هل بات الاتفاق النووي ممكناً.. وبأي ثمن؟

كتب محرر الشؤون الدولية:
يُفهم من تصريحات أميركية وإيرانية بشأن المفاوضات حول البرنامج النووي، أن اتفاقاً ربما بات ممكناً، على الرغم من نفي البيت الأبيض وجود «مسودة وثيقة»، بعدما أفادت وكالة أسوشييتد برس، بأن طهران وواشنطن تناقشان مسودة اتفاق تنص على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، إلى 6 آلاف، في إطار تسوية مدتها 15-20 عاماً، هذا في وقت أفيد فيه من تصريحات إيرانية بأن الاتفاق النووي بات ممكناً.

فرصة تاريخية

وفي وقت حض الرئيس الأميركي القادة الإيرانيين على اغتنام «أفضل فرصة تُتاح منذ عقود» لإبرام اتفاق، اعتبر أوباما، أن هناك «فرصة تاريخية» أمام طهران وواشنطن لتسوية سلمية للملف النووي الإيراني، في حين ردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أوباما، إذ كتب على موقع «تويتر»: «الإيرانيون اتخذوا خيارهم: الانخراط بكرامة. آن الأوان للولايات المتحدة وحلفائها للاختيار: إما ضغط، وإما اتفاق».

تباين

وكالة رويترز أفادت بأن قضية البحوث التي تجريها طهران وتطويرها أجهزة الطرد المركزي، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، تعرقل التوصل إلى اتفاق.

وهناك تباين أيضاً في شأن مدة أي اتفاق، إذ طرحت الولايات المتحدة أن تكون 10 أعوام، فيما تريد فرنسا فرض قيود على النشاطات النووية الإيرانية لـ 15 عاماً على الأقل، تليها مراقبة مكثفة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مدتها 10 أعوام، وهذا ما ترفضه طهران، التي تريد رفع قيود على نشاطاتها في التخصيب، قبل انتهاء مدة الصفقة، كما يطول الخلاف أيضاً كمية اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض، إذ تقبل طهران 500 كيلوغرام، فيما تريد واشنطن ألا تتعدى الكمية 250 كيلوغراماً.

وعلى صعيد متصل، ورد في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها، بموجب اتفاق جنيف الموقت، الذي أبرمته عام 2013 مع الدول الست المعنية بملفها النووي.

وأشار إلى أن طهران لا تخصب اليورانيوم إلى نسبة أعلى من 5 في المائة، كما لم تحقق «مزيداً من التقدّم» في نشاطاتها في منشأتَي ناتانز وفردو للتخصيب ومفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل.

عودة المفاوضات مع الدول الست

في هذه الأجواء، تعاود إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مفاوضاتها اليوم (الأربعاء)، بعد إنهاء جولة محادثات بين طهران وواشنطن في سويسرا، وبالعودة إلى الموقف الأميركي، ووفق ما ذكرت مصادر أميركية فإن أوباما «يريد وبأي ثمن، إنجاز إطار لاتفاق» بحلول نهاية الشهر، يمهد لاتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو المقبل. واستعجال الإدارة سببه تزايد ضغوط الكونغرس، وبعد رسالة وجّهها 360 عضواً في الكونغرس إلى الرئيس الأميركي، تؤكد اشتراطهم نيل موافقة مجلسَي الشيوخ والنواب على أي اتفاق، وتلوح بمنع رفع العقوبات المفروضة على طهران.

فبأي ثمن، وعلى حساب مَن يمكن لاتفاق، أو تسوية، أن تنجز، مقابل صفقة النووي، تلبي طموح طهران المعلن للاعتراف بدور إقليمي لها في المنطقة، وطموحها الإمبراطوري المضمر، وطموح واشنطن لرؤية استراتيجيتها تتحقق وسط أشواك وتحديات مواجهة التطرف والإرهاب؟

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.