مخالفات «الشباب والرياضة» لا تحصى.. وهدر المال العام لايزال مستمراً

الهيئة العامة للشباب والرياضة
الهيئة العامة للشباب والرياضة

كتب دلي العنزي:
في 29 أكتوبر الماضي، تناولت «الطليعة» مخالفات نادي الجهراء الرياضي، التي تجاوز عددها الـ31 مخالفة تقريباً، كشفت عنها الهيئة العامة للشباب والرياضة، بحكم رقابتها على الأندية الرياضية المحلية، حيث كانت أغلب المخالفات مادية صريحة، مثل صرف من بند إلى بند آخر، كتحويل بند مصروفات الترميم أو البناء إلى بند الرواتب، وهذا ما يعد مخالفة صريحة، أو عدم توافر فواتير للمعسكرات.. إلخ، وحينها أقامت الهيئة العامة للشباب والرياضة الدنيا وأقعدتها ودارت كثير من الأقاويل عن تحويل مجلس إدارة نادي الجهراء للنيابة، لكن سرعان ما تراجعت «الهيئة» عن ذلك.

وإذا كان هذا الأمر ليس غريباً، بل متوقع، خصوصاً بعد تعهد مجلس إدارة نادي الجهراء بعدم تكرار تلك الأخطاء، إلا أن ما يُثير الدهشة والغرابة، في آن معاً، أن الهيئة العامة للشباب والرياضة تفرض الرقابة على الأندية، وتنسى أو تتناسى أنها هي الأخرى تخضع لرقابة ديوان المحاسبة، بل إن لديها سجلاً حافلاً بالمخالفات الغريبة والعجيبة على مختلف أنواعها، والتي تصل في بعض الأحيان إلى درجة الضحك، لسخافة الأخطاء الإجرائية التي تقع فيها «الهيئة»، في حين أن هناك مخالفات نضع تحتها العديد من الخطوط الحمراء.

مخالفات مضحكة

من جملة المخالفات، التي وضعها ديوان المحاسبة على الهيئة العامة للشباب والرياضة، مخالفات مضحكة، وتدل على سذاجة التعامل في المال العام للدولة، التعاقد بفاتورة رسمية مع إحدى شركات النقل المحلية، لتوفير المواصلات اللازمة لاجتماع وزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون، المنعقد بالكويت في الفترة من 2014/4/22-19، لكن المضحك بالموضوع أن التعاقد تم بعد الانتهاء من الاجتماع، وتحديدا بتاريخ 2014/7/7.

وشملت المخالفات، أيضاً، نقل البنود من بند إلى بند آخر، وهي المخالفة ذاتها التي حررتها «الهيئة» لنادي الجهراء الرياضي، وهنا تحديداً نكتشف ازدواجية «الهيئة» في التعامل مع الأندية، ومع الرقابة المفروضة عليها، هذا عدا صرف مكافآت وبدلات من دون وجه حق، وكذلك رواتب لمدربين من دون وجود عقود، وغيرها من المخالفات التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على التهاون والتقصير، وما خفي كان أعظم.

تنظيف استاد جابر

ومن جملة المخالفات، المناقصة المليونية التي كانت لتنظيف استاد جابر، الذي لم يستعمل أصلاً، ولا نريد الخوض في حكاية الاستاد، فقد أصبحت معروفة للقاصي والداني، لكن اللافت للنظر، أن المناقصة المليونية تلقت الهيئة العامة للشباب والرياضة بها مخالفة من قِبل ديوان المحاسبة.. وبعيداً عن الجدل الذي أثارته هذه المناقصة من انتفاء أسباب التنظيف، ورغم قبح الموضوع برمته، فإن المناقصة تمت من دون علم وموافقة ديوان المحاسبة، لتتجاوز الهيئة بذلك جميع الخطوط الحمراء، ضاربة عرض الحائط القوانين التي وضعت لحماية المال العام.

مراكز الشباب

أما إنشاء مراكز الشباب الموجودة في أغلب المناطق السكنية، والتي اتجهت إليها الدولة، بعد ترك دوري المدارس، والتي من المفترض أن تكون متنفساً لهم وداعماً أساسياً للأندية الرياضية، فقد أظهر سجل الحسابات التفصيلي السنوي لبرنامج ومشاريع خطة التنمية بالهيئة العامة للشباب والرياضة للسنة المالية 2014/2013 عن تعطل ترميم أو تصميم ما يزيد على 15 مركزاً للشباب، بسبب عدم الصرف من الأموال المخصصة لها، رغم توافرها بميزانية الهيئة، ومن دون ذكر أسباب ذلك التعطيل، علماً بأن «الهيئة» هي الجهة المؤتمنة على هذه المهمة، لكن يبدو أنها لا تكترث للموضوع.

البولينغ

ولنادي البولينغ في السالمية نصيب من المخالفات، فقد تم تخصيص ميزانية للهيئة العامة للشباب والرياضة لبناء أكبر صالة بولينغ في الشرق الأوسط، والتي من المفترض أن تضم 58 خطاً للبولينغ، بالإضافة إلى فندق وخدمات رياضية وناد صحي للرجال وناد صحي آخر للنساء وطاقة استيعابية لمواقف المركبات تصل إلى ألف مركبة، علماً بأن تكلفة بناء المواقف فقط، وهي متعددة الأدوار مليون ومائة ألف دينار، لكن ومنذ تاريخ العمل على إنشاء النادي، وتحديداً عام 2011، كان من المقرر أن يتم الانتهاء من عملية البناء بعد عامين، وتحديداً في 2013، وها نحن ندخل 2015 وإلى الآن لم يكتمل بناء نادي البولينغ، الذي كلف الدولة الملايين، فمن المسؤول عن هذا الهدر بالمال العام، الذي لا يزال مستمراً؟ مع العلم أن المشروع قد تتغيَّر الأسعار فيه، بسبب تغير أسعار مواد البناء وارتفاعها.

مجمع الصالات

مجمع الصالات المغطاة، المسمى بمجمع سعد العبدالله، والكائن بمنطقة ضاحية صباح السالم، والذي يقع ضمن مساحة 30 ألف متر، ويضم صالة مغطاة تتسع لخمسة آلاف متفرج لممارسة كرة اليد، إلى جانب صالتين، واحدة لكرة الطائرة والأخرى لكرة السلة، وتتسع كل منهما إلى ألفي متفرج، بالإضافة إلى مرافق مختلفة مثل الفندق وبعض الأماكن للوفود الرياضية، والذي تصل تكلفته إلى ما يقارب 16 مليوناً تم العمل على بنائه في عام 2011، وكان من المقرر أن ينتهي في عام 2013، وكما هي حال نادي البولينغ، ها نحن نقترب من منتصف عام 2015 وإلى الآن مجمع الصالات «مكانك راوح»، على مسمع ومرأى مسؤولي الهيئة العامة للشباب والرياضة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ألم نتعظ من تجاربنا السابقة كـ»استاد جابر»؟ وهل نقف سنكون على موعد مع كوارث رياضية جديدة، كما حصل معنا في استاد جابر؟

وأمام كل هذا الكم من مخالفات الهيئة العامة للشباب والرياضة، يجب ألا نستغرب تأخر شبابنا في الألعاب الجماعية، وهو ما يفسر في الوقت نفسه تفوقنا في بعض الألعاب الفردية، مثل الرماية، لأنها تعتمد غالبا على الدعم والمجهود الشخصي، وبالتأكيد في حال توافر الدعم وتهيئة الفرصة للشباب، فإننا سنجني الإنجازات.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.