
هي صورة قديمة، حتماً قبل يونيو 1967، عند قيام الصهاينة باحتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان السورية.. صورة تعكس تشرذم واقعنا العربي الراهن.
هي صورة «باص» للنقل الجماعي، وكنا نسميه بالعامية «بوعرام»، ولا نعلم من أين أتت هذه التسمية.. على كلٍ، هذه الباصات كانت تتحرك من الكويت، لتواصل محطاتها البرية إلى بغداد وعمان والشام وبيروت والقدس ورام الله ونابلس وجنين.. لم تكن الطرق البرية ميسَّرة، كالطرقات السريعة المضاء بعض منها.. هي طرق قد تكون ذات اتجاه واحد، ولكن مسالكها مفتوحة وميسرة من الكويت حتى جنين في الضفة الغربية والقدس، التي أخذ التهويد والاستيطان ينهشان لحم ما تبقى من أراضيها، ورام الله التي تحوي السلطة الفلسطينية، والتي يغذيها العدو الصهيوني المحتل أحيانا.. تارة ينعم عليها وعدة مرات يتوعدها ويهددها بكل صنوف البطش.
لم تعد الطرقات سالكة وميسرة منذ بدء المرحلة الأولى من محطات الرحلة.. لم تعد بغداد كما كانت ولم تعد أراضي العراق سالكة، فالدواعش يحتلون جزءا كبيرا من أراضيها.. أما الشام، فهي مجزأة بعصابات إرهابية متنوعة المشارب والأشكال من «النصرة»، «داعش»، «جند الشام» وعدد آخر من تسميات الفرق الناهشة لأرضها.. هكذا كانت أوطاننا متواصلة الطرقات، واليوم أصبحت مفصولة ومقطعة الأوصال والطرق.. والله أعلم بما يحمله الغيب لنا.
(م.غ)