه من المتوقع تراجع أرباح هذه الشركات بشكل كبير خلال النتائج الفصلية القادمة، بسبب تكبُّد هذه الشركات تكاليف مالية إضافية.. إما بسبب محاولة المرور بعيدا عن مضيق باب المندب، تجنباً لما يدور في هذه المنطقة، وإما بسبب زيادة تكاليف الحراسة على ناقلات وسفن هذه الشركات، تحسباً لأي عمليات تخريبية قد تستهدف هذه السفن، يُضاف إلى ذلك سبب آخر، وهو زيادة كلفة التأمين على هذه السفن والناقلات.
كما أن هناك بعض شركات الشحن البحري العالمية اضطرت إلى تقليص أو تعليق رحلاتها إلى اليمن والدول المجاورة مع تفاقم الصراع.
وعلى الرغم من نشر قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، سفنا حربية، لاعتراض السفن التي تحمل أسلحة إلى المقاتلين الحوثيين، وتأمين مرور الملاحة الدولية في مضيق عدن، فإن كثيرا من شركات النقل البحري لا تزال لديها تخوفات كبيرة من إرسال سفنها إلى هذه المنطقة، فكثير من شركات الشحن البحري تحجم حالياً عن المخاطرة بسفنها، مرجعة ذلك إلى تصاعد عنصر الخوف.
إجراءات الشركات
وقال «بيمكو»، وهو أكبر اتحاد دولي للشحن البحري في العالم «إذا كان هناك شك في أي سفينة أنها تعيد تموين المقاتلين (الحوثيين)، فإنها قد تكون عرضة للاحتجاز لأيام لحين التأكد من أمرها، قبل أن يسمح لها بالمرور».
وفي الواقع، كل هذا التأخير أو التعطيل للسفن التجارية يكبّد شركات النقل البحري خسائر كبيرة، وتحملها تكاليف إضافية، سيكون له تأثير كبير، بلا شك، على أرباحها.
وقالت شركة «إم.إس.إم»، ثاني أكبر شركة لسفن الحاويات في العالم، إنها قررت تغيير مسار سفنها المتجهة لليمن إلى موانئ بديلة أكثر أمنا في المنطقة.
أما ثالث أكبر مجموعة للشحن بالحاويات في العالم، وهي «سي.إم.إيه سي.جي.إم»، فقالت إنها لا ترسل سفنا إلى الموانئ اليمنية مباشرة، بل تكتفي بحجز مساحات على سفن أخرى ما زالت تقوم برحلات إلى ميناء الحديدة.
وقالت «جي.إيه.سي»، المتخصصة في الشحن البحري والخدمات اللوجستية، إن «ميناء عدن مغلق تقريبا في ما عدا بعض شحنات النفط التي تقبع في مصفاة عدن، حيث توقفت شحنات البضائع الجافة، لعدم توافر عمال الشحن والتفريغ، بسبب الاشتباكات المسلحة».
وأضافت «هناك موانئ أخرى، مثل الصليف والحديدة على البحر الأحمر ما زالت مفتوحة، ولكن المخاطر زادت، بعدما سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على ميناء المكلا بشرق اليمن الأسبوع الماضي».
وقالت شركة الملاحة العربية المتحدة لشحن الحاويات إنها أوقفت جميع عمليات حجز الشحنات.
وأعلنت «بريشاس شيبنج»، إحدى أكبر الشركات المالكة لسفن نقل البضائع الجافة، أنها لن تسمح بدخول أي من سفنها إلى المياه اليمنية.
ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للناقلات النفطية، حيث تشير المعلومات إلى أن 4 ناقلات للنفط والغاز الطبيعي على الأقل غيَّرت مسارها الأسبوع الماضي، خوفا من الأحداث اليمنية.. ورغم أنه حتى الآن لم تحدث تعطيلات كبيرة لحركة الملاحة عبر مضيق باب المندب قبالة اليمن، والذي تمر فيه نحو 4 ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، فإن المخاوف تتزايد يوماً بعد يوم من أي تعطيل ملاحي في هذه المنطقة.