فيلم «الحدود»، الذي قام ببطولته الفنان السوري دريد لحام، صار واقعا، ليس على مستوى الأشخاص عابري الحدود العربية، بل على مستوى شاحنات النقل ما بين البلدان العربية. معبر نصيب السوري احتلته الميليشيات الإرهابية منذ أسبوع تقريبا، وهو المعبر الوحيد لسوريا، بعد أن تم احتلال بقية المعابر التي تربطها مع تركيا والعراق، وآخرها هذا المعبر البري، الذي ترتبط به مع الأردن.. ولم يتبقَ أي معبر بري آخر لسوريا.. بعد الاحتلال النصراوي أو الداعشي، فهما سيان في الممارسة.
من ناحيته، قام الأردن بإغلاق المعبر من جهته الحدودية، وجراء ذلك انحشرت ما بين المعبرين السوري والأردني قرابة 35 شاحنة لبنانية ما بين معبر ممثل عن القوات الإرهابية في سوريا، ومعبر مغلق من السلطات الأردنية، فظلت الشاحنات مع سائقيها عالقين في المنطقة الفاصلة، كحال دريد لحام في فيلم «الحدود».
حقا إنها حدود عربية قابلة للإغلاق في أي لحظة وفي أي زمن، ولايزال هؤلاء السائقون مع شحناتهم محجوزين حتى مطلع هذا الأسبوع.
إغلاق معبر نصيب السوري يعني في النهاية ليس إغلاق المنافذ البرية السورية وحدها، بل بالتبعية إغلاق المنافذ البرية اللبنانية، أيضا، أمام البضائع القادمة من لبنان إلى الدول الخليجية والأردن، وسيكون تأثيرها واضحا على أسعار المنتجات الغذائية، بمختلف أشكالها، المصدرة من لبنان، مروراً بسوريا والأردن وبقية الدول العربية.. فالحرب الأهلية مستمرة في سوريا مع زيادة كبيرة في أعداد «الوافدين» الجدد من الجماعات الإرهابية، ويبدو أنه منذ أشهر زادت وتيرة التهريب وعمليات التجنيد للمرتزقة من مختلف أنحاء العالم، وزيادة في تزويدهم بالسلاح، نوعاً وكماً، ما انعكس على تحركاتهم، بحيث وصلوا إلى مشارف دمشق، باحتلالهم جزءا كبيرا من مخيَّم اليرموك المتاخم للعاصمة (دمشق).
الحرب مستمرة، والتسليح قائم، وآثارها ممتدة بداية على الشعب السوري الشقيق الذي ذاق من الويلات، ما يعجز عنه الوصف، وامتدت التنظيمات الإرهابية في كافة الاتجاهات، شرقا وغربا، والخاسر الكبير هو الشعب العربي عامة وسوريا بشكل خاص.. ولا يعلم متى ينتهي هذا الكابوس المخيف والأيادي العابثة مستمرة في تغذيته واستمراره.
(م.غ)