
كتبت حنين أحمد:
زار وفد الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية كنيسة النيابة البطريركية للروم الكاثوليك الأحد في مقرها الكائن بسلوى، لتقديم التهاني والتبريكات للمسيحيين، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، حيث أكد الوفد أن الكويت موطن التعايش والتسامح وملتقى أتباع الأديان، مشدداً على أهمية العمل الرامي إلى خدمة الإنسانية، ومطالباً بإدخال هذا المفهوم ضمن مناهج التربية.
ترأس الوفد الرئيسة الفخرية والمؤسسة للجمعية لولوة القطامي، ورئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا، فضلاً عن عضوات الجمعية ومجلس الإدارة.
بداية، رحَّب راعي الكنيسة الأب بطرس غريب بمبادرة الجمعية بالتهنئة بمناسبة الأعياد، مشدداً على أن الكويت بلد السلام والتعايش السلمي.
حرية الأديان والديمقراطية
وأشاد غريب بحرية الأديان والديمقراطية التي تنعم بها البلاد، فضلاً عن حرص الشعب الكويتي على تعزيز العلاقات والمشاركات الاجتماعية والإنسانية وتبادل الحب الروحاني، مشيراً إلى وجود العديد من الداعمين للكنيسة.
وقال: «نحن ليس لدينا أوقاف في الكويت، مثل بلادنا، بل نعتمد على الرعية، حتى نستطيع دعم الكنيسة، لافتاً إلى وجود سبع كنائس في الكويت معترف بها من قِبل الدولة، وتعمل كل كنيسة على نحو مستقل، من حيث مدخولها ومصروفاتها».
تعاون وتبادل
وأثنى غريب على التعاون المتبادل بين الكنائس، سواء على صعيد العلاقات الاجتماعية أو المناسبات والاحتفالات التي يتم تنظيمها، بالإضافة إلى التجاوب والتعاون البناء مع وزارة الأوقاف، المتمثل في الحوار الإسلامي – المسيحي، مجدداً مطالبته بتخصيص أرض لبناء كنيسة للروم الكاثوليك، ولاسيما في ظل تزايد أعداد الرعايا، حيث لم يعد المقر يتسع للجميع، وخاصة بعد أن قامت سلطات بلدية الكويت بإزالة بعض القاعات والمرافق التي تكفلنا بإنشائها خلال السنوات الماضية، من أجل استيعاب الرعايا، كما أزالت البلدية الحديقة المخصصة للأطفال، لمخالفتها للقوانين، حيث إن هذه الإضافات كانت غير مرخصة، كونها تتبع أملاك الدولة.
رفع بدل الإيجار
وبيَّن أن المقر لم يشهد أي تحديث عمراني، ونواجه مشكلة في التمويل المادي للقيام بهذه الترميمات المطلوبة، وخاصة بعد أن رفع مالك العقار الإيجار إلى ما يزيد على 2000 دينار، وهو مبلغ كبير، ولا نملك خياراً إلا بتوفيره كل شهر، من الصعب أن نتنازل عن مقر الكنسية، كونه بات معروفاً ورئيسا بالنسبة لأبناء الطائفة، وليس من السهل إغلاق كنيسة في الكويت بعد 50 عاماً.
العمل التطوعي
وذكر الأب بطرس غريب أهمية العمل التطوعي والإنساني، حيث أكد أن الحساب يوم القيامة يتم بناءً على أعمالنا مع الآخرين، وليس وفق ديانتنا، مستحضراً أول شيك حصلت عليه الكنيسة من قبل محمدعبدالعزيز العتيبي، وواعداً أعضاء الجمعية بالدعاء والصلاة للجمعية في قداس السلام، إلى جانب دعواته بنشر المحبة في العالم.
التسامح والمحبة
من جهتها، قدَّمت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا التهنئة للمسيحيين بهذه المناسبة، داعية أن يعمّ العالم الأمن والسلام.
ولفتت إلى أن المجتمع الكويتي تربَّى على التسامح والوسطية والمحبة التي دعت إليها جميع الأديان السماوية، مشيرة إلى أن أول كنيسة في البلاد شيدت بأموال تجار كويتيين.
واستذكرت الملا ذكريات الآباء والأجداد، حينما كانوا لا يفرّقون بين الطوائف والأديان، فلا تمييز بين سني وشيعي، حتى اليهود كانوا بيننا، فلا يجوز أن ننبذ الآخر.
أهداف الجمعية ومشاريعها
واستعرضت في سياق حديثها أهداف الجمعية ومشاريعها المحلية والخارجية، لافتة إلى أحد المشاريع القائمة، والمتمثل في إنشاء أول حضانة رائدة في الكويت، إضافة إلى قريتين خارج البلاد، إحداهما في السودان والثانية في لبنان.
وتطرَّقت الملا إلى مشروعين للطب النفسي، الأول نادٍ للعناية بالمرأة النزيلة (بخصوص مرضى السرطان)، والمشروع الآخر ترفيهي لنزيلات الطب النفسي، لافتة إلى مشروع «ورقتي» لتعزيز التوعية بحقوق المرأة، حيث تعد الكويت أول دولة خليجية والسادسة عربياً في تطبيق هذا المشروع، بالإضافة إلى مشروع التوعية بمرض الزهايمر.
أسلوب التعايش
بدورها، كشفت الرئيسة الفخرية والمؤسسة للجمعية لولوة القطامي، أن جميع الأديان السماوية تدعو للاحترام والتسامح والمحبة ونبذ التعصب والتطرف، مؤكدة أن بعض التوجهات السياسية في العالم تسعى لتفريق الشعوب، وكل ما يحدث في العالم من مشكلات أساسها «الموساد» الصهيوني.
وتناولت أسلوب التعايش والمحبة في الكويت، قديماً، حيث قالت: كان سكرتير والدي رجلاً يهودياً عمل معه 12 عاماً، وبحكم العِشرة وعلاقة المحبة، عرف أشياء عن الوالد لم نكن نعرفها نحن.