
لم ترحم قرعة نهائيات كأس آسيا 2015 أوضاع ومآسي الكرة الكويتية، فقد أوقعتها القرعة في المجموعة الحديدية، وما زاد الطين بلة، أن «الأزرق» هو الطرف الثاني في المباراة الافتتاحية ضد «الكنغر» الأسترالي، صاحب الأرض والضيافة، وذلك يوم الجمعة المقبل.
وعلى الرغم من علو كعب المنتخب الكويتي في المواجهات التاريخية ضد المنتخب الأسترالي، إلا أن كل شيء يبدو مختلفاً الآن، فـ«الأزرق» لم يعد ذلك المنتخب المرعب، كما كان في السابق.
الاستعداد
كيف كان استعدد المنتخب الكويتي لهذه البطولة الآسيوية..؟
بعد الأداء السيئ لـ«الأزرق» في بطولة كأس الخليج الأخيرة في الرياض، لوحظ أن المنتخب في مباريات البطولة كان الطرف الأضعف، ومن ثم جاءت إقالة المدرب فييرا، وتعيين التونسي نبيل معلول، الذي قاد المنتخب في المعسكر الاستعدادي للبطولة الآسيوية في عجمان، وسط تخبطات غريبة، فالاتحاد الكويتي حاول إقامة المعسكر في دبي أو أبوظبي، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، بسبب انشغال جميع الاستادات هناك في هذا الوقت، وهذا ما يدل على عدم التنسيق المسبق، وليكتفي المنتخب بمعسكر عجمان بلقاء وحيد ضد المنتخب العراقي، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف للفريقين، وليطير بعدها «الأزرق» الكويتي إلى أستراليا، من أجل مقابلة شقيقه المنتخب الإماراتي، لكن، ولسوء التنظيم المسبق أيضاً، تم إلغاء المباراة، وذلك لإخلال الاتحاد الكويتي بأحد شروط الاتحاد الإماراتي لإقامة اللقاء بسرية تامة، ومن دون نقل تلفزيوني، وبذلك، لم يخض المدرب التونسي نبيل معلول مع المنتخب الكويتي إلا لقاء وحيدا استعدادا لبطولة بحجم كأس آسيا.
مجموعة «الأزرق»
وقع المنتخب الكويتي بالمجموعة الأولى، إلى جانب المنتخب الأسترالي، والكوري الجنوبي، وشقيقه العماني.. وبالنظر إلى فرق المجموعة، تبدو حظوظ منتخبنا هي الأقل بينها، فإلى جانب أن أستراليا هي البلد المضيف، فقد كانت أيضاً أحد ممثلي القارة الصفراء في مونديال البرازيل الأخير، إضافة إلى المنتخب الكوري الجنوبي، وبذلك تكون الكويت قد وقعت في مجموعة مونديالية تضم اثنين من فرق المونديال الأخير، بالإضافة إلى المنتخب العماني، الذي لقن شقيقة الكويتي درساً لا يُنسى في كرة القدم، من حيث الاستحواذ والسيطرة وترجمة الفرص بخماسية، كانت هي الأشهر في تاريخ الكرة الكويتية طوال مسيرته.
المطلوب
ما المطلوب من «الأزرق» في البطولة؟.. قالوا في السابق «إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع»، ووفق المعطيات والظروف السابقة التي تم سردها، لا نطلب من رجال «الأزرق»، بقيادة المدرب الجديد نبيل معلول، إلا الحضور المشرّف، والحفاظ على سجل المنتخب المشرق في البطولات الآسيوية، فقد كان أول العرب حصولاً على شرف الفوز بالبطولة الآسيوية، وعلى اللاعبين أن يثقوا بأنفسهم وبمدربهم، ويحاولون إسعاد هذه الجماهير المتعطشة، ليس للإنجازات أو للفوز في البطولة، وإنما للظهور المشرّف فقط، فمع كل تخبطات الاتحاد في إقامة المعسكرات وتحديد اللقاءات وإلغاء المباريات في آخر اللحظات، لم يعد بوسع الجماهير أن تطلب غير الحضور المشرّف، ومحاولة الحفاظ على سمعة وأمجاد «الأزرق» الكويتي، الذي صنعه الجيل الذهبي، وليعلم جميع مَن يمثل المنتخب الكويتي، من اتحاد إلى مدرب ولاعبين وإداريين، أن سجل الكويت التاريخي يتفوَّق من حيث تحقيق الفوز في المواجهات المباشرة على جميع فرق المجموعة من دون استثناء.