
الطليعة – بيروت:
لن يحتفل لبنان هذا العام بعيد الاستقلال الـ71، بعد قرار اتخذه رئيس الحكومة تمام سلام بإلغاء الاحتفال السنوي، وقام وزراء ونواب بوضع إكليل واحد على أضرحة رجالات الاستقلال باسم الجمهورية اللبنانية، بدلاً من الأكاليل الثلاثة، كما درجت العادة، باسم رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والحكومة.
وارتأى الرئيس سلام توجيه كلمة عـيد الاستقلال في قاعة اجتماعات مجلس الوزراء، أشار فيها إلى لحظة حزينة تمثلت في غصتين اثنتين، الأولى خلو منصب الرئاسة، والثانية حرمان الجيش من نعمة الحرية.
إلغاء الاحتفالية هذه يأتي للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية، التي عصفت بلبنان بين عامي 1975 و1990.
يُذكر أن ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، كانت قد انتهت في 25 مايو، إلا أن مجلس النواب فشل في انتخاب رئيس جديد، بسبب عمق الانقسام السياسي في البلاد، على خلفية الأزمة في سوريا. حيث تتطلب جلسة انتخاب رئيس، حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128)، بينما لم يتمكن البرلمان، على الرغم من دعوته إلى جلسة انتخاب رئيس 15 مرة، من تحقيق نصاب، بسبب مقاطعة تكتل حزب الله وحلفائه للجلسات، حيث يدعو هذا التكتل إلى «التوافق مسبقاً» على رئيس قبل عقد الجلسة، فيما يتهمه الفريق المنافس له (قوى 14 آذار) بمحاولة فرض الرئيس الذي يريده.
ولهذا تستمر الأزمة والتأزيم، من دون تبين أفق لحل سياسي ينقذ البلد من أخطار الإرهاب وأخطار الفراغ الرئاسي، ومعه الفراغات الأخرى السياسية، غير المسبوقة في الحياة اللبنانية والنظام السياسي الأكثر تشرذماً وتفككاً حتى الآن..