
كتبت حنين أحمد:
أكدت المدربة المعتمدة في قانون الجذب والتوجيه الحياتي أ.عايدة المطوع ضرورة تعزيز الثقة في أولادنا، لدفعهم لفعل الكثير من الأمور من دون خوف، مشيرة إلى أن طريقة كلامنا مع الطفل يجب أن تكون من خلال انتقاء الكلمات الموزونة والإيجابية.
وشددت على أن المجال مفتوح أمامنا في الكويت لنتعلم ونختار الأشياء التي نحتاجها في حياتنا، وبالتالي يجب أن نكون انتقائيين، موضحة أن كل إنسان تأتيه فترة يحتاج فيها للعمل على نفسه.
وبينت أنه يجب أن نكون قدوة في كيفية تعاملنا مع الآخرين، لأنه إن تعاملنا بشكل سيئ مع الآخرين، سيتصرف أولادنا لاشعورياً بأسلوب خاطئ معهم.
«الطليعة» التقت المطوع، وأجرت معها هذا الحوار:
● لنتحدث أولاً عن البرمجة اللغوية.. كيف تحدث؟
– ما يحدث أنه كلما جلسنا أمام التلفزيون تصيبنا البرمجة اللغوية والرقمية من دون أن ندري، فالناس في الماضي كانوا يروون القصص.. أما اليوم، فقد اختلف الوضع، وبتنا أمام وسائل جديدة، وإذا أردنا إقناع شخص بأمر ما، فذلك يعتمد على طريقة انتقائنا لكلماتنا، الأمر الذي يساهم بإيصال الفكرة وترسيخها في ذهنه أكثر، وهذا الأمر يعتمد على الذكاء وكيفية الاستفادة من الأمور في حياتنا.. فمن الممكن أن نوجه أولادنا لكيفية التعامل مع صعوبات ومشاكل الدنيا، ولكن بطريقة إيجابية، وهذا ما يمنحهم ثقة أكبر عند التحدث ومنذ الصغر، فعلى الأم التدرب على هذه الأشياء، وهناك أمهات يدركن ذلك بالفطرة، وأخريات يجب عليهن التعلم، وعلى الأب كذلك تعلم كيفية التحدث مع أولاده، وبالتالي تعزيز الثقة فيهم لفعل الكثير من الأمور من دون خوف.
ما أود قوله هو إن طريقة كلامنا مع الطفل يجب أن تكون من خلال انتقاء الكلمات الموزونة والإيجابية.
● هل تنمية الذات ترتبط بعمر معيَّن؟
– من الممكن أن نبدأ مع الطفل قبل عمر الـ7 سنوات لتنمية هذه الأمور، حيث سيعتاد بعد ذلك على التكلم بإيجابية، ولكن المشكلة فينا نحن، لأنه من الصعب أن نغير طريقتنا بفعل تأثرنا بالبيئة المحيطة بنا وبأصدقائنا وبالتلفزيون، ومن الجميل أن ننمي أنفسنا وقدراتنا، من خلال الانتساب لدورات التنمية البشرية، فضلاً عن محاولة القراءة والغوص في التفاصيل والمعلومات.
وفي الكويت المجال مفتوح أمامنا لنتعلم واختيار الأشياء التي نحتاجها في حياتنا، وبالتالي يجب أن نكون انتقائيين.
● في حال لم نتعلم هذه الأمور منذ الصغر، ما الفترة الزمنية التي قد نستغرقها لتعلم ذلك؟
– في أي وقت باستطاعتنا ذلك، وكل إنسان تأتيه فترة يحتاج فيها للعمل على نفسه، وأبرز مثال أنا، حيث عملت على نفسي، وأقوم بمساعدة المحيطين بي، وبدأت من أهلي وإخوتي وتوسعت.

خير وشر
● كل انسان فيه جانب خير وشر، من أين يتأتى الشر؟ وهل بالإمكان تصويبه؟
– هناك مثل يتأتى من الهنود الحمر يقول «كل إنسان بداخله ذئب»، ويعتمد الأمر على كيفية تغذيتنا لهذا الذئب، فإذا غذينا الشر فيه سيزداد، وستكون الغلبة للذئب الذي قمنا بتغذيته بشكل أكبر.
وإذا غذينا الخير سينمو ويطغى على الشر، والعكس صحيح، وهذا الأمر يعود إلى الإنسان وإرادته، وكل الأشياء الخيرة يجب أن نعرفها بالفطرة، ولكن نسيناها مع الوقت، بسبب أسلوب حياتنا السريع، واختصارها على ردات الفعل من دون القيام بفعل ومبادرة.
● يعد سن المراهقة من أخطر المراحل.. كيف يمكن السيطرة على هذه السن؟ وعلى مَن يقع العاتق الأكبر؟
– يقع العاتق الأكبر على الأهل في المنزل، والبيئة تلعب دوراً كبيراً هنا، ويجب أن نكون قدوة في كيفية تعاملنا مع الآخرين، كالخادمة مثلاً، التي إن عاملتها بطريقة خاطئة سيقوم أولادي لاشعورياً بمعاملتها بأسلوب سيئ.
● ما مستوى الأعمار التي تستقبلينها في دوراتك؟
– استقبل من الجنسين نساء ورجالا ويصل عمر بعضهم أحياناً إلى 65 عاما، ولكن في الإجمال أكثريتهم ينتمون للمرحلة الجامعية وما فوق، وأبرز ما يرغبون بالتدرب عليه هو الثقة بالنفس وحب الذات، وهنا أشير إلى أنه على كل إنسان أن يحب نفسه قبل أن يحب الخير للآخرين، لأنه إن أحببنا أنفسنا سنرى كل شيء جميلا، وسيحبنا الناس أكثر، وبالتالي سيكون بإمكاننا أن نعطي أكثر.
حب الذات
● هناك بعض الأشخاص يحبون ذاتهم لدرجة الأنانية.. كيف يمكن الفصل بين حب الذات والأنانية؟
– كل إنسان يحب نفسه بطريقته الخاصة، فالجدة تهتم بنفسها، ومن ثم تمنح الحب والدلال للآخرين، وهذا يمنحها راحة.. أما الأم، فتعطي من دون أن تكون مرتاحة، بسبب سعيها إلى نيل رضا أولادها.. والأنانية ليست سيئة كما يعتقد الآخرون، بل هي فن الاعتناء بالذات، وأبرز مثال أنه في الطائرة يطلبون منك وضع حزام الأمان، ومن ثم وضعه لطفلك.

قانون الجذب
● لننتقل إلى قانون الجذب.. حدثينا عنه؟
– كل إنسان باستطاعته تجربة قانون الجذب، فإذا قلنا بيننا وبين أنفسنا إن الشارع سيكون هادئاً ولا توجد زحمة، فسيكون ذلك بمثابة طلب ودعاء، ويتشكل لدينا يقين بأن الله سيحقق لنا هذا الشيء، لأن قانون الجذب يعمل كـ»غوغل»، فالله سخَّر لنا قانون الجذب، لأن عقلنا مثل الكمبيوتر، ونفتش فيه على الشيء الذي نريده.
● نحن مسيرون ولسنا مخيرين.. فكيف يمكن اتساق هذه الحقيقة مع مقولتك بأن ما نريده نحصل عليه؟
– إذا طلبت شيئاً وحصلت عليه ووجدت أن شعورك الداخلي يرفضه لا تقبله، وفي النهاية نحن نسعى، والقوانين سخرها الله لنا، والعقل أعطانا إياه الله لسبب، وذلك من أجل أن نستخدمه لصالحنا وصالح الإنسانية كلها.
العلاج بالطاقة
● كيف اخترت هذا المجال؟ وأين تخصصت؟
– منذ 2009 بدأت بدراسة الطاقة ثم العلاج بها، وتخصصت فيها ودربت فترة، فاكتشفت أنني أريد المزيد، وأنني أرغب بمساعدة الناس، لذلك اتجهت نحو مجال التنمية البشرية، لكي أعلم الناس كيف يحصلون على ما يريدون وتحقيق الأهداف عن طريق الإيجابية، كالوصول إلى الوزن المثالي والصحبة المثالية والزوج المثالي والعائلة المثالية.
● ما النصائح التي توجهينها للقراء؟
– لقد خلقنا الله ولدينا طاقة، وهذه الطاقة موجودة في كل شيء، وشعورالإنسان هو الذي يحدد ماذا يريد، ويجب أن يثق فيه وبنفسه، وأبرز نصائحي تتمثل في:
حدد الشيء الذي تريده، ركز عليه، اعطه اهتمامك، فكر فيه بإيجابية، واسمح له بأن يتحقق.
كلنا نستحق الأفضل، والله خلقنا لنسير عملنا، ويجب أن نزيل الشك، وكلما حصلنا على شيء، يجب أن نحتفل ونرغب بالمزيد، ولكن يجب ألا نتوقف عن السعي.
