نصار النصار: التشدد الرقابي وصل إلى حد رفض العمل من عنوانه

نصار النصار
نصار النصار

حوار: هدى أشكناني
استكمالاً لاحتفائنا بيوم المسرح العالمي، التقت “الطليعة” مخرجا شابا، استطاع كسب قلوب الحضور، من خلال عروضه المسرحية التي أضفت للمسرح مفهموماً جديداً، حيث تمكن من تقديم عروض مسرحية مميزة، تحمل فكراً راقياً، وفكاهة موقف… المخرج نصار النصار، وحديث عن المسرح:

● كيف تقيّم المشهد الثقافي في الكويت؟
– الآن هناك طفرة في الإنتاج الفني والمسرحي والثقافي بشكل كبير.. وأنا أتكلم من حيث الكم وليس الكيف.. فعلى الرغم من الازدحام الشديد في طرح الأعمال، فإن هذا الطرح متدنٍ للأسف، فنيا وثقافيا.
وفي المقابل، نجد أعمالا تستحق الإشادة، وتعكس مدى تمسك البعض بالذوق الرفيع، ومدى إلمامهم الثقافي والفني الممتاز للمقروء والمرئي والمسموع.. ربما تطوَّر هذا الجيل مع تطوُّر وسائل التواصل الذي جعل الناس تبحث عن السرعة في كل شيء، حتى إن بعضهم يقرأ ملخص رواية ما، ومن ثم يبدأ بمناقشتها وينتقدها.. وعلينا نحن – كمسرحيين- المحافظة على ما هو جيد في ثقافتنا الفنية والمسرحية، وطرحها بعمق وحرفية، حتى يتواكب مع تطور العصر.

تراجع المسرح السياسي

● لماذا انحسر المسرح السياسي؟
– هناك عدة أسباب، يرجع أولها إلى تشدد الرقيب، حتى وصل التشدد إلى رفض عناوين مسرحية تحمل مسميات ومناصب قيادية، كوزير أو وكيل، سفير.. الخ، وإن كان مضمون العمل مختلفا تماما عن العنوان، إضافة إلى عدم اجتهاد صُناع المسرحيات في اللجوء إلى نصوص عميقة متطورة تخدم المسرح وتحترم الرقيب أو حتى تتحايل عليه.. ومن الأسباب كذلك، تشبع الشارع بالطرح السياسي، عن طريق برامج التواصل الاجتماعي والصحف والشارع العام. فبوجود هذا الكم الهائل من التنفيس السياسي، نجد تراجعا في المسرح السياسي، ونجد هروب المنتجين إلى النصوص الخفيفة الطريفة، لجذب أكبر شريحة من الجمهور، والتقليل من حدة السياسة.

العنصر الأساسي للمسرح

● ما العناصر الأساسية لوجود أي عمل مسرحي؟
– أعتقد أن العنصر الأساسي هو الثقافة، فالمسرح هو عاكس لثقافة أي مجتمع، ويجب اعتبار المسرح منبرا ثقافيا، فالممثل من دون ثقافة لا يقدم مسرحا، والمخرج من دون ثقافة لا يقدم مسرحا، والمؤلف من دون ثقافة لا يقدم مسرحا، والمنتج من دون ثقافة فهو هادم للمسرح.

● هل يمكن أن يتدخل المخرج في تعديل النص المسرحي؟ أم أنه يتعارض مع عمله؟
– برأيي.. من حق المخرج أن يعيد ترتيب وصياغة أي نص، بما يتماشى مع رؤيته الإخراجية، شرط ألا يفقد النص فكرته الأساسية، وألا يغير من مفاهيم النص أو الهدف منه.. من دون ذلك، فالمخرج سيّد العمل.

● باعتقادك، ما الذي يحتاج إليه المسرح في الكويت، حتى ينهض ويعود إلى نشاطه السابق؟
– المسرح بالكويت يحتاج إلى إعادة وتطوير مفهوم صناعة المسرح، وإعادة وتطوير الثقافة المسرحية، واعادة وتطوير فكر المتلقي.

عاشق للتمثيل

● العروض المسرحية التي تقدمها معظمها تشارك بها كممثل – وإن كان دورا بسيطا- لماذا يا ترى؟
– أساسا أنا ممثل مسرح.. وأعشق التمثيل أكثر من الإخراج، ولكن ليس ذلك هو السبب.. السبب الرئيسي يعود إلى أنه حينما أعدنا تأسيس مسرح جامعة الكويت، كانت فرقتي واعدة وتحتاج إلى دعم.. ونظرا لقلة إنتاجية مسرحياتنا، اضطررت لأن أكون أنا المساند لممثلي فرقتي، حيث إنني أعرف كيف أتعامل معهم على خشبة المسرح، وهم كذلك شعروا بالأمان والراحة لوجودي معهم.. لله الحمد، الآن أصبح ممثلو فرقتنا على درجة عالية من الاحترافية، بحيث يطلبهم مخرجون آخرون لأعمالهم.

● هناك صلة قرابة بينك ود.هاني النصار، وهو يعمل في المسرح أيضا، هل توجد بينكما منافسة؟ ألا تشعر بوجود تقارب في رؤيتكما الإخراجية، أم أن لكل منكما خطا مغايرا يمشي عليه؟
– هاني النصار ابن عمتي ووالده ابن عم والدي.. هاني بدأ مشوار المسرح كطالب في مطلع التسعينات، بينما بدأت أنا بمطلع الألفية.. لكل منا خطه وأسلوبه الخاص، وأنا أعتمد على أصدقاء مقربين لتقييم أعمالي خلال فترات التدريبات.. هاني النصار أحد أهم المقربين مني.. وبالفعل، استفدت من توجيهاته، والآن هو يعرف أسلوبي الإخراجي، وإن اختلف فكر كل واحد منا عن الآخر.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.